قائمة الموقع

بالصور دعوات لضرورة العمل على تطوير استخدام الإعلام الرقمي لتعزيز الرواية الفلسطينية حول العالم

2023-06-04T23:03:00+03:00
ورشة عمل في جامعة الأقصى (20).jpeg
شمس نيوز - غزة

أكد أكاديميون ومختصون بالإعلام الرقمي، على ضرورة العمل لتطوير استخدام الوصول الرقمي الفلسطيني، وآليات محركات البحث العلمي "SEO" لتعزيز الرواية الفلسطينية في العالم الرقمي.

جاء ذلك خلال محاضرة نظمها طلاب مساق "الإعلام الرقمي وصناعة المحتوى" في برنامج الإعلام وعلوم الاتصال بجامعة الأقصى، بعنوان "الوصول الرقمي الفلسطيني وآليات (SEO) كضرورة لتعزيز الرواية الفلسطينية رقميا"، حاضر في الورشة عميد كلية الإعلام د. غسان حرب، ورئيس برنامج الإعلام وعلوم الاتصال في الكلية أ.د. ماجد تربان، والمختص بالإعلام الرقمي أ. محمد أبو كميل.

ودعا المتحدثون خلال المحاضرة للعمل بشكل مستمر ومتواصل من قبل القائمون بالاتصال لتطوير لضرورة العمل على إيجاد استراتيجية إعلامية وطنية موحدة، تعزز الرواية الفلسطينية بعيدًا عن السياسات الإعلامية للوسائل الإعلامية المختلفة.

مخاطر جمة تواجه روايتنا

وفي كلمة الافتتاح لعميد كلية الإعلام في جامعة الأقصى د. غسان حرب شدد على أهمية هذه المحاضرة، وضرورة العمل من خلال الجهات المختصة ليكون للرواية الفلسطينية حضور على المستوى الدولي، لتفنيد رواية الاحتلال الإسرائيلي.

وقال د. حرب: "الأمر بحاجة ضرورية للعمل بقدر الإمكان على تطوير شبكات الإنترنت، من خلال المهارات المهمة سواء للقائم بالإعلام في المؤسسات الإعلامية، أو المؤسسات الإعلامية الرسمية".

وأشار إلى أن الرواية الفلسطينية تجد محاربة كبيرة من رواية الاحتلال الإسرائيلي، التي تعمل في كل وقت على توجيه رسائلها لمختلف الدول حول العالم، مبينًا أن الرواية الفلسطينية في مواجهة مستمرة مع الرواية الصهيونية.

المطلوب استراتيجية وطنية

حديث د. حرب أكمله رئيس برنامج الإعلام والاتصال الدولي في كلية الإعلام بجامعة الأقصى أ.د. ماجد تربان، موضحًا أن الحديث عن الرواية الفلسطينية مرهق للنفس، نظرا للجهود الكبيرة المبذولة في هذا الشأن.

واستدرك د. تربان: "الجهود هذه متناثرة، ولا يعمل لها بشكل مباشر لتتسوق مع الرواية الخارجية وروايات الغرب بشأن قضيتنا الفلسطينية، الرواية الفلسطينية دخلت بمنعطفات شد وجذب ولكن المهم معرفة لمن نقلت".

وأوضح أن الشد والجذب في الرواية الفلسطينية يمر بثلاثة مراحل وهي على المستوى المحلي، فلها وجود كبير ومؤثر، وعربيًا فهناك بعض التواجد، أما على المستوى الدولي كما ذكر د. تربان، فالفلسطينيين يخاطبون أنفسهم، من خلال المعضلة الكبرى المتمثلة في مخاطبة العالم بلغتنا لا باللغات الأجنبية.

وأضاف "نحن لم نستطيع الاستفادة مما قام به الاحتلال من خلال مخاطبة العالم عبر وسائله، فنجده مستثمر في أكثر قنوات وشبكات الإعلام الدولية القوية، وتصل للجمهور الغربي وتنقل روايتهم، وأصبحت تخاطبنا عبر قنوات عربية تفسح المجال لنقل هذه الرواية".

ولفت د. تربان إلى ما بدأ به الاحتلال مؤخرًا عندما أقرت الأمم المتحدة، الاعتراف بيوم النكبة الفلسطينية، ومحاولات رواية الاحتلال العمل على تزييف الواقع وإظهار أنهم أصحاب الحق في هذه الأرض، وأنهم لم يأتوا بالعدوان والقتل والإجرام عليها.

وفي تقييمه للإعلام الرقمي تحديدًا على مواقع التواصل الاجتماعي، أكد أنها نجحت إلى حد كبير في نقل الحقائق، وتعزيز الرواية الجماهيرية المؤيدة لفلسطين في مختلف أنحاء العالم، مبينًا أن ذلك بدا واضحًا من التعاطف العالمي مع شعبنا خلال أي عدوان.

وأبدى امتعاضه من بعض السلوكيات غير السوية، وربما غير المقصودة التي تساعد الاحتلال في تعزيز روايته بحق قضينا، وحقوقنا الثابتة.

وعن المطلوب من الفلسطينيين سواء الإعلام الرسمي أو الحزبي، أو النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، قال د. تربان: "علينا العمل على مخاطبة الغرب عبر وسائله من خلال إيجاد لوبي عربي في كل أنحاء العالم، كون الجاليات العربية في الغرب أكثر بكثير من الجاليات اليهودية خاصة في أمريكا وفرنسا".

وأضاف "لا بد من مخاطبة الجاليات لتعزيز الرواية الفلسطينية، وأن تكون الرسالة واحدة، وأن يكون هناك استراتيجية إعلامية وطنية تعزز الرواية الفلسطينية بعيدًا عن السياسات الإعلامية للوسائل الإعلامية المختلفة".

وشدد د. تربان على أهمية أن يكون الخطاب الإعلامي في سقفه الوطني موحد، لا أن يغرد كل على ليلاه، بما يخدم الاحتلال في رواياته، خاصة في أوقات العدوان والحروب، داعيًا لضرورة الاتفاق على المصطلحات الإعلامية كوننا نواجه فيها مشكلة كبيرة.

وختم حديثه بالتساؤل إذا ما كنا نخاطب الرأي العالم برؤيته أم بلغته، أم بلغتنا ورؤينا، مجيبًا "من يتقن موضوع محركات البحث، يتقن إيصال الرسالة التي يريدها بالطريقة إلى أكبر قدر من المتابعين".

تجارب ونصائح

أما المختص بالإعلام الرقمي أ. محمد أبو كميل، فقد تحدث عن تجارب مختلفة ومهمة للعمل على تطوير الإعلام الرقمي الفلسطيني، وحضوره على الساحة الرقمية العالمية، مشيرًا إلى أن فكرة تعزيز التواجد في العالم الرقمي، لدينا كفلسطينيين غير متكاملة.

وأوضح أبو كميل أن الحملات الرقمية تركز فقط في نشاطاتها على مواقع التواصل الاجتماعي فقط، مضيفًا "نحن لا نعمل على كل ما له علاقة بالعالم الرقمي، وأن العالم الرقمي واسع ويتطلب المشاركة في كل تفاصيله وعلى محركات البحث المختلفة".

وقال: "على سبيل المثال 93% ممن يحصلون على معلوماتهم من محرك البحث جوجل، وسيعملون فتح أول ثلاثة نتائج فقط"، متابعًا "لا بد من العمل على تعزيز الحملات على محركات البحث وليس على السوشيال ميديا، والعمل على إبرازها ضمن النتائج المتقدمة، ليس فقط من خلال تكثير المحتوى".

وعن آلية تطوير الظهور الإعلامي الفلسطيني رقميًا على محركات البحث قال أبو كميل: "الموضوع متعلق بالتسويق الرقمي، وهو من تخصص الإدارة والعلوم الرقمية والإعلام، ويتطلب مهارات مشتركة لتستطيع الكتابة وفق (SEO)"، مبينًا أن الأمر في محركات البحث أسهل مما نعتقد أنه في مواقع التواصل الاجتماعي.

وأكمل "تحسين محركات البحث، الدور الأكبر فيها يقع على الإعلام، ضمن شروط مختلفة وفق مقاييس محركات البحث، من ضمنها ما له علاقة بالمحتوى، ومدى توافقه مع هذه المحركات".

وأردف أبو كميل حديثه "أهم ما يؤثر على محركات البحث بنية الموقع نفسه، ومراعاتها لشروط جوجل، وهنا يدخل دور الشخص المختص بتكنولوجيا المعلومات، من خلال إصلاح المشاكل المتوقعة قبل حدوثها".

وتابع "من مقاييس المحتوى التي تضعها جوجل هي معدل الارتداد، التي تظهر من خلال جذب المتابعين والعمل على قراءة أكثر من موضوع على موقعك، لا قراءة الموضوع والخروج من الموقع دون قراءة غيره".

وذكر في موضوع الارتداد أن الروابط التشعبية المختلفة في المواقع، خاصة المختصة بالتحميل، رغم ازعاجه للمتابعين، إلا أن محركات البحث تعمل على زيادة أعداد المترددين على الموقع وبالتالي تقدم هذا الموقع في المحركات.

ووفق أبو كميل فإن البحث في جوجل فإنه يعمم النتائج، فمثلًا موقع IP المرتبط بالجهاز ما لو ظهر أنه في بلد معين فإن نتائجه تختلف عن البلد الآخر، نظرًا للأوضاع التي تمر بها تلك البلاد.

وتابع "مراحل الظهور والتقدم في محركات البحث تتم من خلال جمع البيانات، ثم العمل على تحديد المنصة وإنشائها، ثم المحتوى وطريقة تقديمه، ثم قياس الأدوات المساعدة في الأثر، ومن ثم التقويم والتعديل عليها".

وعلى المستوى الفلسطيني ووجوده في محركات البحث من خلال (SEO)، فلفت إلى أن متابعته للموضوع على مدار الأعوام الماضية، وجده تحت إطار العمل الاستثماري للمواقع الإلكترونية والقائمين عليها أكثر من الدور في تعزيز الوجود الفلسطيني.

وأوضح أن المؤسسات الاستثمارية الإعلامية المحلية هي التي تعمل على الموضوع، قائلًا "العديد من المواقع تظهر بالصورة العامة على أنه موقع الكتروني صاحب رسالة سامية، إلا أنه يعمل على كتابة مقالات تجلب زبائن واهتمام المواطنين بشكل كبير في الخفاء، ربما تكون غير متوافقة مع ما يظهره الموقع".

وذكر أن العديد من المؤسسات الفلسطينية المهمة والرسمية لا بد أن يكون لها تواجد ضمن عمل (SEO)، لتعزيز الرؤية والرواية الفلسطينية، ذاكرًا على سبيل المثال الجهاز المركزي الإحصائي الفلسطيني، ووكالة وفا، والعديد من المؤسسات الحكومية والأهلية التي تقوم بحملات مختلفة.

وبرر أبو كميل الأمر وفق متابعته وجود عدة أسباب أهمها عدم الاهتمام الإداري بهذا الموضوع من قبل القائمين على هذه المؤسسات، بالإضافة إلى تهرب العاملين من العمل وفق (SEO)، لما يحتاجه من دراية وخبرة وجهد في الأمر.

وطالب بضرورة العمل على تطوير وتأهيل الكوادر العاملة في هذه المؤسسات من خلال ورشات العمل والدورات المختلفة، بالإضافة إلى العمل على رفد الكادر بمختصين بالكتابة وفق (SEO).

وعن تواجد الإذاعات الفلسطينية عبر (SEO)، قال أبو كميل: "هناك جهد كبير من خلال الإذاعات والتلفزيون إلا أن الجهد داخلي، رغم وجود تطبيقات مهمة تعمل على مساعدة وتطوير عملها، وزيادة عدد متابعيها خارجيًا وحول العالم، كالتطبيقات المعتمدة المختصة بالأمر عبر جوجل.

وحول برامج الذكاء لاصطناعي ودورها في البحث والحصول على المعلومات قال: "محركات البحث تتعلم من خلال توجيهات المستخدمين، وتعديل المعلومات فيها أمر مهم وسهل جدًا للغاية".

اخبار ذات صلة