غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

المشكلات الفلسطينية السياسية والاقتصادية على الطاولة المصرية للمعالجة

خالد صادق
بقلم/ خالد صادق

انهى وفد حركة الجهاد الإسلامي اجتماعاته في القاهرة, ووصفت حركة الجهاد الإسلامي المحادثات بأنها كانت مثمرة وإيجابية، وأنّ الحركة لمست حرصاً مصرياً على استمرار الجهود والمساعي الداعمة للشعب والقضية الفلسطينية، ووقف العدوان الإسرائيلي الظالم على شعبنا, وجود وفد من حركة المقاومة الإسلامية حماس, ووفد من الجهاد الإسلامي يدل على ان هناك جهوداً مصرية حثيثة لحل الكثير من القضايا والمشكلات التي يعاني منها قطاع غزة في ظل الحصار المفروض على القطاع منذ ما يزيد عن خمسة عشر عاما, وفد حركة حماس والذي يحمل هم إدارة شؤون القطاع وحل المشكلات الحياتية وتحسين أوضاع الناس, بالإضافة للملفات السياسية الكثيرة التي تمس امن القطاع من خلال العدوان الصهيوني المتتالي على قطاع غزة, واستهداف المدنيين الأبرياء في منازلهم وقتل الأطفال والنساء والشيوخ, والعقوبات المتلاحقة التي يتعرض لها سكان قطاع غزة على يد الجيش النازي الصهيوني, وحكومة الصهيونية الدينية التي يقودها بنيامين نتنياهو, وبتسلئيل سموتريتش, وايتمار بن غفير, بينما كانت لقاءات الاشقاء المصريين مع الجهاد الإسلامي تتمحور حول تثبيت التهدئة, وتدارس الأوضاع الداخلية لسكان قطاع غزة, وموضوع الاسرى الفلسطينيين, والانتهاكات الصهيونية المستمرة بحق الفلسطينيين, وهى كلها ملفات شائكة, تمت مناقشتها أولا في لقاءات جمعت بين قيادة حركة حماس مع قيادة الجهاد الإسلامي, وتم نقل وجهة نظرهم وتصوراتهم للاشقاء المصريين, وضرورة ان يتوقف الاحتلال عن التصعيد في القدس وبحق الأقصى وفي الضفة المحتلة, لان المقاومة لا يمكن ان تفصل نفسها عما يحدث في أي ساحة من الساحات الفلسطينية, وان تهديدات الاحتلال بالعودة لسياسة الاغتيال بحق الفلسطينيين تعني العودة للمعركة مرة أخرى, وان هذا الموقف يمثل المجموع الفلسطيني, وانه لن يسمح للاحتلال بتغيير المعادلات.

أهمية اللقاءات التي جرت في القاهرة تكمن في إصرار مصر على دعوة زعيمي الحركتين السيد إسماعيل هنية زعيم حركة حماس, والقائد زياد النخالة الأمين العام للجهاد الإسلامي بمشاركة وفد كبير من قيادة الحركتين, حديث كثير تتناقله وسائل الاعلام المختلفة, وذكر العربي الجديد نقلا عن أحد المصادر أن الفترة الراهنة «تشهد ترتيبات تعد الأولى من نوعها، بشأن الأوضاع في قطاع غزة، ضمن تصورات من شأنها أن تقود إلى هدنة طويلة الأمد نسبياً بين فصائل المقاومة في قطاع غزة والاحتلال», وهذا اجتهاد ليس له مصدر معلوم, لان المقاومة الفلسطينية والجهاد الإسلامي لن تقبل بهدنة طويلة في ظل هذه الأوضاع التي تشهدها الأراضي الفلسطينية, والضفة الغربية تغلي كالبركان, والقدس على صفيح ساخن, وغزة تتعرض للعدوان بشكل متكرر, واهلنا في الأراضي المحتلة عام 1948 يعانون القوانين العنصرية التي تهدف لاقتلاعهم من ارضهم وتهجيرهم منها بالقوة, فحكومة تقودها الصهيونية الدينية ويقف على رأسها بنيامين نتنياهو وسموتريتش وابن غفير لا يمكن منحها هدنة طويلة لان نواياهم التصعيدية في القدس والضفة وتجاه غزة باتت معلنة, ولا يمكن تجاهلها, فهي حكومة نازية متطرفة مهمتها الأساسية تمرير مخطط تهويد القدس بشكل كامل وتقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا, واعتبار الضفة الغربية «يهودا والسامرة» جزءاً لا يتجزأ من ارض «إسرائيل», وامام هذا الفكر الصهيوني المتطرف لا يمكن منح الاحتلال هدنة طويلة, الا بشروط المقاومة ورؤيتها ووفق مصلحة الشعب الفلسطيني وثوابته, والتضحيات الجسيمة التي قدمها على مدار سنوات النضال ضد الاحتلال, وبما يضمن عدم انتهاك الاحتلال للتهدئة, خاصة ان الجهاد الإسلامي يطرح موضوع مشاغلة الاحتلال مع مراكمة القوة لثنيه عن تحقيق اطماعه العدوانية, والتمسك بحق المقاومة في التصدي للاحتلال, ومراكمة القوة العسكرية تمهيدا لمعركة النصر.

أما فيما يخص توسيع حجم التبادل التجاري بين مصر وقطاع غزة, فهذا الامر منوط بالطرفين الفلسطيني والمصري, وليس للاحتلال الصهيوني أي دور فيه, وغير مرتبط بشروط يفرضها الاحتلال على فصائل المقاومة الفلسطينية, فهذا شأن مصري فلسطيني خالص, وما تناقلته صحيفة العربي الجديد فيما يخص هذا الملف من ان «الترتيبات التي تجري تأتي في ظل تفاهمات إقليمية ودولية، تشارك فيها الإدارة الأميركية وقطر ومصر، تتضمن أدواراً أوسع للقاهرة على صعيد التواجد في قطاع غزة، وأن «هناك مشاورات جرت خلال الفترة الماضية بين مسؤولين أمنيين مصريين وإيرانيين، بشأن الوضع في قطاع غزة والأراضي المحتلة، بسبب دور طهران الداعم لحماس والجهاد», فان هذا ان صح فانه يعطي دليلا على ان المقاومة في قطاع غزة, استطاعت من خلال التضحيات الجسيمة التي قدمتها, وقدرتها على الصمود في وجه العدوان الصهيوني, ان تفرض ارادتها بقوة ليس على الاحتلال الصهيوني فحسب, انما على المجتمع الدولي والإدارة الامريكية الداعم الرئيس والاساسي للاحتلال الصهيوني, وانه لا يمكن تجاهل قوة المقاومة وقدرتها على مجابهة الاحتلال, وان ما يقدم من تسهيلات لقطاع غزة لتحسين أوضاع الناس المعيشية هناك, انما هو حق مكتسب لشعبنا الفلسطيني, انتزعه انتزاعا من بين انياب الاحتلال, وقدم آلاف الشهداء على مدى سنوات الحصار الصهيوني على قطاع غزة, ما يأمله شعبنا ويستحقه سكان قطاع غزة, ان يتم اتخاذ خطوات سريعة لتحسين أوضاع الناس, فلا يمكن ان تبقى مشكلة الكهرباء مستمرة للابد, وان يبقى الحصار المالي والاقتصادي والتجاري للابد, اما آن للحصار الظالم ان ينتهي؟!.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".