غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

الوحدات والتشكيلات العسكرية الإسرائيلية "الوحدات والكتائب الحدودية" (6)

أحمد عبد الرحمن
بقلم/ أحمد عبد الرحمن

مقدمة

تناولنا في الأجزاء الخمسة السابقة العديد من الوحدات الخاصة الصهيونية، إضافة إلى التشكيلات العسكرية التابعة للجيش الإسرائيلي، وحاولنا أن نلقي الضوء على كلّ ما يتعلق بتلك الوحدات والتشكيلات، من ناحية التدريبات والإمكانيات، وشروط الانتساب، وباقي التفاصيل المهمة المتعلقة بها.

وذلك من أجل الإحاطة بطرق عملها وتكتيكاتها، والوسائل التي تستخدمها في أداء مهامها، بما يسمح بشكل أو بآخر لفصائل المقاومة في فلسطين المحتلة وفي الإقليم، من وضع الخطط المناسبة للتعامل مع هذه الوحدات والتشكيلات القتالية، والتي تشكّل رأس الحربة في مواجهة قوى المقاومة، وتقوم بارتكاب مجموعة كبيرة وواسعة من الجرائم بحقّ الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة.

في هذا الجزء السادس والأخير، سنلقي الضوء على مجموعة من الوحدات القتالية الإسرائيلية، التي تعنى بدرجة أولى بحماية المناطق الحدودية للكيان الصهيوني، والتي تمارس في كثير من الأحيان عمليات عدوانية ضد الدول المحيطة بـ "إسرائيل"، ولا تتورّع عن ارتكاب كل الجرائم التي من شأنها تمكينها من أداء مهامها الموكلة إليها، والتي كانت وما زالت تخالف كل المواثيق الدولية الخاصة بحقوق الإنسان. 

1- وحدة جبل الشيخ "وحدة الألب"

تُعتبر بمثابة وحدة المهام الخاصة الجبلية، وهي وحدة احتياطية خاصة بالجيش الإسرائيلي، هدفها العمل في الشمال الثلجي، وخاصة في منطقة جبل الشيخ، أو ما يُعرف بمنطقة "الحرمون"، والتي تُعتبر من أكثر المناطق صعوبة، وذلك بسبب التضاريس الصعبة والأجواء القاسية، والارتفاع الشاهق، إضافة إلى موقعها الجغرافي المهم جداً، إذ إنها تفصل بين سوريا ولبنان وفلسطين، وتسمح لمن يسيطر عليها بالإشراف على كامل المنطقة المحيطة بها، ولا سيّما من خلال المراقبة وجمع المعلومات عن الجانب السوري بشكل خاص.

بدأ العمل على إنشاء هذه الوحدة بعد انتهاء حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973، إذ تبيّن "للجيش" الإسرائيلي وجود الكثير من العوائق في منطقة جبل الشيخ، الذي يتميّز بالارتفاع الشاهق "نحو 2800 متر"، والذي يجعل مهمة الصعود إليها مهمة صعبة، إضافة إلى الظروف المناخية القاسية فيها، وهذا ما يجعل من مهمة وحدات سلاح المشاة، وكذلك وحدات النخبة، العمل فيها بشكل فعّال مهمة شبه مستحيلة، بل إن مجرد التمركز فيها لفترات طويلة، وتأمين حراسة مستدامة لها لم يكن عملاً سهلاً، لذلك تم اتخاذ قرار بإنشاء وحدة عسكرية خاصة، تكون متخصصة للعمل في مثل هذه الظروف الاستثنائية.

قام "الجيش" الإسرائيلي بانتداب مجموعة من المقاتلين النظاميين من وحدة "إيغور" الاستطلاعية الخاصة، ووحدة "غولاني"، وتم إخضاعهم لتدريبات قاسية للغاية، تركّزت حول اختبارات اللياقة البدنية، والملاحة، والقدرة على البقاء، تمّ بعدها إنشاء أول طواقم المقاتلين في وحدة المهام الخاصة الجبلية، الذين تمّ تعزيزهم في بداية تأسيس الوحدة بمستشارين متخصصين في مجال الإنقاذ والعمل في الأحوال الجوية الثلجية، فيما تم جلب المعدات الخاصة بالعمل من الولايات المتحدة الأميركية، حيث بدأ الجنود بممارسة المزيد من التدريبات والإرشادات في مجال القتال، وكذلك المشي والتنقّل بين الثلوج والعواصف الثلجية، وبناء الكهوف الثلجية، وتنفيذ مهمات التزلج وغيرها.

يُعتبر مسار التدريب في وحدة "المهام الخاصة الجبلية"، مختلفاً عن التدريب في بقية الوحدات النظامية التابعة للجيش الإسرائيلي، ولا سيما أنّ المنتسبين إليها هم من المقاتلين المدرّبين، الذين خضعوا لثلاث سنوات من الخدمة النظامية وأحياناً أكثر، والذين يتمتعون بقدرات قتالية عالية.

ويخضع المقاتلون إلى سلسلة من التدريبات بما فيها العمل في الأحوال الثلجية، مثل التزلّج، والتمويه، والإنقاذ، والتنقّل فوق الثلوج، وإطلاق النار، والقتال في ظروف قاسية، والمحافظة على البقاء، والتزلج باستخدام عتاد خاص بالمناطق الثلجية، مثل ضمادات التزلج، وعربات الثلج، وغيرها. يجب أن يكون لدى أفراد الوحدة معرفة وافية ومهارة عالية في استخدام العديد من أنواع الأسلحة، مثل بنادق القنص، وبنادقM16 ، وبنادق التافور، والمسدسات، وصواريخ الأرض- جو، والصواريخ المضادة للدبابات، وغيرها من الأسلحة الأخرى. 

يبدأ نشاط الوحدة السنوي بمجرد بدء تساقط الثلوج على جبل الشيخ، حيث يصبح من الصعب جداً السيطرة على المنطقة من ناحية النيران أو المراقبة، وذلك بسبب الضباب الكثيف والثلوج وصعوبة التنقّل على الطرقات، وهذا الأمر يشكّل بيئة معادية لمن يعمل داخله، ولكن رغم ذلك يُفترض أن تنبّه هذه الوحدة جيش الاحتلال في حال تمّ شن هجوم مباغت من سوريا أو لبنان، وهذا ما يحتّم على الجنود البقاء في المنطقة منذ بدء تساقط الثلوج حتى نهايتها.

إضافة إلى مهام المراقبة التي يقوم بها جنود الوحدة، يترتّب عليهم بين الفينة والأخرى، تنفيذ عمليات تدريبية متخصصة في القتال في هذه البيئة القاسية، حيث يتم إرسالهم إلى منطقة جبال الألب السويسرية، للتعايش مع البيئة هناك، والتي تشبه إلى حد بعيد البيئة في جبل الشيخ. 

يتم تجهيز الجنود بمعدات متخصصة للاستخدام في حال تساقط الثلوج، بدءاً من العربات المخصصة للتنقّل، والملابس الحرارية المناسبة لهذه الظروف الصعبة، إضافة إلى أجهزة الاتصال والإضاءة القادرة على العمل في مثل هذه الظروف، حيث إن بعض المهام تتطلب بقاء الجنود في كهوف ثلجية يقومون ببنائها، ولا يعودون إلى القاعدة الأساسية، وهذا ما يعرّضهم لخطر كبير في حال هبوب عواصف ثلجية، أو انخفاض درجة الحرارة إلى مستويات قياسية. 

2- وحدة "كومتس"

وحدة "كومتس"، هي إحدى الوحدات الخاصة التابعة للجيش الصهيوني، وهي متخصصة في المراقبة التكنولوجية، وتشغيل المعدات الاستخبارية المتطوّرة على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة مع لبنان، والتي يبلغ طولها نحو 79 كلم.

 تنفّذ الوحدة العديد من المهام الخاصة في تلك المنطقة الحسّاسة والخطرة، ولا سيما بعد أن بات "حزب الله"، يملك قدرات عسكرية كبيرة، ربما تؤهّله في وقت ما لاجتياح المنطقة الحدودية، واحتلال مناطق في الجليل، كما هدّد الأمين العام للحزب السيد "حسن نصر الله" سابقاً.

تقوم الوحدة بتقوية السياج الحدودي على طول المنطقة الحدودية مع لبنان، ونصب كاميرات المراقبة الحديثة، ومتابعة عملها، ونشر معدات وأجهزة جمع المعلومات الاستخبارية المتطورة، والتي يحاول العدو من خلالها رصد كل التحركات التي تجري على الجانب الآخر من الحدود، كما قامت الوحدة بتقوية السياج الحدودي على الحدود السورية، وفي منطقة الجولان المحتل خشية حدوث عمليات تسلّل أو اقتحام جماعي، على غرار ما حدث في ذكرى النكبة والنكسة عام 2011، حيث تمكّن مئات من الشباب الفلسطيني والسوري من اختراق الحدود عند قرية مجدل شمس، ودخلوا إلى الأراضي الفلسطينية، ووصل بعضهم في ذلك الوقت إلى مدينتي يافا والقدس.

3- وحدة محاربة "الإرهاب" "إيلات"

هي وحدة التدخّل والسيطرة المسؤولة عن التصدي لعمليات "المقاومة" في منطقة إيلات ووادي عربة والنقب، وتُعتبر هذه الوحدة إحدى أفضل وحدات السيطرة المهنية في جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، وتعمل تحت إمرة قيادة الجنوب، وغالباً ما يتم استدعاؤها عند وقوع عمليات عسكرية، أو حدوث إشكالات مع المواطنين العرب في منطقة الجنوب.

يتميّز جنود الوحدة بالاطّلاع الواسع على منطقة إيلات، والمباني العامة فيها، و"الكيبوتسات" المنتشرة على أطرافها، حيث يُنظر إليهم على أنهم يشكّلون ثروة للمنطقة، و"بطاقة ائتمان" لقائد المنطقة، وقادة الكتائب المنتشرة فيها. ويدور الحديث هنا عن وحدة عسكرية احتياطية مسؤولة عن التعامل مع العمليات الفدائية، بما في ذلك اختطاف الرهائن، وهي تتعاون في ذلك مع الوحدة 13، ووحدة استطلاع هيئة الأركان العامة "سييرت متكال".

تأسست الوحدة بعد إدراك أجهزة الأمن في الكيان الصهيوني بوجود الكثير من المشكلات الأمنية التي تتطلّب وصول قوة نوعية لمدينة إيلات بالسرعة المناسبة، إذ إن وصول وحدتي "سييرت متكال"، والوحدة "13"، اللتين كانتا مسؤولتين عن مواجهة أي طارئ يقع في إيلات كان يستغرق وقتاً طويلاً، حيث تمّ اتحاذ قرار يقضي بإنشاء "وحدة إيلات" على شكل وحدة احتياط عام 1974، وقد قامت عام 1989 بأكبر وأشهر عملياتها، عندما تم استدعاؤها للتعامل مع حادث في كيبوتس "لوتان" في وادي عربة، حيث قام مقاوم أردني بالتسلّل إلى "إسرائيل"، ووصل إلى الكيبوتس، حينها قامت وحدة إيلات بالتعامل مع الحادث بمهنية عالية، وبفضل هذه العملية تمّت ترقية الوحدة من وحدة تدخّل إلى وحدة سيطرة.

ينضم إلى وحدة إيلات خريجو وحدات النخبة التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وأحياناً جنود جرى تسريحهم من مختلف كتائب سلاح المشاة، الذين يقطنون في المنطقة الجنوبية بالقرب من إيلات، ولا يمكن للجنود الذين يخدمون في الخدمة النظامية أن يصبحوا محاربين في هذه الوحدة لأنها وحدة احتياط فقط، ويصل العديد من الجنود إلى هذه الوحدة عن طريق "صديق يجلب صديقاً"، حيث يعمل الجنود من وحدات النخبة، من خلال أقاربهم أو أصدقائهم الذين التحقوا من قبلهم بهذه الوحدة، إذ يخضعون لمقابلة مطوّلة مع قادة الوحدة، وذلك لاختبار شخصيتهم، وخصوصاً دوافعهم، حيث يتطلّب الانضمام للخدمة في وحدة من هذا النوع دوافع قوية، وبعد تجاوز المقابلة بنجاح، وبعد إجراء تحقيق أمني دقيق لهم يتم قبولهم.

يخضع الجنود لدورة تدريبية تتعلق بمحاربة الإرهاب تستمر نحو أربعة أسابيع، وتتضمّن هذه الدورة الحصول على مواد دراسية، إضافة إلى التدريبات العسكرية، مثل استخدام العديد من الأسلحة النوعية، والتدريب على الاشتباك المسلح من مسافات قريبة، والعمل في ظل ظروف معقّدة في كل فصول العام، إضافة إلى ذلك يخضع الجنود لتدريبات كثيرة ومختلفة في مجال محاربة "الإرهاب"، وهذا يحتاج إلى العديد من الأيام الإضافية، وفي السنة الأولى التي يقضيها الجنود في الوحدة، يرافقهم على مدار الوقت مقاتلون من أفراد الوحدة القدامى والمميزين، حيث يقومون بمهمة المساعدة والإرشاد والتدريب، مع العلم أن نحو 40% فقط من المتقدمين ينجحون في الانضمام للوحدة.

4- وحدة المخلب الأحمر "آدوم"

هي الوحدة المسؤولة عن تأمين الحدود الجنوبية والشرقية الطويلة لفلسطين المحتلة، والتي تتجاوز580 كلم على جانبيها المصري والأردني،   ولحماية الوحدات العسكرية المنتشرة في تلك المناطق الواسعة، وقد تمّ تأسيس هذه الوحدة في العام 1979، وأُضيف إليها لاحقاً في العام 2007 لواء جديد يُعرف باسم "الشعبة ساغي".

تخدم تحت قيادة وحدة "آدوم" عدة تشكيلات منها:

 أ/شعبة الصفصاف "406"، التي يتمّ تصنيفها بأنها لواء تابع للقيادة الجنوبية في الجيش الصهيوني، الذي يقع تحت إمرة وحدة "المخلب الأحمر"، ويقع مقر الفرقة في معسكر "عين ياهاف". تأسست شعبة الصفصاف بعد حرب عام 1967 في منطقة بئر السبع، حيث تمّ تحويلها بعد اتفاقية كامب ديفيد بين مصر والكيان الصهيوني إلى جزء من لواء الاحتياط، إلا أنه في العام 2011 قرّرت قيادة جيش الاحتلال إعادة تفعيلها بشكل كبير، بعدما شعرت به من تهديدات على إثر انطلاق ما عُرف بثورات "الربيع العربي".    

ب/شعبة ساغي، أو ما يُطلق عليها اللواء 512، وهي مسؤولة عن منطقة النقب الغربي، والحدود مع مصر، حيث تأسست الوحدة في العام 2007 في أعقاب زيادة عمليات التسلّل والتهريب من سيناء باتجاه قطاع غزة، وتكتسب هذه الوحدة أهميتها من كونها تُستعمل كوسيلة للتغلّب على المساحات الواسعة في النقب، ويُضاف إلى مهامها أيضاً سرعة الوصول إلى أماكن الأحداث، وتنفيذ عمليات إنقاذ وإخلاء في حال وجود جرحى ومصابين، حيث تتعاون في هذا المجال مع وحدة "يهالوم-الماسة" التي ينتشر جزء منها أيضاً على الحدود المصرية والأردنية.

إضافة إلى وحدتي الصفصاف وساغي، يوجد العديد من التشكيلات الأخرى التي تخدم تحت إمرة وحدة "آدوم"، منها وحدة المدرعات والدبابات "ضوء"، وشعبة "الجرانيت" الخاصة بالعمل الاستخباري، و"الكتيبة 76" وهي وحدة هندسة، إضافة إلى كتيبة التدخّل السريع.

5- كتيبة النسر "414"

هي وحدة المراقبة والاستطلاع الميدانية التابعة لقيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الصهيوني، وهي المسؤولة عن المراقبة الإلكترونية الحدودية على حدود قطاع غزة والحدود المصرية وتحديداً سيناء، إذ يتم اختيار الجنود الذين لديهم قدرات تكنولوجية وتقنية للعمل في هذه الوحدة، حيث يخضعون لتدريبات متخصصة وذات سرية عالية. 

وينقسم التدريب إلى شقين: الأول ميداني والثاني إلكتروني، وفي نهاية فترة التدريب يتم دمج التخصصين معاً، بما يمكّن الجنود من استخدام الأجهزة الإلكترونية أثناء القتال والوجود في الميدان، ثم يخضع الجنود لتدريبات على الأساليب التي يستخدمها "العدو"، وكذلك التعرّف على وسائل المراقبة الأمنية، والتنسيق مع القوات النارية والقوات المساعدة في الجيش، وتهدف عملية التدريب لوصول المقاتل إلى وعي كامل حول الأساليب القتالية للعدو حيث يستمر التدريب خمسة أشهر.

يوجد في كتيبة النسر عدة أقسام مثل: قسم مراقبة الأجهزة المحمولة، والذي يقوم باعتراض الاتصالات اللاسلكية والإلكترونية بجميع أشكالها، وقسم تشغيل مناطيد المراقبة التي تنتشر على الحدود، وقسم تشغيل الأجهزة الإلكترونية الخاصة من كاميرات وأجهزة مراقبة أخرى، إضافة إلى قسم تشغيل السيارات والجيبات غير المأهولة التي يتم توجيهها عن بعد، وكذلك الطائرات المسيّرة التي تُستخدم للمراقبة. 

تستخدم الوحدة عدة أنظمة للمراقبة منها، نظام المراقبة "راكون"، المثبّت على سيارات عسكرية، وهو عبارة عن نظام مراقبة واستخبارات من صناعة شركة رفائيل للصناعات العسكرية، ولديه القدرة على التمييز بين البشر عن بعد 10 أميال تقريباً، ويحتوي على كاميرات لجمع المعلومات البصرية، ومقارنتها لتحديد التغييرات الميدانية، ويحتوي كذلك على أجهزة استشعار حساسة للغاية تلتقط أي حركة، ويتمّ تشغيل هذا النظام بواسطة فريق مكوّن من ثلاثة أفراد، إضافة إلى نظام المراقبة المتحرّك للأفراد "ماتان"، وهذا النظام يجمع ما بين المراقبة والرصد، وهو نظام مراقبة محمول للأفراد، بحيث يمكّن الجنود من مراقبة الحدود عبر منظار قوي، يحتوي على نظارات للرؤية الليلية، ونظام تحديد المواقع "GPS".

6- الكتيبة 33 "كاركال"

تُعرف بكتيبة "قط الصحراء"، وأطلق عليها الرقم 33 نسبة لمقاتلي عصابات "البلماخ" الذين قُتلوا في معركة ضد القوات المصرية. تنتشر هذه الكتيبة على الحدود الفلسطينية المصرية، ويقع تحت مسؤوليتها معبر نتسانا "العوجة" والمناطق المحيطة به، والذي نفّذ قريباً منه الشهيد المصري البطل "محمد صلاح" عمليته النوعية في الثالث من هذا الشهر، والتي أدّت إلى مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين.

 تخدم كتيبة كاركال ضمن فوج المشاة في "الجيش" الصهيوني، وهي تجمع بين المقاتلين الذكور بنسبة الثلث، والإناث بنسبة الثلثين. تمّ تشكيل فوج كتيبة كاركال الأول من قبل أعضاء من مختلف الحركات الشبابية الصهيونية، حيث جرى في العام 2010 تخريج أول فوج من هذه الوحدة، ونشره قرب الحدود المصرية. يرتدي جنود الكتيبة قبعات خضراء وينتعلون أحذية حمراء، ويحملون بنادق من نوع "تافور" إسرائيلية الصنع.

يتدرّب مقاتلو كتيبة "قط الصحراء" لمدة سبعة أشهر، بما يشمل التدريب البدني في لواء جفعاتي، وهم متخصصون في استخدام مختلف الأسلحة بما فيها المدافع الرشاشة، والأسلحة المتطوّرة، والقنابل اليدوية، وقذائف الهاون.

7- وحدة شمشون

وحدة "شمشون"، هي عبارة عن وحدة المستعربين الخاصة العاملة على حدود قطاع غزة، وقد بدأت العمل في العام 1988 بعد اندلاع انتفاضة الحجارة، وهي تابعة للقيادة الجنوبية للجيش الصهيوني، وهذه الوحدة تعمل بشكل أساسي كوحدة مستعربين.

 تمّ نقل جزء من عملياتها إلى مدن الضفة الغربية بعد الانسحاب من قطاع غزة عام 2005، حيث تخصصت في العمل الميداني، مثل عمليات الاقتحام للقرى والمدن في الضفة المحتلة، إضافة إلى حراسة المستوطنين أثناء تنقّلهم بين المستوطنات، كما أنها تشارك في كثير من عمليات الاعتقال والاغتيال، مع التنويه هنا إلى أن هذه الوحدة ما زالت موجودة على حدود القطاع، تحت مسمّى "وحدة التقاط العملاء".  

الخاتمة

بعد هذا الاستعراض المفصّل والذي جاء عبر 6 مقالات، والذي حاولنا من خلاله الإضاءة على معظم الوحدات والتشكيلات العسكرية الإسرائيلية، وشمل في طيّاته الوحدات الخاصة القتالية والاستخبارية، وكذلك الوحدات المدرّعة والمدفعية، إضافة إلى الوحدات الحدودية، يمكن لنا أن نشير إلى نقطة مهمة جداً.

نختتم بها هذه السلسلة من المقالات، وهي أنه رغم ما يمتلكه جيش الاحتلال الصهيوني من إمكانيات عسكرية واستخبارية هائلة، ورغم حصوله على أفضل أنواع الأسلحة المتطورة والحديثة، إلا أن هناك الكثير من الثغرات التي يمكن للمقاومة أن تستغلّها، وتستفيد منها في معركتها المتواصلة مع هذا الكيان المجرم، بشرط أنّ تطوّر من إمكانياتها، وترفع من كفاءة كوادرها ومقاتليها، وأن تضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وأن تسعى دون كلل أو ملل للحصول على كل الإمكانيات التكنولوجية والتقنية التي تساعدها في خوض هذه المعركة المعقّدة بكل قوّة واقتدار.

في مقالات مقبلة سنشير إلى تفاصيل ومعلومات أخرى مهمة عن جيش الاحتلال الصهيوني، وعن طرق عمله المختلفة، مع التركيز على عديد المشاكل والإخفاقات التي يعاني منها، والتي بدأت تظهر للعلن بشكل واضح وجلي في السنوات الأخيرة، ولا سيما على مستوى ذراع البرّ، ووحدات المشاة، إضافة إلى منظومات الدفاع الجوي التي باتت تعاني من مشاكل كثيرة ظهرت خلال المعارك السابقة مع المقاومة الفلسطينية في غزة، التي كان آخرها معركة "ثأر الأحرار".

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".