قائمة الموقع

المغرب.. الإمارات.. البحربن من التطبيع البارد إلى التطبيع الساخن

2023-06-11T13:53:00+03:00
خالد صادق
بقلم الكاتب: خالد صادق

التصريحات الصادرة عن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن بلاده تعمل من اجل توسيع عمليات التطبيع مع كيان الاحتلالِ الصهيوني, تدل على نهج للإدارة الامريكية لزيادة عمليات التطبيع بين دول المنطقة والكيان الصهيوني, ويبدو ان التطبيع الذي تشجع عليه الإدارة الامريكية تريده أن ينتقل من التطبيع البارد الى التطبيع الساخن, على غرار تطبيع الامارات والبحرين والمغرب مع الكيان الصهيوني المجرم, صحيفة «لوموند» الفرنسية قالت إن التطبيع الإسرائيلي- الإماراتي يواصل تقدمه على الأرض، مشيرة إلى أن دبي قد تتحول إلى «أرض إسرائيل الجديدة الموعودة».

وذكرت الصحيفة في تقرير لها أن عملية التقرب بين «الدولة العبرية» والإمارات لم تواجه أي عوائق رغم الانجراف القومي المتطرف للحكومة الإسرائيلية، التي تشكلت قبل ستة أشهر برئاسة بنيامين نتنياهو، وأكدت أن التطبيع الإسرائيلي- الإماراتي يتقدم على الأرض، مذكّرة أنه في شهر مارس/ آذار الماضي، دخلت اتفاقية التجارة الحرة المبرمة بين البلدين في مايو/ أيار 2022 حيز التنفيذ، مما أدى إلى خفض أو إلغاء الرسوم الجمركية على جميع المنتجات المستوردة تقريبا.

وخلال نحو ثلاث سنوات، زار مليون إسرائيلي دولة الإمارات، وفقاً للسفير الإسرائيلي في أبو ظبي. وأشارت «لوموند» إلى أن سلطات أبو ظبي تروّج لسلام «ساخن» مع «الدولة اليهودية»، خلافا للسلام «البارد» الساري في عمّان والقاهرة. فالإسرائيليون موضع ترحيب في الإمارات، والدولة التي لم تكن في حالة حرب مع «إسرائيل»، على عكس مصر والأردن، ويبدو ان التطبيع الاماراتي الصهيوني تجاوز نطاق العقل والمنطق وأصبح موصوماً «بالمجاكرة» ولغة التحدي والقهر لمنتقدي التطبيع الاماراتي الاسرائيلي، وان مسلسل الانزلاق التطبيعي ليس له نهاية، فنادي العين الإماراتي أعلن توصله إلى اتفاق مبدئي مع نادي مكابي حيفا الإسرائيلي لانتقال لاعبه عمير أتزيلي إلى صفوف العين وحسب موقع (i24) العبري، سيدفع نادي العين الشرط الجزائي لأتزيلي والمقدر بمليوني يورو، وسيحصل أتزيلي على راتب سنوي قدره 2.5 مليون يورو، وهو العرض الأعلى في تاريخ كرة القدم الإسرائيلية. 

وفي المغرب التقى رئيس مجلس النواب المغربي رشيد الطالبي العلمي، مع رئيس الكنيست الصهيوني، أمير أوحانا، بمقر البرلمان خلال الزيارة التي يجريها الأخير الى العاصمة المغربية الرباط، بدعوة من الجانب المغربي، وقال ما يسمى برئيس الكنيست الصهيوني، إن هذه” المرة الأولى التي يُدعى فيها رئيس للكنيست إلى برلمان بلد مسلم” وفي ارتباط بالزيارة، يرتقب أن يعقد البرلمان المغربي والاتحاد البرلماني الدولي مؤتمرا برلمانيا دوليا للحوار بين الأديان في مدينة مراكش الأسبوع المقبل، وفق تصريحات رئيس مجلس النواب المغربي. زيارة رئيس الكنيست الإسرائيلي تزامنت كذلك مع مشاركة 12 جنديا من قوات النخبة في الجيش الإسرائيلي لأول مرة في مناورات “الأسد الأفريقي” العسكرية الكبرى، التي تقام في المغرب, وتستمر المناورات العسكرية أسبوعين ويشارك فيها أكثر من 8000 جندي، منهم جنود أمريكيون ومغاربة, ورغم المعارضة الشعبية الكبيرة للتطبيع بين المغرب و «إسرائيل» ومقاطعة أحزاب المعارضة المغربية للزيارة, الا ان هناك إصراراً من الحكومة المغربية بالانتقال من التطبيع «البارد» الى التطبيع «الساخن» مع «إسرائيل», استجابة للرغبة الامريكية, وامتثالا لتطلعات الإسرائيليين للتطبيع الساخن الذي يعزز من قدرتها على التحكم بالسياسات في المنطقة, وفك عزلة «إسرائيل» وإقامة ما يسمى بالتحالف الذي تقف على رأسه إسرائيل لمواجهة محور المقاومة في المنطقة.

اما مملكة البحرين التي لا تكتفي بالتطبيع الساخن فقط مع «إسرائيل» انما تقود حملات لإدراج المملكة العربية السعودية في مستنقع التطبيع القذر، وهي تسعى لتقريب وجهات النظر والمواقف بين السعودية و «إسرائيل» وقد كشف سفير «إسرائيل» لدى مملكة البحرين إيتان نائيه، أن هناك ترتيب زيارات متبادلة لوزراء إسرائيليين وبحرينيين في كلا البلدين، وذكر السفير نائيه أن السفارة الإسرائيلية في المنامة نظمت لأول مرة في البحرين وفي منطقة الخليج، مراسم خاصة بمناسبة حلول اليوم العالمي لإحياء ذكرى «الهولوكوست»، وفي فعل استفزازي فج احتفلت سفارة «إسرائيل» لدى البحرين بالذكرى ال 75 لقيام إسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة, في وقت تجاهلت فيه القيادة البحرينية احياء ذكرى النكبة الفلسطينية, فثالوث ما يسمى بالتطبيع الساخن مع الاحتلال الصهيوني, يسعى لجعل التطبيع مع الكيان الصهيوني أمراً طبيعيا, ويحاول ان يحقق قفزات تطبيعية من خلال «الصدمات» المتتالية التي يجرعها للشعوب, كي تقبل بواقع مر مفاده ان «إسرائيل» كيان قوي قائم لا يمكن تجاهله, وان المطلوب استغلال قوة «إسرائيل» في المجالات السياسية والعسكرية والتكنولوجية للاستفادة منها بأكبر قدر, وهذا الامر يتطلب تماهياً وانسجاماً معها, وهو مفهوم منافٍ تماما للواقع, ولا يتناغم مطلقا مع رؤية الشعوب العربية في التعامل مع «إسرائيل» التي يعتبرها العدو الأول في المنطقة, والتي لها أطماع كبيرة تسعى لتحقيقها على حساب الشعوب العربية, كما تسعى للسيطرة على العقول العربية وتدجينها بحيث تصبح «إسرائيل» بكل جبروتها وهمجيتها ودمويتها امرا واقعا لا يمكن تجاوزه, لكن هذه المفاهيم الخاطئة قد تنطلي على الحكام والزعماء العرب, لكنها لا تنطلي على الشعوب العربية التي لا يمكن ان تقبل «بإسرائيل».

اخبار ذات صلة