كشفت مجلّة "National Review" الأميركية أنّ السلطات الفيدرالية والمحلية تعمل على تعزيز الأمن في جنوب ولاية فلوريدا الأميركية، وذلك قبل مثول الرئيس السابق، دونالد ترامب، لأول مرة أمام محكمة اتحادية في مدينة ميامي الثلاثاء.
وألمح حلفاء ترامب إلى احتمال حدوث احتجاجاتٍ وأعمال عنف قبل محاكمته، واصفين لائحة الاتهام التي وُجِّهت له بأنّها "ذات دوافع سياسية وتستحق القصاص".
أنصار ترامب يتجهزون للعنف
وكتب عضو الكونغرس الأميركي، الجمهوري كلاي هيغينز، من ولاية لويزيانا، على حسابه الشخصي على موقع "تويتر" تعليماتٍ أكثر خطورة، ويتضمن منشور هيغينز "إشاراتٍ إلى الرئيس الحقيقي للولايات المتحدة"، بالإضافة إلى خرائط ذات نطاق عسكري وتكتيكات حرب العصابات.
وحذّر الخبير والكاتب في مجال التطرف، جيف شارليت، من أنّ ما قاله هيغينز "ليس استعارة، ولكنّه عضو في الكونغرس يدعو إلى شيء حقيقي".
كما لفتت المرشحة السابقة لمنصب حاكم ولاية أريزونا، كاري ليك، إلى أنّ محاكمة ترامب قد تثير أعمال عنف، وقالت إنّها وآخرين من مؤيدي الرئيس السابق "هم أعضاء في الرابطة الوطنية للتسلح".
وتناولت المجلّة الأميركية ما نشره عضو الكونغرس، الجمهوري آندي بيغز، من ولاية أريزونا، على حسابه الشخصي على موقع "تويتر"، الجمعة، قائلاً: "لقد وصلنا الآن إلى مرحلة الحرب، العين بالعين".
ويذكر مكتب الأمن الداخلي التابع لشرطة مدينة ميامي الأميركية للوكالات الأخرى، تغريدةً من الناشطة والصحافية الجمهورية الأميركية، لورا لومر، حول "مسيرة سلمية" خارج محكمة ميامي الفيدرالية، ظهر الثلاثاء.
نذير استقطابٍ حاد
بعد توجيه تهمة "تعريض الولايات المتحدة للخطر"، إلى الرئيس الأميركي السابق، بسبب احتفاظه بوثائق سرية بعد مغادرته البيت الأبيض، أشعل أنصاره منصات التواصل الاجتماعي بتهديداتٍ عنيفة ودعواتٍ صريحة إلى حربٍ أهلية.
كما صرّح رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفن مكارثي، بأنّ "الولايات المتحدة تعيش يوماً مظلماً، ومن غير المعقول أن يوجه رئيس اتهامات للمرشح الرئيسي الذي يعارضه".
وعلّقت حملة ترامب على قائمة الاتهام، مؤكّدةً أنّها تمثل "إساءة استخدام غير مسبوقة للسلطة من وزارة العدل، ومحاولة للتدخل بالانتخابات، وإن إدارة بايدن تقوم بمحاكمة شاملة لزعيم المعارضة من خلال تلك الخطوة".
وشدّدت على أنّ ما وصفتها "الحرب القانونية المفتوحة تمثل سابقة خطيرة"، كما صرّحت بأنّ " هذه الحرب نقلت الأمور إلى مستوى جديد، وأن هجمات الدولة العميقة أضحت أكثر شراسة مع تنامي هيمنة ترامب".
وصوّر مقربون من ترامب المحاكمة ولائحة الاتهام على أنّها "عمل حرب"، داعين إلى الانتقام، كما سلطوا الضوء على حقيقة أنّ "معظم قاعدته تحمل الأسلحة"، ويجب الالتفات إلى رؤيتهم بأنّ ترامب ضحية "وزارة العدل المسلّحة التي يسيطر عليها الرئيس الأميركي الحالي، جو بايدن"، مما يعني أنّهم يعتبرونها هدفاً في حال زادت حدة التصعيد.
السلطات المحلية تستنفر وتُحذّر
وحذّرت السلطات الفيديرالية أيضاً من خطط لتجمّع مؤيد لترامب خارج قاعة المحكمة الفيدرالية، يجري الحديث بأنّه تمّ التخطيط له من قِبل فرع محلي من "Proud Boys"، وهي المنظّمة الأميركية اليمينية المتطرفة التي تتشكل من الذكور حصراً، وتروج للعنف السياسي وتشارك فيه.
وأكّدت "ناشيونال ريفيو" في تقريرها أنّه تمّ استدعاء جميع أفراد الشرطة في مدينة ميامي، كما طُلب من رجال المباحث ارتداء الزي الرسمي وفقاً لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.
كما ذكرت رسالة بريد إلكتروني داخلية من مسؤولٍ رفيع المستوى في إدارة شرطة ميامي، أنّ سلطات إنفاذ القانون المحلية والولائية في حالة تأهب قصوى تحسباً للاحتجاجات وأعمال العنف المُتوقعة يوم غدٍ الثلاثاء.
وكان ترامب غادر، في الرابع من نيسان/أبريل الماضي، مقرّ المحكمة الجنائية في مانهاتن في نيويورك، من دون أن تُفرَض عليه أيّ شروط أو مراقبة قضائية، وذلك بعد احتجازه ومثوله التاريخي في قضية فساد أخلاقي، كما نفى التهم الـ 34 الموجَّهة إليه حينها.
لكنّ الرئيس الأميركي السابق يواجه لائحة اتهامٍ طويلة أفرجت عنها وزارة العدل الأميركية، الجمعة، تتعلق بسوء التعامل مع السجلات في مقر إقامته بولاية فلوريدا، إضافة إلى جهوده لمنع الحكومة من استعادة الوثائق السرية، والإدلاء ببيانات كاذبة.
وتمثل هذه الوثيقة أوّل تأكيدٍ رسمي من وزارة العدل في القضية الجنائية ضد ترامب، والناشئة عن الاحتفاظ بمئات من الوثائق في منزله في فلوريدا "مار إيه لاغو".
ومن المُتوقّع أن يسلم ترامب، المرشح الرئاسي الحالي لعام 2024، نفسه للسلطات المحلية في ميامي، الثلاثاء، الساعة الثالثة مساءً بالتوقيت الشرقي، وذلك بعدما صرّح على قناة "فوكس نيوز ديجيتال"، الخميس، بأنّه "سيدفع بما يثبت أنه غير مذنب".
