قائمة الموقع

المحرر إياد الجرجاوي.. السرطان ينهش جسده وحياته متوقفة على "قرار عاجل"!

2023-06-13T15:07:00+03:00
لا-حياة-ولا-موت.jpg
شمس نيوز - مطر الزق

لم يتوقع الأسير إياد الجرجاوي بأن تنقلب حياته رأسا على عقب؛ فعندما أصيب برصاص الاحتلال عام (2011)، كانت حالته الصحية في حالة خطيرة جدًا؛ وعلى إثرها نُقل للعلاج داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة لتلقي العلاج اللازم.

آنذاك استقرت حياة إياد (37 عامًا)؛ ليقرر الأطباء إعادته إلى قطاع غزة، وهنا كانت بداية المعاناة الشديدة؛ وصل إلى معبر بيت حانون (إيرز) شمال القطاع؛ ليقع فريسة الحواجز الإسرائيلي إذ قرر الاحتلال اعتقاله وتحويله إلى السجون.

إياد الجرجاوي من مواليد مدينة رفح جنوب قطاع غزة عام (1986م) ويسكن الآن في مدينة خانيونس، وهو لاجئ فلسطيني، درس في مدارس وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين قبل أن يتم اعتقاله عام 2011 أثناء عودته من رحلة علاج في الداخل المحتل.

حياة مؤلمة

أصدرت حينها محكمة الاحتلال حكمًا بالسجن 9 سنوات على المحرر الجرجاوي؛ وفي عامه الأخير بدأت الأوجاع والآلام تنخر في جسده ما دفعه لخوض النضال والكفاح ضد إدارة السجون الإسرائيلية بهدف للحصول على أدنى الحقوق المكفولة وفقًا لكافة القوانين الإنسانية والشرعية والعرفية وهو تلقي العلاج اللازم.

صرخات إياد وآلامه لم تجد آذانًا صاغية من السجان القاتل؛ حتى مؤسسات حقوق الإنسان والهيئات الدولية والحقوقية لم تُكلف نفسها لإنقاذ حياته، فاشتدت آلامه وأوجاعه بشكل لافت لتتغلغل بين ذراعه وقدمه الأيسر وأوجاع في الرقبية والشعور بالدوخة.

صدمة إياد!

في هذه المرحلة تحديدًا اضطر إياد؛ لخوض معركة الإضراب بمساندة ومؤازرة من بعض الأسرى في سجون الاحتلال، وبعد شهور عدة من المعاناة القاسية نتيجة الإهمال الطبي خضعت إدارة السجن الإسرائيلي لمطلبه وقامت بتصويره ليكتشفوا المفاجأة الصادمة للأسير إياد.

"إياد أنت مصاب بسرطان بين الفقرة الأولى والثانية، المتشعبة في الجمجمة؛ لتمتد إلى شريان النخاع الشوكي والشريان المغذي إلى الدماغ" هذا ما قاله أحد أطباء الاحتلال ما شكل صدمة للأسير إياد الذي بات في وضع صحي خطير جدًا.

رحلة الافراج والعلاج الأولي

كان ذلك الاكتشاف للغدة السرطانية في جسد إياد قبل الإفراج عنه بـ 5 شهور وهنا رفض الاحتلال تقديم العلاج اللازم له، وبعد الانتهاء من مدة اعتقاله أفرج عنه عبر معبر بيت حانون "شمال القطاع" وذلك بتاريخ 11-6-2023.

في ذاك التاريخ كانت أوضاع كورونا تتغلغل في دول العالم؛ ليخضع إياد قبل أن يصل إلى أهله إلى الحجر الصحي ومن الحجر الصحي انتقل مباشرة إلى قسم الإسعاف والطوارئ ومنه مباشرة إلى جمهورية مصر العربية.

وبقرار من السلطة الفلسطينية انتقل إياد مباشرة من مصر إلى مركز الحسين للسرطان في العاصمة الأردنية عمان ليتلقى العلاج اللازم، عاش إياد 4 شهور داخل المستشفى براحة نفسية كبيرة ما ساعدته في تحسن حالته الصحية.

شعور إياد بالراحة النفسية ساعد الأطباء في المرحلة الأولى من العلاج داخل مركز الحسين للسرطان، وبعد ذلك بدأ يشتاق إياد إلى أهله الذين لم يراهم منذ اعتقاله عام 2011؛ إلا مرات قليلة جدًا، ليطلب الإذن من إدارة مركز الحسين لزيارة قطاع غزة والعودة بعد 3 شهور.

ممنوع من مغادرة غزة

أيامٌ قليلة حتى وصل إياد إلى قطاع غزة وليته لم يصل، التقى بأهله وعاش معهم أيامًا جميلة وحينما جاء موعد المرحلة الثانية من العلاج في الشهر التاسع من عام 2021 تفاجأ بمنعه من الخروج عبر معبر رفح البري لاستكمال العلاج.

حاول إياد مرات عدة للخروج عبر معبر رفح إذ يقول: "كنت أُسلم جواز السفر لإدارة المعبر في الصالة المصرية وأمكث ساعات طويلة ثم يأتي أحد الجنود ويطلب مني العودة إلى غزة"، ما زاد من أزمته النفسية والصحية بشكل لافت.

وجه إياد رسائل متعددة للجهات المختصة سواء في غزة أو الضفة المحتلة، مناشدًا الرئيس محمود عباس ورئيس الجمهورية المصرية عبد الفتاح السيسي لإنقاذ حياته والسماح له للسفر إلى الأردن لاستكمال علاجه من مرض السرطان.

مشروع حياته متوقف!

في كل مرة يعود صوت إياد حزينًا إلى قلبه الضعيف ليبكي دمًا وتزداد المعاناة يومًا بعد يوم، ومنذ بداية العام الجاري 2023 تفاقمت معاناته وآلامه الشديدة إذ فقد الشم والسمع والتذوق في الجهة اليسرى من وجهه وأصابت يده وقدمه اليسرى خدلانًا شديدًا لا يستطيع أن يتحمل هذا الوجع.

لم يكن أمام إياد قرارًا سوى الإعلان بدخول الإضراب عن الطعام أمام مقر الصليب الأحمر في قطاع غزة مناشدًا الجهات الدولية للإنقاذ حياته التي باتت على المحك.

معاناة إياد الجرجاوي منعته من الخوض في مشروع حياته ككل جيل شاب في العالم؛ إذ لم يتزوج ولم يرغب بالزواج قبل أن يعالج نفسه مرض السرطان ليكون قادرًا على إعالة نفسه وزوجته وأطفاله في المستقبل.

اخبار ذات صلة