دعاء صيام العشر الأوائل من شهر ذي الحجة
شهر ذي الحجة هو الشهر الثاني عشر ضمن الشهور الهجرية، وسمي بذلك لأن فيه يؤدي المسلمون فريضة الحج، التي تعد الركن الخامس من أركان الإسلام، والتي جاءت في حديث النبي محمد –صلى الله عليه وسلم-: "بُني الإسلام على خمس: الشهادتين، وإقام الصلاة، وصوم رمضان، وإيتاء الزكاة، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً".
ويعتبر هذا الشهر المبارك هو الشهر الثاني من الأشهر الحرم، والتي يبلغ عددها أربعة أشهر هجرية، حرَّم الله فيها القتال وإلقاء الدماء، وهي كالتالي: 1. شهر محرم: هو الشهر الأول في التقويم الهجري، حيث يحتفل فيه برأس السنة الهجرية، ويحرم فيه المساس بحقوق الآخرين أو إيذائهم.
2. شهر رجب: هو الشهر السابع في التقويم الهجري، ويُعتبر من الأشهر الحرم، حيث يُحيي فيه المسلمون ذكرى معجزة بالإسراء والمعراج، وهي رحلة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى المبارك في القدس، وفيه صلى بالأنبياء إماماً، ثم عرج إلى السماء، وخلال هذه الرحلة فُرضت الصلاة على المسلمين، وبعدها تحولت قبلة المسلمين إلى الكعبة المشرفة.
3. شهر ذو القعدة: وهو الشهر الحادي عشر في التقويم الهجري، ويُعتبر من الأشهر الحرم، وهو الشهر الذي يسبق الحج، ويعتقد أن أصل التسمية تقوم على فكرة القعود عن الحرب. يقول البيروني: « ... وذي القعدة للزومهم منازلهم». ويقول: «ثم ذو القعدة لما قيل فيه اقعدوا أو كفوا عن القتال».
4. ذو الحجة: هو الشهر الثاني عشر في التقويم الهجري، ويُعتبر من الأشهر الحرم، وفيه يتزامن أداء مناسك الحج والاحتفال بعيد الأضحى المبارك، حيث يُذبح الهدي ويطوف الحجاج بالبيت الحرام والمشاعر المقدسة، حيث يقول الله تعالى: "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ۚ ".﴿سورة التوبة 36﴾.
ثواب صيام العشر الأوائل من ذي الحجة
ويُعد صيام الأيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة من الأعمال المستحبة والمحببة إلى الله، حيث تعتبر هذه الأيام من أفضل أيام الدهر، وأعظمها أجراً وثواباً، لأن فيها يوم عرفة المبارك، الذي يكسب من يصومه ثواباً عظيماً، حيث تُكَفَّر عنه ذنوب الماضية والمقبلة، فقد رُوِي عن أبي قتادة الأنصاري -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "صيام يوم عرفة، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده" (رواه مسلم)، وهو الركن الأكبر للحج، حيث قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: "الحج عرفة".
ويستعد الحجاج بعد أيام، خلال شهر ذي الحجة الذي يوافق العام 1444 هجري، أداء فريضة الحج، "وفي هذه الأيام العشر الذي ذكرها القرآن الكريم في الآية الثانية من سورة الفجر، "وَلَيَالٍ عَشْرٍ"، اتفقت آراء المفسرين على أنها هي العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، والتي تُعَد فترةً مُكرَّمةً ومحبوبةً.
وفي هذا الأيام المباركات، يتضرع المسلمون إلى ربهم بالصيام، والدعاء، وقراءة القرآن الكريم، والإكثار من الأذكار، والعزم على التوبة من المعاصي والآثام، لكي يتعزز لديهم الرقي الروحي والوعي الديني، وكسب الثواب والأجر العظيم، وتكفير الذنوب والخطايا، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "«مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ» (البخاري).
أدعية مستحب في العشر الأوائل من ذي الحجة
وفي هذه المقالة، نستعرض لكم بعضاً من الأذكار الإيمانية التي يسن على المسلم ترديدها والمواظبة عليها خلال شهر ذي الحجة الفضيل، والتي تحمل معانٍ سامية، وراحة نفسية، واستقرار روحي، وسكينة للقلب، ومن هذه الأدعية:
"اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَّوَّابِينَ وَاجْعَلْنِي مِنَ الْمُتَطَهِّرِينَ وَاجْعَلْنِي مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ".
"اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي وَاغْسِلْ حَوْبَتِي وَأَجِبْ دَعْوَتِي وَثَبِّتْ حُجَّتِي وَامْلَأْ رِزْقِي وَأَعِنِّي عَلَى الْحَقِّ دَائِمًا".
"اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَاعْفُ عَنِّي وَهَبْ لِي حُسْنَ الْخَاتِمَةِ".