يرى الخبير بالشؤون الاستراتيجية والشرق أوسطية حسن عبدو، أن الأجهزة الأمنة الإسرائيلية كافة تعيش حالة كبيرة من الفشل إزاء التعامل مع التشكيلات العسكرية في الضفة المحتلة، مشيراً إلى انَّ الفشل الإسرائيلي يتعمق بشكلٍ أكبر مما يتصوره العدو مع مرور الوقت.
وفي تعليقه على مجريات الأحدث في جنين، أوضح عبدو أنَّ ما جرى في جنين يعزز من الفرضية التي تشير إلى انَّ العدو عاجز في ضرب التشكيلات العسكرية فضلاً عن القضاء عليها واجتثاثها، قائلاً: "جيش الاحتلال فشل صباح باعتقال أحد المقاومين من داخل مخيم جنين، وفوجئ بمقاومة شرسة، هذا الأمر يعكس مدى فشل العدو واجهزته المختلفة".
وأضاف عبدو في حديث لـ"شمس نيوز": إن "مجاهدي كتيبة جنين أوقعوا قوات الاحتلال في كمين محكم أدى لإصابة عدد من الجنود، ما يدل على التطور اللافت للمقاومة في جنين ويؤكد أنها بخير".
وتابع: "إخفاقات الاحتلال تزداد بشكل واضح في الضفة بعد فشل قواته من تنفيذ مهماتها على الأرض، ما أجبرهم على استدعاء القوات الجوية التي ردت بقصف المدنيين الآمنين، إذ يؤكد وقوع قوات الاحتلال بانتكاسة كبيرة في جنين".
وعن السيناريوهات المتوقعة تجاه جنين ومخيمها بعد التصدي الكبير للمقاومة، بين عبدو أن "الاحتلال يدرك جيدا أن العمليات العسكرية الواسعة غير مجدية، لوجود بنية تنظيمية كبيرة داخل المخيم، وحاضنة شعبية قوية لعناصر المقاومة، لذلك يضطر العدو لتنفيذ عملياته ضد المقاومة بشَكْلٍ مُبَاغِتٍ ومفاجئٍ".
ولفت إلى أنَّ أي إجراء يقوم فيه العدو تجاه المخيم أو أي منطقة في فلسطين لن يكتب له فيها أي انجاز، لأن المقامة أضحت ظاهرة، وفكرة، وثقافة أكبر من الاستئصال.
وعن العدوان المتواصل في الضفة والقدس، قال: "كلما زاد بطش الاحتلال، وكلما زادت استفزازاته في الأقصى، وكلما زاد استيطانه، ومصادرته للأراضي، وهدمه للبيوت، سيشعل فتيل المقاومة، ولحظتها لن يفلح العدو في وقف ومحاصرة النيران المتوجهة لحضنه".
واستشهد 3 شبان وأصيب 37 مواطنا بينهم 11 حالة حرجة، صباح اليوم الاثنين، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي، مدينة جنين ومخيمها.
وأفادت وزارة الصحة، بارتقاء 3 مواطنين جراء عدوان الاحتلال على جنين، وهم الطفل أحمد صقر (15 عامًا)، خالد عصاعصة (21 عامًا)، قسام أبو سرية (29 عامًا).
واقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال مدينة جنين ومخيمها، ونشرت قناصتها فوق بعض المنازل، ودارت مواجهات عنيفة في عدة مناطق أطلق الجنود خلالها الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز السام.
واستهدفت سرايا القدس- كتيبة جنين بصليات كثيفة من الرصاص والعبوات المتفجرة، جنود وآليات الاحتلال وأوقعتهم في كمين محكم أدى لإصابة 6 جنود "إسرائيليين"، ما استدعى قوات الاحتلال لتدخل الطائرات المروحية لقصف المدنيين الآمنين في جنين.