قائمة الموقع

القائد «ملايشة» خاض معركة بطولية وارتقى وهو حاضناً لبندقيته

2023-06-20T11:42:00+03:00
الشهيد زياد ملايشة.jpg
شمس نيوز - الاعلام الحربي

في السماء نجمه يسطع، وفي الأرض ذكره يلمع، وبين الناس اسمه يبقى ويخلد، إنه الشهيد القائد زياد صبحي ملايشة من خيرة خلق الله، زياد اختاره الله من بين خلقه ليكون في الشهداء عنده، ملبيًا دعوة الجهاد في سبيل الله، فرفض الزواج في الدنيا رغبة في نيل الحور الحسان، نحسبه شهيدًا ولا نزكي على الله أحدا.

في مثل هذا اليوم المبارك شهدت أرض قرية كفر دان غربي جنين معركة استمرت عدة ساعات قاتل فيها الشهيد القائد زياد ملايشة أحد أبرز قادة سرايا القدس بالضفة، ورفيقه المقاوم ابراهيم عابد حتى الرمق الأخير في ملحمة بطولية بعد نجاة كل منهما من عدة محاولات اغتيال واعتقال.

تطل علينا اليوم الثلاثاء الموافق 6/20 ذكرى استشهاد القائد المجاهد زياد صبحي ملايشة أحد أبرز قادة سرايا القدس شمال الضفة المحتلة، والذي خاض معركة بطولية لا تنسى مع العدو وأصيب أثناء المعركة وبقي يقاوم حتى الرمق الأخير، قبل أن يرتقي إلى الجنان وهو حاضناً لبندقيته.

ميلاد القائد

ينحدر الشهيد القائد زياد صبحي محمد ملايشة من عائلة مجاهدة في قرية جبع قرب جنين، حيث ولد في تاريخ 2-2-1981م ويعتبر الابن الثالث في عائلته المكونة من 7 أفراد، تقول والدته الصابرة:" منذ صغره تميز في كل شيء، وعرف الطريق للمسجد في مقتبل العمر وواظب على الصلاة وأحبه الجميع لطيبته وأخلاقه العظيمة وانخرط في حركة الجهاد الإسلامي بشكل سري".

تلقى شهيدنا القائد زياد ملايشة تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي في مدارس المنطقة، ثم التحق بجامعة القدس المفتوحة بجنين ودرس فيها بكالوريوس برمجة كمبيوتر.

الرجل السري

عرف عن الشهيد القائد زياد تدبره في الأمور والرصانة والحكمة، والسرية كذلك، حيث تقول والدته:" لم أعرف عن نشاطه شيئًا؛ لأنه كتوم لا يعلم أحد سره، ولكن روح المحبة لفلسطين برزت في وقت مبكر فشارك في المسيرات ومواجهات المحتلين".

يقول رفاقه عنه إنه نشط في الرابطة الإسلامية الإطار الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي في المدرسة، ثم جامعة القدس المفتوحة التي التحق بها لدراسة برمجة الكمبيوتر، ولكن بعد عام من انخراطه في الجامعة داهمت قوات الاحتلال منزله وقامت باعتقاله ونقل لأقبية التحقيق في سجن الجلمة حيث تعرض لتحقيق وحشي، ثم حوكم بالسجن الفعلي لمدة ثلاث سنوات ونصف قضاها مجاهدًا في صفوف مجاهدي حركة الجهاد الإسلامي المعتقلين فالسجن لم ينل من عزيمته وإرادته.

مشواره الجهادي

بعد خروجه من السجن انتقل الشهيد القائد زياد ملايشة من جامعة القدس المفتوحة إلى الجامعة العربية الأمريكية لدراسة تحاليل طبية، حينها بدأت قوات الاحتلال بملاحقته، ولم يكن يمضي وقت وآخر حتى تداهم قوات الاحتلال منزل عائلته بحثًا عنه.

انخرط القائد ملايشة في صفوف سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي وبدأ بقيادة مجموعاتها في مقاومة الاحتلال وشارك في عدة عمليات مقاومة ضد جنوده، فبدأ الاحتلال يلاحقه في كل مكان يتواجد فيه، فمن قباطية حتى مخيم جنين ومن السيلة الحارثية حتى كفر دان حيث هو في مقدمة الصفوف يقاوم.

خاض الشهيد القائد زياد ملايشة  العديد من الاشتباكات المسلحة برفقة الشهيد القائد لسرايا القدس حسام جرادات والشهيد المجاهد صلاح الدين صوافطة والشهيد المجاهد محمود نزال والشهيد المجاهد وليد العبيدي في مخيم جنين وقباطية والعديد من مناطق جنين وطوباس.

وكان الاحتلال له بالمرصاد من محاولة عملية اغتيال له لأخرى، وكلما سبقه رفيق في الشهادة كان يتألم ويتمنى الشهادة ويزداد عداء وكراهية للمحتل، لم تكن بندقيته والعبوات التي أتقن تصنيعها تفارقه فكان يقول:" سأكون قنبلة تتفجر في وجوههم في كل لحظة وثانية".

على أرض بلدة كفر دان تمت المواجهة، ويقول رفاق شهيدنا القائد زياد إنه وصديقه الشهيد المجاهد إبراهيم عابد برا بقسمهما وعهدهما الذي طالما ردداه فكل منهما تمنى الشهادة في معركة ومواجهة المحتل، وذكروا أن الشهيد القائد زياد تحدث دومًا عن الشهادة، وفي كل معركة قاتل بشراسة وحث رفاقه على الجهاد، وردد :" لن أتخلى عن بندقيتي حتى النصر أو الشهادة".

موعد مع الشهادة

في 20 يونيو (حزيران) 2007م، استشهد القائد زياد ملايشة وهو يحتضن بندقيته مع رفيق دربه الشهيد المجاهد إبراهيم عابد على أرض قرية كفر دان غرب جنين، ويقول أهالي القرية إن الوحدات السرية الخاصة تسللت للقرية مستخدمة سيارات تحمل لوحة ترخيص فلسطينية، فاقتحمت عدة منازل ونصبت الكمائن فيها في موقع قريب من منزل يتواجد فيه الشهيدان.

ويضيف الأهالي: بعد أن استحكمت الوحدات الخاصة في مواقعها بدأت دوريات الاحتلال في التوغل لدفع المقاومين للخروج من مواقعهم لمهاجمتها مما يتيح للوحدات الخاصة تصفيتهم.

وقال أحد شهود العيان:" عندما توغلت الدوريات في القرية سارع الشهيدان لمغادرة موقعهما للالتحاق بباقي المقاومين، ولكن سرعان ما تعرضا لإطلاق النار من الفرق الكامنة".

يشير الأهالي إلى أن القرية تحولت لثكنة عسكرية حيث إن أكثر من 30 دورية شاركت في الهجوم وحاصرت المنطقة بشكل كامل حتى إن الشهيدين المجاهدين زياد وإبراهيم أصبحا محاصرين، ولكنهما رفضا الاستسلام واندلع اشتباك مسلح لم تشهد له القرية مثيلاً، بيد أن الشهيدين كانا يقاتلان بشراسة

حوصر الشهيدان زياد وإبراهيم بعد نفاذ ذخيرتهما، ويقول الشهود:" إن الجنود اعتقلوهما حيين ومصابين، ولكنهم رفضوا علاجهما وقاموا بإعدامهما وتصفيتهما بدم بارد وذلك تنفيذا لتهديدات المخابرات الصهيونية التي توعدت عدة مرات عائلتي الشهيدين بتصفيتهما.

اخبار ذات صلة