أكد محمد الشقاقي الناطق الإعلامي لمؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى والجرحى: أن اعتقال المرأة الفلسطينية يأتي في إطار هدف عام وهو استهداف كل مكونات الشعب الفلسطيني تمهيدًا لتحطيمه حسب العقيدة الصهيونية، وهناك هدف خاص مرتبط بمكانة المرأة الفلسطينية في الوعي الاجتماعي الفلسطيني ويريد العدو من ذلك ضرب نقطة الارتكاز الحقيقية للأسرة وللمجتمع الفلسطيني وهي خط الدفاع الحقيقي أمام كل محاولات ضرب منظومة القيم الأخلاقية والاجتماعية والسياسية الفلسطينية.

جاء ذلك خلال ندوة نظمها الإطار النسوي لحركة الجهاد الإسلامي في إقليم رفح اليوم الثلاثاء، بعنوان الأسرى الفلسطينيون ملح الأرض وضميرها، وذلك في مسجد سعد بن أبي وقاص بمحافظة رفح.

وقال الشقاقي: "إن المرأة الفلسطينية واكبت كل مراحل المشروع الوطني الفلسطيني بكافة تفاصيله العملية ومحطاته المصيرية وكافة أشكاله الوطنية، وشكلت الجناح الآخر للمسيرة الجهادية للشعب الفلسطيني جنبًا إلى جنب الرجل والمقاتل الفلسطيني، فقد سجل التاريخ الفلسطيني الأسيرة المحررة فاطمة برناوي كأول أسيرة فلسطينية في سجون العدو بعد نكبة 1967 والتي توفت قبل عدة أشهر في القاهرة.".

وأضاف الشقاقي: "أحدثت المرأة الفلسطينية في الوعي الفلسطيني نقلة غير مسبوقة بحيث أصبحت أم الشهيد هي من يقوم بحمل الجثمان ووضعه في القبر وحث الجميع على التمسك بوصية الشهيد مثل أم إبراهيم النابلسي، ونجحت المرأة في أن تبقى في متن التاريخ الفلسطيني تمامًا كما الرجل على الرغم من القيود الاجتماعية والعرفية السائدة في منظومة الموروث والقيم الفلسطينية، فكان واضحًا أن استهداف العدو للمرأة الفلسطينية ينم عن خوف شديد من دور المرأة وموقعها في المشروع الوطني، ولم يتردد العدو في قتل النساء وبقر بطونهن انطلاقًا من الثقافة الصهيونية الاجرامية".

وأردف الشقاقي: "سجل التاريخ الفلسطيني أسماء شهيدات وأسيرات يصعب للعقل البشرى استيعاب ما قامت به شادية أبو غزالة وهنادي جرادات وريم الرياشي وهبة دراغمة ودلال المغربي وعطاف عليان وإسراء الجعابيص ومنى قعدان ولينا الجربوني وليلى خالد وعطاف جرادات والقائمة طويلة، قادت المرأة الفلسطينية العديد من المظاهرات والاحتجاجات الوطنية ضد الاحتلال، وامتشقت البندقية وقادت وخاضت غمار الكفاح المسلح واستشهدت وجرحت واعتقلت وأصبحت أسيرة خلف القضبان".

وأشار الشقاقي إلى دور المرأة الفلسطينية في مشروع المقاومة والتحرير وهو ما تؤكده يوميًا أمهات الشهداء من مواقف غير مسبوقة فمنهم من قدمت 5 شهداء أو أكثر وأعلنت أنها تود تقديم المزيد مثل: أم رضوان الشيخ خليل وأم إبراهيم الدحدوح وأم نضال فرحات وأم جهاد شيخ العيد.