يرى الباحث السياسي، عمر المصري، أن عملية الاغتيال التي نفذتها طائرات الاحتلال بقصف سيارة يستقلها 3 مقاومين في جنين، تطور ميداني كبير للغاية في مدينة جنين، سيما بعد ما واجهه جيش الاحتلال من مقاومة وصمود أسطوري، وتحقيق إصابات مباشرة في صفوف جنوده، وإعطاب آلية إسرائيلية يوم الأحد الماضي.

وقال الباحث المصري، في حواره مع "شمس نيوز": "يبدوا أن الاحتلال بدأ يغير من تكتيكاته العسكرية من خلال تغيير قواعد اللعبة التي أشار إليها وزير حرب الاحتلال غالانت بأن كل الوسائل متاحة لمنع تصاعد المقاومة في الضفة".

وأوضح أن الحملة العسكرية الإسرائيلية في شمال الضفة المحتلة، تشهد تعقيدات وصعوبات ميدانية جمة، وهو ما دفع جيش الاحتلال إلى استخدام سلاح الجو في المعركة.

ويعتقد الباحث المصري أن هذه العملية تشير إلى مَنْحِ المستوى الأمني والسياسي الإسرائيلي الضوءَ الأخضرَ لجيش الاحتلال باستئناف عمليات الاغتيال بواسطة سلاح الجو التي توقفت منذ عام 2005 في الضفة الغربية.

ويضيف: "هذا دليل على تعقيدات الوضع الميداني، وفشل القوات البرية في تحقيق أهدافها بالقضاء على المقاومة الفلسطينية أو تحجيمها بالضفة".

ويشير إلى أن هذا التطور الكبير باستخدام سلاح الطيران في عمليات الاحتلال القائمة في شمال الضفة الغربية منذ عدة أشهر، كان متوقعاً في ظل الدعوات والصيحات من جهات مختلفة من داخل حكومة الاحتلال المتطرفة وحتى من داخل المعارضة إلى العودة لسياسة الاستهداف والاغتيال على نطاق واسع.

واستشهد 3 شبان، مساء اليوم، جراء استهداف طائرات الاحتلال الحربية دون طيار لسيارة مدنية كانوا يستقلونها، بصاروخ استطلاع بمدينة جنين، لأول مرة منذ عام 2005م.

وأفاد الدفاع المدني الفلسطيني، بارتقاء 3 شهداء بعد اندلاع النار في سيارة كانوا يستقلونها إثر قصف طائرات الاحتلال لهم في جنين.

وأضاف الدفاع المدني، بأن قوات الاحتلال منعت طواقم الإسعاف من الوصول إلى مكان الاغتيال، واحتجزت جثامين الشهداء الذين لم تُعْرَفْ هويتهم حتى اللحظة.

وذكرت وسائل إعلام العدو أن "سلاح الجو اغتال خلية مسلحة في جنين مكونة من 4 مسلحين قرب حاجز الجلمة" -على حد قولها-.

وأوضحت القناة 14 العبرية أن "طائرة من طراز هيرمز 450 المحملة بالذخيرة هي من نفذت عملية الاغتيال في جنين".

وقال جهاز الشاباك والناطق باسم جيش الاحتلال في بيان مشترك، مساء اليوم، إن جيش الاحتلال "استهدف خلية  نفذت عدة عمليات إطلاق نار على مستوطنات في الضفة الغربية" -حسب زعمه-.

وفي أول تعليق له على عملية الاغتيال الجوية، قال وزير الحرب الإسرائيليّ، يوآف غالانت: "سنتخذ نهجاً هجومياً واستباقياً ضد المقاومة، وسنستخدم جميع الوسائل المتاحة لنا، وسنفرض على من يستهدفنا ثمناً باهظاً" -على حد تعبيره-.

وأضاف غالانت أن المجموعة التي تم استهدافها كانت تطلق النار باتجاه "إسرائيل"، وسبق لها أن نفذت عدة عمليات إطلاق نار.

ونعت سرايا القدس - كتيبة جنين، ثلة من أبطالها الذين ارتقوا في عملية اغتيال نفذتها طائرة مسيرة تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، في جنين مساء اليوم.

وقالت الكتيبة، في بيان صحفي: "نزف ثلة من الشهداء الأبطال الذين ارتقوا في عملية اغتيال جبانة نفذتها طائرات الاحتلال، وهم: الشهيد القائد الميداني: صهيب عدنان الغول (٢٧ عاماً) قائد إحدى تشكيلات كتيبة جنين - سرايا القدس، والشهيد البطل: محمد بشار عويس (٢٨ عاماً) أحد قادة كتائب شهداء الأقصى، والشهيد المجاهد: أشرف مراد السعدي (١٧ عاماً) أحد مجاهدي سرايا القدس _ كتيبة جنين".