قائمة الموقع

يهود خيبر يعيثون في الأرض فساداً.. الأمر فظيع والخطب جلل

2023-06-25T12:47:00+03:00
خالد صادق
بقلم/ خالد صادق

لم تتوقف عمليات الحرق للمنازل والحقول الزراعية والسيارات في قرى وبلدات الضفة الغربية المحتلة, وتحديدا في حوارة وترمسعيا وقرية اللبن الغربي وفي بلدة عوريف وغيرها من البلدات الفلسطينية في الضفة المحتلة, عمليات الحرق واهلاك الحرث والنسل, والاعتداء على المواطنين الفلسطينيين العزل, تمت على يد الجيش النازي الصهيوني وقطعان المستوطنين, الذين ينتمون لعصابات الهاغانا, وارغون, وهاشومير, وليحي, وغيرها من العصابات الاجرامية, فالصهيونية الدينية التي تدير الحكومة الصهيونية بزعامة المجرم النازي بنيامين نتنياهو تمارس هذا الفعل العصابي الاجرامي بشكل ممنهج, وعصابات المستوطنين من يهود خيبر المعروفين بنقض العهود والتمرد على الاتفاقيات والتحلل من كل القيود, انطلقوا كالقطيع المنفلت تحت حماية الجيش النازي الصهيوني الذي يتشكل من هؤلاء المستوطنين أصحاب العقول الهمجية البربرية المنفلته, فهو في الصباح جندي وفي المساء مستوطن او العكس, فالكيان الصهيوني ليس فيه مدنيون, كله كيان قائم على العسكرة والقتل والدمار والخراب, من بداية احتلال فلسطين عام 1948م حتى اليوم والى ان ينتهي هذا الكيان, الجرائم كانت ترتكب بشكل علني وكانت الاحداث تنقل على الهواء مباشرة عبر الفضائيات, لكن العالم كان يغض الطرف عما يحدث من جرائم, وأصيب بالعمى, وغابت الأصوات «الناعقة» التي اعتدنا عليها وهى تستنكر وتشجب, حتى خرجت الخارجية الامريكية بتصريح يحمل الجاني والضحية المسؤولية عن الاحداث في الضفة, وتدعو للتهدئة, لتفتح المجال امام الناعقين للشجب والاستنكار, فخرج وزراء الخارجية العرب بعد ان ثملت عصابات الاجرام الصهيونية من كثرة الدم النازف, لتستنكر وتشجب على استحياء, دون حتى ان تستدعي سفيراً صهيونياً يقبع في عواصمهم عنوة رغم انف الشعوب, لتسلمه رسالة شجب واستنكار لجرائمهم, وتعامل الاعلام الرسمي العربي مع الاحداث كناقل للخبر فقط باقتضاب وسطحية, حتى لا يستثير الشعوب ويدفعها للتعاطف مع الشعب الفلسطيني وقضيته.

 هناك محاولة تدجين للعقول, ومحاولة تعويد الشعوب على التعامل مع جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني على انها مجرد حدث كبقية الاحداث التي تجري في أوكرانيا او السودان او في العراق أو سوريا, فقرى كاملة كانت تحترق وردة الفعل في الشارع العربي لم تخرج من دائرة اللامبالاة, او على الأكثر مصمصة الشفاه على ما يحدث من حرق وقتل للفلسطينيين على يد يهود خيبر المجرمين, وعصابات الصهيونية الدينية المحترفين, الذين يمارسون فعلهم الاجرامي العصابي وفق مخطط ممنهج, ليخرج ايتمار بن غفير زعيم «العظمة اليهودية» ويطالب عصاباته الاجرامية بالتسلح والقتل والحرق, ويتبعه بتسلئيل سموتريتش الذي يتزعم الصهيونية الدينية ويؤمن بالقتل والحرق والهدم والمذابح والتوسع الاستيطاني ليقول «حان الوقت لشن عملية عسكرية واسعة في شمال الضفة، بمشاركة سلاح الجو والقوات البرية» وكأن كل هذا القتل والحرق والتخريب لا يكفيه, فهو يؤمن بنظرية الفناء ليس لكل من هو فلسطيني فحسب, انما الفناء لكل من هو عربي ومسلم على وجه الأرض, وهو صاحب شعار العربي الميت هو العربي الجيد, وقد دعا مرارا وتكرارا الى ضم الضفة كليا «لإسرائيل» على اعتبار انها وفق العقيدة التلمودية جزء من ارضها, وطرد سكانها منها او فنائهم عن الوجود, وطرد السلطة الفلسطينية, وامام كل هذا الفعل الاجرامي الصهيوني المتصاعد ضد الفلسطينيين, والذي وصل لذروته, نجد ان الاعلام الرسمي العربي غائب عن الاحداث, بل انه يتواطأ مع الاحتلال, ومثال على ذلك صحيفة «النهار» اللبنانية التي نقلت مؤخرا خبر اغتيال ثلاثة من المقاومين الفلسطينيين في جنين ممن ينتمون لسرايا القدس وكتائب الأقصى باستهدافهم بطائرات إسرائيلية مسيرة بالقول «اغتيال خلية إرهابية في جنين» فالإعلام العربي الرسمي يرى في الفلسطيني الذي يدافع عن نفسه وعن ارضه وعن امته «إرهابياً», ولا يرى في المستوطن الذي يحرق البيوت والمحاصيل الزراعية والسيارات ويقتل المدنيين الأبرياء, انه إرهابي بل «مقاوم» يدافع عن وجوده.

 ما نراه من فعل اجرامي صهيوني بربري, وتواطؤ رسمي عربي واسلامي ودولي وامريكي, وتغاضٍ مقصود عما يحدث من جرائم تقشعر لها الابدان, فهم اذا داسوا حرمة المساجد بأقدامهم النجسة وكلابهم البوليسية في الضفة, واحرقوها وخربوا ما بداخلها, ومزقوا المصاحف وداسوا عليهم بنعالهم, دون ان نسمع صوتا لعلماء السلاطين وخطباءهم والنخب المثقفة, فكلهم مدجنون ينصاعون لأوامر الزعماء, ودورهم يقتصر على هز الرؤوس والدعاء للرئيس والملك, فطاعة ولي الامر واجبة, اما الجهاد في سبيل الله فهو «ليس واجبا» والدفاع عن المقدسات الإسلامية وحقن دماء المسلمين وستر الاعراض فهو «ليس واجبا», لقد باتوا يتحدثون عن حوار الأديان, وما تسمى «بالديانة الابراهيمية», التي تستند لشريعة التوراة بصفتها اقدم الديانات حسب قولهم, وبنوا لها الكهوف والكنس للتعبد «لإسرائيل» داخل عواصم عربية خليجية, جاؤوا بديانة أخرى غير الدين الإسلامي.

 رغم قول الله عز وجل «ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه، وهو في الاخرة من الخاسرين» ديانة اقرها شيخ الازهر بذريعة الحوار بين الأديان، وصادق عليها من يسمون انفسهم بعلماء السلطان، ودعا لها مشايخ السعودية والخليج، الذين توقفوا عن الدعاء لفلسطين بأمر الحاكم, واصبحوا يدعون لليهود بان ينعموا بالأمن والاستقرار في وطنهم المفدى «اسرائيل», أيها الشعب الفلسطيني العظيم, لا خيار لديك الا خيار الجهاد والمقاومة, فهى السبيل الوحيد للرد على هذا الخذلان, ما يحدث يدل على نوايا فاعله, فالأمر فظيع والخطب جلل.

اخبار ذات صلة