يبدو أن الرسالة من بث فيديو اسقاط المسيَّرة في جنوب لبنان اليوم من قبل حزب الله ليست رسالة استعراضية، بمعنى أنها جاءت لتحمل رسالة غير إعتبادية ليس الهدف القول بأن حزب الله أسقط مسيرة والسلام!!، وبتقديري أن الذي يشاهد الفيديو ثم يركِّز على صورة المسيَّرة وهي تترنح في الجو وكأن هناك ما يُمسك أو يتحكم بها، بتقديري أن هذه هي الرسالة التي يُراد إيصالها، وهذا يعني أن هناك تفوقاً تكنولوجياً نوعياً أصبح بيد حزب الله يُمكِّنه من إسقاط المزيد من المُسيرات دون الحاجة إلى أسلحة نيرانية مضادة، لذلك قال حزب الله في بيانه أنه أسقط تلك المسيرة بالأدوات اللازمة.
إنّ الذي يشاهد الفيديو من أوله لآخره يجد بأن حالة المسيَّرة ممتازة ولا يوجد أي خدش في جسدها، واللافت في الفيديو هو بداية التصوير وكأن حزب الله يريد إقناع المشاهد بأن المسيَّرة لم تسقط لوحدها أو نتيجة لخلل فني، لذلك قام بتصويرها وهي في الجو وهو يتحكم فيها، ثم قام بتصويرها على الأرض بحالتها الممتازة، وكأن حزب الله بهذا الفيديو أراد إرسال رسالتين، رسالة إقناع لأصدقاء ومحبي المقاومة ثم رسالة ردع للعدو الصهيوني، وأعتقد بأن كلا الرسالتين وصلتا، وبرأيي بعد هذا الفيديو يمكن القول بأن حرب المسيَّرات دخلت مرحلة جديدة بتسجيل حزب الله نقطة تفوق تكنولوجي ستضع العدو في تحدي جديد.