بلسانٍ يلهج بالدعاء، وعينان راجية، ووجه ناضر، وقلب خاشع مستحضر عظمة الله تعالى، وحوله ملايين المسلمين الذين توشحوا بملابس الإحرام، -وهي قطعتي قماش بيضاء ناصعة دون طبقات أو أزرار، ملفوفة حول الخصر والكتف-، جمعهم الإسلام، في أقدس البقاع، بعيداً عن انتماءاتهم أو أعراقهم أو ألوانهم، وإنما التقوى هي معيار التفاضل الوحيد بينهم، يطوف "علاء سلامة" حول الكعبة المشرفة، مُلبيِّاً صادحاً: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك"، رافعاً أكف الضراعة إلى الله تعالى، راجياً ثوابه وفضله العظيم.
أمام هذه المشاعر الإيمانية والسكينة العظيمة، يمسك سلامة، وهو موفد إعلامي ضمن حجاج فلسطين لهذا العام، هاتفه بواسطة حامل مُثبِّت، ناقلاً هذه الأجواء الروحانية الجميلة، عبر منصات التواصل الاجتماعي، ليكون عين الفلسطينيين، والذين لا يجد غالبيتهم القدرة على أداء فريضة الحج؛ بفعل التكلفة الباهظة والحصار المفروض على قطاع غزة منذ 16 عاماً.
يعمل علاء سلامة مذيعاً ومراسلاً إعلامياً لقناة فلسطين اليوم الفضائية، وهي قناة فلسطينية مهنية تأسست عام 2011م، وترفع شعار "قناة كل فلسطين"، وتنقل الأحداث، وتواكب الأخبار على الساحة الفلسطينية بشكل أساسي، والمحيط العربي والإقليمي والإسلامي بشكل عام.
أثبت سلامة قوته وحضوره في ميدان الإعلام، وبات اسماً مشهوراً بين إعلاميي قطاع غزة، له جمهوره ومتابعوه الذين يثقون في شخصيته؛ نظراً لمهاراته وقدراته الفريدة في هذا المجال، وأسلوبه الاحترافي المتميز في تقديم المعلومات وتحليل الأحداث بطريقة مقنعة.
استعد الصحفي علاء لموسم الحج بشكل جيد، فقد نجح في امتلاك أدواته الإعلامية المهنية، واشترى ما يلزمه من معدات التصوير بواسطة الهاتف المحمول، تمكنه من نقل المشاعر المقدسة بصورة واضحة وجودة عالية، إضافة إلى اختياره "ميكروفون" احترافي يساعده في تسجيل الصوت بوضوح ونقاء؛ لضمان أداء رسالته الإعلامية بأمانة كبيرة.
بدأ علاء سلامة رحلته المقدسة بتحمل الأمانة الإعلامية والروحية، إذ انطلق في رحلة ممتعة، تخطوها قدماه على أرض المسجد الحرام للمرة الأولى في حياته، صاحب الحجاج في رحلتهم المباركة بدءاً من معبر رفح البري الذي يفصل بين قطاع غزة وجمهورية مصر العربية، ورصد تفاصيل هذه العبادة لحظة بلحظة، بروح إيمانية وثَّابة وهمة عالية، ونقلها بإخلاص عبر قناة فلسطين اليوم وصفحاته الإعلامية مباشرةً، وعاش معهم أجواء الإيمان والتدبر والخشوع من قلب الحرم المكي الشريف.
أما أشرف أبو عمرة، الذي لم تكن هذه رحلته الأولى لأداء فريضة الحج، فينبض قلبه وسط حشود جموع المسلمين الحجاج القادمين من شتى بقاع الأرض، مع كل لحظة يعيشها في كنف الحرم المُقَدَّس، إذ ينقل هذه اللحظات بتفانٍ وإخلاص، إنها لحظات التضرع والخشوع والخضوع لله تعالى، واستحضار عظمته وحكمته وقدرته، أصوات التلبية والتكبير والدعوات النابعة من القلوب المخلصة تملؤ الدنيا حباً وخشوعاً، في هذا المؤتمر الإيماني السنوي الذي يجتمع فيه جموع المؤمنين القاصدين بيت الله الحرام، على كلمة واحدة، في وقت واحد، ومكان واحد؛ لغاية واحدة، ومقصد واحد، لأداء ركن الإسلام الخامس.
هذا المشهد الإيماني المهيب، لم يغب عنه الصحفي حسن إصليح، -وهو كذلك أحد الموفدين الإعلاميين ضمن حجاج فلسطين لهذا العام-، فبعدسته يُوَثِّق تلك المشاعر السامية من قلب قِبلة المسلمين، مُوَجِّهاً إليها قلوب وأنظار المسلمين في فلسطين المحتلة، التي باركها الله تعالى بأن جعل مسجدها الأقصى قِبلةً أولى للمسلمين، ومنه عرج النبي الكريم محمد -صلَّ الله عليه وسلم- إلى السماوات العلا، في رحلة روحية، إنها رحلة لقاء الذات بالخالق، ومناجاته والتضرع له.
ثمة ارتباط وثيق بين مكة والقدس، والحرم المكي والمدني والحرم القدسي، إنه ارتباط القداسة والطُهر، ففي هذه الأماكن، وفقاً لـ "إصليح" تجتمع قيم الإيمان والأخلاق والقداسة والتاريخ والأصالة، وترتبط بقصص الأنبياء والرسل الكرام الذين نشروا رسالة الحق والنور على تلك الأراضي المقدسة، روابط لا يمكن تجزئتها أو فصلها، بعضها من بعض، إنها بوابة السماء والتواصل الإلهي عبر الأزمان والعصور.
هذه المعاني السامية للحج المعظم، والربط المقدس للمساجد المباركة، يُجسدها أيضاً هاني أبو رزق بصوره التي يلتقطها بعدسته، وقلبه المليء بالأمانة الإعلامية والمُثقل بالإيمان، يتدبر هذه المشاعر المقدسة.. طواف الحجيج وسعيهم بملابس واحدة، ذات لون واحد، متحررين من هوى النفس، مخلصين النية لبارئهم، لا يطلبون شيئاً طلبهم المغفرة والعفو والرحمة والرضوان.
https://fb.watch/luWhIA7ISJ/?mibextid=Nif5oz
هكذا إذاً، يُثْبِتُ صحفيو قطاع غزة، كفاءتهم في نيل ثقة الفلسطينيين، الحاملين لهمومهم وأمانيهم وتطلعاتهم.. وبعدساتهم يصطحبون المشاهد الفلسطيني في هذه الرحلة الروحية، ويوثقون اللحظات العظيمة، ويروونها بمشاعر جياشة تفيض انتماءً وحباً، وإن كنا نستمسح زملاءنا الإعلاميين الذين غطوا مناسك الحج هذا العام؛ لعدم قدرتنا على ذكر أسمائهم كافة في سياق هذا التقرير، إلا أنهم سيبقون مِرْآة الفلسطينيين المُحَاصرين وصوتَهم.. صوت من لا صوت له، ومِرْآةَ من لا مرآة له.
وبعيداً عن القواعد الإعلامية، تتقدم "وكالة شمس نيوز للأنباء" بأحر التهاني والتبريكات من زملائنا الصحفيين، والموفدين الإعلاميين لموسم الحج، وعموم حجاج فلسطين والأمتين العربية والإسلامية؛ بمناسبة أداء مناسك الركن الخامس من أركان الإسلام، سائلين الله لهم حجاً مبروراً، وسعياً مشكوراً وذنباً مغفوراً.