نشر موقع «البيان» الإماراتي تقريرًا مطولًا عن جان كوم، مؤسس تطبيق «واتس آب»، الذي تصدر نهاية منذ فترة الصفحات الأولى للصحف العالمية بعد بيعه التطبيق لـ«فيس بوك» بمبلغ 19 مليار دولار.
وأوضحت محررة التقرير، راضية آيت خداش، أن «كوم» اجتمع وصديقيه، بريان أكتون، وجيم جويتز، من شركة «سيكويا» في مبنى أبيض مهجور كان سابقا مؤسسة للخدمات الاجتماعية، حيث كان كوم يقف في الطابور في انتظار دوره لاستلام كوبونات الإعانة الحكومية ولكن موعده هذه المرة في ذلك المكان كان لتوقيع صفقة بالمليارات يبيع من خلالها خدمة «واتس آب» التي حققت إيرادات 20 مليون دولار في 2013، إلى أكبر شبكة اجتماعية في العالم «فيس بوك».
وطبقًا للتقرير، وُلد «كوم» .الذي يمتلك 45% من حصة «واتس آب». في قرية صغيرة خارج كييف، بأوكرانيا، وهو الابن الوحيد لربة بيت ومدير لمشاريع البناء عمل على تشييد المدارس والمستشفيات.
عاش «كوم» في بيت صغير دون ماء ساخن ولا كهرباء ولا هاتف ولكنه اليوم يتوق إلى تلك الحياة البسيطة التي صنعت منه رجلا مثابرا.
في سن الـ 16، لجأ «كوم» ووالدته إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأقاما في مدينة ماونتن فيو بكاليفورنيا، هربا من البيئة السياسية المعادية للسامية والمثيرة للقلق، وحصل على شقة صغيرة من غرفتي نوم بفضل المساعدات الحكومية ولكن والده لم يتبعهما قط.
وقبل التوجه إلى واشنطن عملت والدته على حشو حقائبه بالأقلام والدفاتر لتجنب دفع ثمن اللوازم المدرسية في الولايات المتحدة، وعند وصولهما عملت والدته جليسة أطفال وعمل هو على تنظيف أرضية محل بقالة للمساعدة في تغطية نفقاتهم، وعندما تم تشخيص والدته بمرض السرطان، حصل على إعانات حكومية إضافية.
كان «كوم» طفلا مشاغبا في المدرسة، ولكن عند بلوغه سن الـ 18 أظهر اهتماما بعالم التقنية وتعلم بنفسه علم شبكات الكمبيوتر من خلال إعارة الكتب من متاجر الكتب المستعملة، ومن ثم انضم إلى مجموعة من القراصنة على شبكة الإنترنت عبر شبكة الدردشة EFnet، حيث تجاذب أطراف الحديث مع شون فانينج، المؤسس المشارك لخدمة «نابستر» الشهيرة، وهي إحدى خدمات الموسيقى التي يمكن الوصول إليها عن طريق شبكة الإنترنت.
وذكر الموقع أن «كوم» التحق بعدها بجامعة سان خوسيه ستيت وكان يعمل في المساء حارسا في شركة إرنست ويونج، وهي إحدى أكبر الشركات المهنية في العالم.
وفي عام 1997، حصل على منصب في «ياهو» لتفقد نظام الدعاية للشركة، وفي عام 2000 توفيت والدته بعد معاناة من مرض السرطان وكان والده سبقها إذ توفي عام 1997.
شعر «كوم» بالأسى والوحدة ولكنه سرعان ما لقى الدعم والسند من زميله في العمل بريان أكتون، الذي كان يدعوه إلى منزله وللخروج معا للتزلج ولعب كرة القدم ونشأت بينهم صداقة كبيرة.
في شهر سبتمبر عام 2007، قدم «كوم» و«أكتون» على العمل في شركة «فيس بوك» ولكن تم رفض طلبيهما، ثم في يناير 2009 اشترى «كوم» جهاز «آي فون»، وبدأ مع صديقه في التفكير لإطلاق تطبيق جديد للدردشة يكون مجاني وأفضل من خدمة الرسائل النصية SMS، وكانا يعملان على تطويره في منزلهما وفي المقاهي.
أطلق الثنائي اسم «واتس آب» بمعنى «ما الجديد» للخدمة الجديدة والتي كتب لها النجاح منذ إطلاقها، فبعد 5 سنوات بلغ عدد المشاركين 450 مليون مشارك وبلغت قيمتها نحو 6.8 مليار دولار.
ودفعت «فيس بوك» 12 مليار دولار في شكل أسهم و4 مليارات دولار نقدا لشراء «واتس آب»، وتم منح المؤسسين والموظفين في الشركة القديمة 3 مليارات دولار على شكل أوراق مالية مقيدة سيتم استحقاقها على مدى 4 سنوات بعد إغلاق الصفقة على 19 مليار دولار.
وفي تغريدة له على حساب «تويتر»، قال «كوم» إن «فيس بوك» رفضت توظيفه في وقت مضى وحتى «تويتر» رفضت طلبه مرة ، لكنه نجح في الوصول إليهما بطريقته الخاصة.
وأكد أن «فيس بوك» ستبقي تطبيق «واتس آب» مثلما كان في السابق، ولن تلجأ إلى إضافة الإعلانات، وستجعل منه خدمة منفصلة تماما كما فعلت مع «إنستجرام» الذي اشترته بمليار دولار.
وتعتبر صفقة «فيس بوك» مع «واتس آب» أغلى صفقة تدفعها شركة تقنية لمشغل مبتدئ، إذ تجاوزت صفقة «سكايب» التي اشترتها «مايكروسوفت» بـ8.5 مليار دولار عام 2011.
يذكر أن «واتس آب» تستقبل حوالي 450 مليون مشارك شهريا، مقارنة بـ 241 مليون مستخدم لـ«تويتر» في نهاية عام 2013.