كلما إشتد عود وتأثير المقاومة فإنه من البديهي أن يشتد إجرام العدو واستهدافه لها، وفي النهاية المعارك سجال بين المقاومة والعدو، كتيبة جنين والمقاومة تتطور وتتقدم شيئاً فشيئاً، وفي المقابل استهداف العدو لها يتطور لكنه حتى اللحظة لم يُظهر أي تقدم عليها وبإذنه تعالى لن يُظهِر.
في ظل هجوم العدو على المخيم وكتيبته، المطلوب الآن هو الصمود وتحقيق هدف منع العدو من الإنتصار على المخيم ومقاومته، ليس مطلوباً الآن إلحاق الهزيمة بالعدو أو الانتصار عليه، لكن مطلوب منعه من تحقيق الانتصار وهذا يعد إنتصاراً مهماً في هذه المرحلة.
ومع انتهاء المعركة وعند أو عملية بطولية وعودة رجال كتيبة جنين لممارسة الفعل المقاوم من جديد، هنا سيظهر ضعف العدو وعدم مقدرته على استهداف البنية التحتية للمقاومة في جنين كما إدّعى.
بتقديري أن كتيبة جنين وكل المقاومة ستستفيد من هذا الهجوم على المخيم بشكل أكبر مما سيستفيده العدو، صحيح أن الصورة المتصدرة الآن هي هجوم بالطيران والدبابات والمدرعات ونخبة العدو وعدد كبير من جنود الاحتلال في مقابل بضعة عشرات من المقاتلين وبإمكانيات متواضعة، لكن ومع إنتهاء المعركة فإن هؤلاء العشرات سيصبحون بالمئات وإن كانوا بالمئات فإنه سيزداد عددهم، وهذا ما نلمسه من بداية تشكيل المقاومة المسلحة والبداية كانت عبر كتيبة جنين، فالجماهير تتبع الصّادق في شعاره وفعله حتى لو كانت إمكانياته متواضعة، وإن دماء الشهداء رائحتها جذابة للمزيد من المجاهدين، وإن أبرز رسالة ودرس نضالي كبير يمكن أن نتعلمه من مخيم جنين هو نهوضه من جديد بعد أن ظن العدو أنه قضى عليه، وها هو اليوم يخرج بنسخته الكفاحية الجديدة ليقاتل ويقاتل ولا يزال يقاتل ويتقدم