يرى الخبير العسكري اللبناني اللواء المتقاعد أمين حطيط، أن الاحتلال الإسرائيلي يهدف من خلال عدوانه المستمر ضد جنين ومخيمها؛ إلى ترميم قوة الردع التي فقدها أمام ثلة من المقاتلين الأبطال على مدار الأعوام الماضية، إذ يحاول خنق الصوت المقاوم ونشر الرعب في ميدان المعركة بشن سلسلة من عمليات القصف العنيف والمركز.
وأكد حطيط في تصريح خاص لـ"شمس نيوز"، أن ثبات المقاومين وصمودهم في ميدان المعركة واستمرار أعمال المقاومة ضد جيش الاحتلال، يعتبر هزيمة قاتلة للعدو الذي راهن على قتل الروح المعنوية للمقاومين من خلال ارتقاء بعض الشهداء وتدمير البنية التحتية لمدينة جنين ومخيمها.
وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي حدد سقف ومهلة؛ لعدوانه المستمر على جنين ومخيمها، فإذا تخطى العدو المهلة المعلنة من (48 ساعة إلى 72 ساعة) فهذا يدل على فشل استراتيجيته المسماة -أيام قتالية- ما يعني انتصار المقاتلين في جنين على أعتى قوة عسكرية في المنطقة.
وأشار حطيط إلى أن وحدة المقاومين والشعب الفلسطيني خلال معركة بأس جنين، يُشكل تحديًا كبيرًا لجيش الاحتلال في أرض الميدان، إذ أن وحدة الموقف والميدان سياسيًا وعسكريًا يساهم في إفشال استراتيجية العدو الإسرائيلي.
ولفت إلى أن فشل الاحتلال الإسرائيلي من تحقيق أهدافه العسكرية المعلنة يتوقف على أداء وقدرات المقاومة في الميدان؛ لمنع جيش الاحتلال من الوصول إلى المقاومين وأماكن تواجدهم ومصانع الأسلحة وإطالة أمد المعركة.
ويعتقد حطيط بأن منع الاحتلال من تحقيق أهدافه أمرٌ ممكن بشجاعة وبسالة المقاتلين في ميدان المعركة، قائلًا: "العدو يدرك تمامًا خطورة إطالة أمد المعركة خشية من انتقالها إلى ساحات أخرى تقلب الموازين والمعادلات وتفشل استراتيجيته".
سيناريوهات ثلاثة!
وفيما يتعلق بالسيناريوهات المتوقعة من العدوان الإسرائيلي على جنين ومخيمها، يرى الخبير العسكري واللواء المتقاعد، أن هناك 3 سيناريوهات عسكرية خلال الساعات المقبلة.
وقال حطيط: "السيناريو الأول هو استمرار العدو الإسرائيلي في عدوانه داخل جنين والعمل على سرعة وتيرة العمليات العسكرية لتحقيق الأهداف المعلنة ثم وقف العدوان بقرار أحادي الجانب".
أما السيناريو الثاني الذي توقعه حطيط هو عجز العدو عن تحقيق أهداف العدوان بالتالي يتجه العدو لإدخال وساطات لبلورة تفاهم مع المقاتلين في جنين لإنهاء العملية العسكرية.
وفيما يتعلق بالسيناريو الثالث وفقًا لحطيط، انسحاب العدو من جنين دون تحقيق أهدافه ودون تفاهم، وذلك مرهونٌ بقدرات المقاتلين في إطالة أمد العدوان، قائلًا: "العدو يدرك جيدا ماذا يعني صمود المقاومين في الميدان؟".
ووجه اللواء اللبناني المتقاعد أمين حطيط رسالة للمقاومين في جنين قائلًا: "إن محور المقاومة سيقف إلى جانبكم وهو مستعد لرفدكم بالقوة والطريقة المناسبة، أنتم لستم وحدكم في مواجهة العدو فكل الساحات تقف إلى جانبكم، قاتلوا حتى الرمق الأخير وإفشال استراتيجية العدو المسماة -الأيام القتالية-".
يُشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يشن منذ الأمس عملية عسكرية واسعة النطاق في مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية المحتلة، إذ بدأ العملية العسكرية التي أطلق عليها اسم "الحديقة والمنزل" بشن غارات جوية استهدفت منازل ومناطق متفرقة في المدينة ومخيمها، بالتزامن مع اقتحام بري بالآليات والجرافات العسكرية.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة، ارتقاء 10 شهداء برصاص قوات الاحتلال في عدوانها المستمر على جنين، إضافة إلى 100 جريح بينهم 20 بحالة الخطر.
فيما أعلنت فصائل المقاومة وعلى رأسها سرايا القدس كتيبة جنين عن تمكن مجاهديها من التصدي للعدوان الإسرائيلي بصليات مكثفة من الرصاص والعبوات الناسفة ما أوقع عدد من جنود الاحتلال بين قتيل وجريح وإعطاب عدد من الآليات العسكرية.