40 ساعة كانت كافية لكشف صنيع مجاهدي سرايا القدس – كتيبة جنين، وما أعدوه للعدو من نار وسعير وعبوات لرد الاقتحام وصد العدوان، فقد كانوا يتمركزون ويتربصون وينتظرون ساعة الصفر لبدء الملحمة التي جهزوا أنفسهم من أجلها جيداً، وقدموا خلالها كوكبة من الشهداء الأطهار.
تشير عقارب الساعة إلى الواحدة والنصف فجر الاثنين، حيث دوت انفجارات عنيفة في مخيم جنين ناتجة عن قصف من طائرات الاحتلال لأحد المنازل وارتقاء المجاهد سميح أبو الوفا من مجاهدي سرايا القدس - كتيبة جنين، وإصابة اَخرين كانوا يرابطون في أحد نقاط المراقبة لرصد تحركات العدو.
وبدأت حشود الاحتلال التقدم نحو جنين من الحواجز المحيطة حيث تقدم أكثر من 1000 جندي مدججين بأعتى أنواع الأسلحة ومدعومين بأكثر من 200 آلية عسكرية ترافقها جرافات عسكرية مجنزرة تحت غطاء جوي مكثف من طائرات الأباتشي والاستطلاع التي غطت سماء المدينة.
بدأت الأرتال العسكرية بالدخول إلى جنين ومحيط مخيمها تحت غطاء ناري كثيف من أجل إنهاء العملية بأسرع وقت ممكن، وما إن بدأ الاقتحام حتى تحولت أرض المعركة إلى جحيم أحاط بالجنود واَلياتهم التي حاولت التقدم، مما دفع العدو للاستقواء بعمليات التدمير الواسعة للبنية التحية والطرق والشوارع الرئيسية في محاولة يائسة لرسم نصر وهمي.
مع بدء العملية العسكرية الواسعة ومنذ الساعة الأولى، توالت بيانات سرايا القدس – كتيبة جنين، في تبني عمليات التصدي للقوات المقتحمة واستخدام أسلوب الكمائن المحكمة وصيد جنود العدو والاشتباك من نقطة صفر وتحقيق إصابات مباشر.
وقد كان من أبرز هذه العمليات النوعية: كمين مسجد الأنصار بحارة الدمج حيث تمكن مجاهدو سرايا القدس من استدراج قوة عسكرية صهيونية وتفجير عبوات ناسفة معدة مسبقًا ومن ثم الاشتباك معها من نقطة صفر حيث أكد المجاهدون الإجهاز على جميع عناصر القوة الخاصة.
وتوالت مفاجآت السرايا حيث أعلنت عن إدخال عبوة (طارق1) إلى المعركة تيمنًا بالشهيد المجاهد طارق الدمج من شهداء كتيبة جنين، حيث تم تفجير عدد من العبوات الناسفة وتدمير آليات العدو التي أصبحت تحت سيطرة سواعد المجاهدين وأمام ضرباتهم المباركة.
بعد الفشل الذي مُني به الاحتلال نتيجة الضربات الموجعة التي تلقاها على امتداد المحاور من قبل مجاهدي سرايا القدس والمقاومين، فقد لجأ إلى استخدام القصف من الطائرات بعد احتدام المعارك، إلا أن ذلك لم يحقق له نصراً، وتلقى الضربات تلو الأخرى والتي أوقعت القتلى والجرحى في صفوف قواته المقتحمة.
ساعات من المواجهة الشرسة واستبسال مجاهدي سرايا القدس – كتيبة جنين، وقوى المقاومة، في صد العدوان وإيقاع الخسائر الفادحة في صفوف قوات العدو الذي فشل في تحقيق أهدافه المزعومة، فقد بدأ بسحب أرتاله وقواته إلا أن مجاهدينا الأبطال في سرايا القدس لاحقوا القوات المندحرة، وتمكنوا من تفجير عبوة "تامر" معدة مسبقًا بجيب صهيوني والاشتباك من نقطة صفر وتحقيق إصابات مباشرة حيث اعترف العدو بمقتل ضابط من وحدة النخبة "إيغوز".