صباح حزين نفقد فيه أخاً ودوداً وصديقاً عزيزاً، ما رأينا منه إلا كل خير، وما سمعنا منه سوى طيب الكلام، لكن إذا وقع القضاء ضاق الفضاء، وحزننا يزيد أكثر وأكثر، وهذا الخبر المصيبة يصلنا ونحن لسنا حوله، ولم نكن بجانبه في مرضه الأخير نأنس به ويأنس بنا.
والله يا أبا محمد لقد أوجعتنا حين سمعنا أنك مريض، وأبكيتنا حين وصلنا الخبر المصيبة، ولم يمهلك المرض حتى نراك ونودعك، لكنه قدر الله الذى نؤمن به إيماناً مطلقاً لا لبس فيه، إنه الموت نهاية كل حيّ ولا مفرّ منه، عشت محباً وحبيباً هادئاً رقيقاً على إخوانك، حريصاً على أبنائك ومضيت كما عرفناك بهدوء المؤمن نحو وجه الله راضٍ بقدره وقضاءه.
عزاؤنا أنك كنت نعم الأب، ونعم الزوج، ونعم الأخ والصديق والحبيب والمربي، وأثرك حاضر فى طيب رفيقة عمرك الأخت أم محمد وأبنائك وبناتك الذين نبعث إليهم من الغربة أحرّ التعازي، ونسأل الله أن يغرس فى قلوبهم الصبر والسلوان.
عزاؤنا أنك ستبقى حيّاً حاضراً في قلوبنا وفي حياتنا، فأنت الشهيد المبطون كما ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم، حديثنا الجميل عنك لن ينتهى، نسأل الله لك الرحمة والمغفرة، وأن يُسكنك فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء وحسُن أولئك رفيقاً، وأخيراً لا نقول إلا ما يُرضى ربنا: "إنّا لله وإنّا إليه راجعون".