من سخريات المراجل التي دارت وتدور رحاها على أرضنا الفلسطينية المحتلة، هي تباهي وتشدق جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يُصنف بأنه رابع أقوى جيش في العالم، بترويج إنجازات وهمية بعد أن فشل في تحقيق أهدافه في مدينة جنين ومخيمها، وانسحاب قواته تجر أذيال الخيبة والهزيمة على يد مجاهدي كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس رفقة فصائل فلسطينية أخرى.
وأثارت صور نشرها الناطق بلسان جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، يزعم فيها تمكن جيشه المرعوب من سرقة بضعة أدوات قتالية من مقدرات الكتيبة خلال عدوانه البربري على جنين، سخريةَ الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، فبينما رآها الكثيرون محاولة بائسة لتسويق صورة نصر مزيف للاحتلال، اعتبرها آخرون إفلاساً وضربة جديدة لأسطورة الجيش الذي لا يهزم.
الصحفي مطر الزق، عقَّب على الصور بعد أن أرفق إحداها على صفحته، قائلاً: "عندما يحتفل الأحمق بضبطه لجزء بسيط من أسلحة الكتيبة، يظهر الأبله أفيخو ليثبت فشل العدو بتحقيق أهدافه أمام ثلة من الأبطال والمقاتلين الأشداء حفظهم الله ووفقهم وسدد رميهم".
أما خالد حامد، فقد أشاد ببسالة المقاومة في جنين وتصديها لجيش الاحتلال بالرغم من عدم تكافؤ القدرات العسكرية، فكتب: "بأسلحة خفيفة وعدد لا يتجاوز 300 مسلح وقنابل محلية الصنع، واجهت بها الفصائل في جنين أفضل الجنود المدربين لدى المنظومة العسكرية الإسرائيلية بألفي جندي،و30 طائرة مسيرة و 5 طائرات أباتشي ودبابات وجرافات و 300 جيب عسكري مصفح ولم يسطع الاحتلال دخول قلب المخيم حتى الآن بعد مرور 48 ساعة على الحرب".
بدوره، علَّق الإعلامي والمذيع الفلسطيني، ماجد البابلي، مُتهكماً: " عـاهة ولا مش عـاهة يا متعلمين يا بتوع المدارس".
وبأسلوب التهكم ذاته، كتب الصحفي علاء عبد الفتاح: " أفـيـخـاي مـع تــنــدر كـتـيـبـة جنـيـن الـلي ســرقــوه 😅 #رجعوا_التندر".
من جانبه، رأى محمد سويطي، أن "لا وجه مقارنة بالنسبة للآليات غريبة الأطوار التي دخلت جنين"، مضيفاً: "يا أفيخاي لا تنشر شيئاً فكل حرف لك فيه كذبة، وسحقاً لك ولكيانك الإرهابي الغاصب، وتحية لجنين".
واتفق Habeebe Deekh مع ما طرحه سويطي، إذ اعتبر أن "محاولة إظهار إنجاز أمام جمهور الاحتلال المهزوم نفسياً قبل عسكرياً أشبه بمحاولة إنعاش جثة".
وتساءل جمال محمد، بلهجته المصرية العامية ساخراً: "طيب إيه المشكلة يا فيخو؟ ناس معاها سلاح في بلدها بتدافع بيه عن نفسها".
واستكمل موسى الرواشدة، مسيرة السخرية من الناطق بلسان جيش الاحتلال، فقال: "بنطلونك كبير ليش ما وديتو على نصار يرفعه؟".
من جهته، أكد محمد الحذيفي، أن "أكتاف الرجال خلقت لحمل البنادق، فإما عظماء فوق الأرض أو عظماءً في جوفها"، مردفاً: "لا مجد في الوطن إلا للمشتبك، فلتحيا البُندقية 🇵🇸 ✌🏻".
واكتفى مصطفى محمد بإرفاق صورة للشهيد المصري محمد صلاح حاملاً بندقية وخلفه المسجد الأقصى، وهو الشهيد الذي نفذ عملية فدائية عند الحدود المصرية مع فلسطين المحتلة، وقتل فيها 3 جنود إسرائيليين، في إشارة منه إلى فشل منظومة الاحتلال الإسرائيلي العسكرية والأمنية، وديمومة الاشتباك مع المحتل حتى تحرير القدس.
وزاد أبرار العمر: "هو انتا ليه مش بتكلم غير عن السلاح والحرب، علشان تعرف إنك ضعيف وخايف، وهتفضلو خايفين مدى حياتكم، علشان وجودكم في فلسطين غير شرعي".
يُشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي شن عملية عسكرية واسعة النطاق في مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية المحتلة، إذ بدأ العملية العسكرية التي أطلق عليها اسم "الحديقة والمنزل" بشن غارات جوية استهدفت منازل ومناطق متفرقة في المدينة ومخيمها، بالتزامن مع اقتحام بري بالآليات والجرافات العسكرية.
وكانت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أعلنت أن مقاتليها في الوحدة الخاصة لكتيبة جنين تمكنوا من الإجهاز بشكل كامل على قوة إسرائيلية راجلة تقدمت على محور الدمج.
وتحدت سرايا القدس- كتيبة جنين التابعة لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، المؤسسة الأمنية والرقابة العسكرية للاحتلال الإسرائيلي بالكشف عن عدد القتلى والجرحى، وما حصل مع جنوده في كمين الدمج والسينما وشارع نابلس والجابريات، مؤكدة أن العدو يعلم جيدًا عن "ماذا نتحدث؟".
وقالت الكتيبة في بيان عسكري: "إن الملحمة البطولية التي سطرها مقاتلونا الأبطال في معركة بأس الأحرار بكل قوة واقتدار ضد هذا العدو الغاشم، تأتي في سياق العهد والوفاء لأبناء شعبنا ولأهلنا في مخيم جنين وللشهداء جميعاً والجرحى والأسرى".
بدوره، أكد الناطق العسكري باسم سرايا القدس أبو حمزة، أن المقاومة في الضفة وجنين صمدت ولم ولن تنكسر أمام هذا العدو الرعديد، الذي شنَّ عدوانه ضد مقاتلين يملكون عزماً وإيماناً بالله، وبقضيتهم، وبمشروعهم الجهادي المبارك الذي سيتواصل بكل بسالة وعنفوان.
وشدد أبو حمزة، في كلمة مصورة له، على أن الاحتلال اليوم أصبح مردوعاً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وإنَّ ما يفسر ذلك ادعاؤه الإنجازات الوهمية ووصفها بالكبيرة بعد هذا العدوان بآلته الحربية التي يعرفها كل العالم، والتي حصدت أرواح الأبرياء، ودمرت المنازل، ودور العبادة، والبنى التحتية في المخيم، وكان بإمكانها أن تفعل أكثر من ذلك.
وشدد على أن العدو جاء إلى هذه المعركة مردوعاً، وقاتَلَ مردوعاً، وجرَّ أذيال الخيبة أمام المقاتلين الأشداء الذين اسقطو الطائرات المسيرة وفجروا العبوات الناسفة وكانوا كما الاسود في نقاط ومحاور الجابريات والحواشين والدمج والبيادر وغيرها من الميادين التي عرف العدو بها بأس جنين وسرايا القدس.