يرى الكاتب اللبناني خليل نصر الله، أن عملية إطلاق النار قرب قلقيلية والتي أسفرت عن مقتل جندي وإصابة آخر بجراح وصفت بالخطيرة، إضافة إلى استشهاد المنفذ تشكل ضربة قاسية للمؤسسة الأمنية والعسكرية للاحتلال الإسرائيلي وذلك بعد 48 ساعة فقط من انسحابه مهزومًا من مخيم جنين.
وقال الكاتب اللبناني لـ"شمس نيوز": " إن عملية قلقيلية تحمل دلالات مهمة من حيث التوقيت إذ تعد ضربة قوية للأهداف التي تحدث جيش الاحتلال عن تحقيقها خلال عمليته العدائية في مخيم جنين، ولو كان الواقع يختلف تماما عن الدعاية الإسرائيلية".
وأوضح أن هَدَفَ العدو في جنين على ضرب البنية التنظيمية للمقاومة في شمال الضفة الغربية المحتلة، وهو ما يفهم من تصريح رئيس حكومة الاحتلال صباح تنفيذ الهجوم في جنين عندما قال إن الهدف ضرب “ملاذ الإرهاب”، حسب توصيفه، في المخيم. لاعتبار جنين باتت منطلقا لعمليات في نواح مختلفة من شمال الضفة، كما أنها تشكل ملاذا آمنا للمقاومين الذين ينفذون عمليات ويتمكنون من الانسحاب والوصول إلى المخيم".
وأشار إلى أن العملية تعد رسالة مهمة لجيش الاحتلال بعد عملية جنين بأن قطار المقاومة المنظمة لن يتوقف، وأن استعادة شيء من الردع، إن كان ضمن حسابات عملية جنين، لم يتحقق وهذه هي أبرز رسالة من العملية النوعية.
وأضاف: "قبل عملية جنين العدائية، سرب العدو أنباءً عن نيته شن عملية واسعة تشمل كامل شمال الضفة الغربية المحتلة، لكن حسابات المعادلات الإقليمية، من وحدة الساحات داخل فلسطين، إلى وحدة الجبهات بين فلسطين وخارجها، دفع العدو إلى حسابات حدت من اندفاعته اتجاه العملية الواسعة، التي إن وقعت ستعني دخول المنطقة بمسار مختلف تماما وهو يدرك ذلك".
ويرى الكاتب اللبناني أن ما يمكن استنتاجه بعد عملية “كدوميم” بأن المؤسسة الأمنية باتت معنية بالتعايش مع الواقع الجديد، لأن العمل العسكري قد يجر مباشرة إلى الخطأ في التقدير، وهو ما سيعني جر المنطقة إلى حرب، لا يريدها الإسرائيليون.
وفيما يتعلق بتوقعاته القادمة قال: "لا يمكن القول إن جيش الاحتلال والمؤسسة الأمنية سيصمتون، وقد يقدموا على رد فعل أو أفعال معينة، لكنها ستكون محكومة بحسابات الإقليم مع تقلص الخيارات أمامهم وهو ما يؤكده التراجع عن العملية العسكرية الواسعة شمال الضفة الغربية المحتلة".
ولفت إلى أن وهم الانتصار أو الانجاز في جنين، وفق حسابات وروايات جيش الاحتلال، سقط كليا في “كدوميم”، واستعراض العتاد العسكري المصادر من جنين لم يبق منه إلا صورة، يتباهى بها جنرالات العدو والناطق العسكري باسمهم.