بعد انتهاء العدوان الصهيوني الواسع على جنين ومخيمها والذي تواصل ليومين حيث استخدم الاحتلال ترسانته العسكرية من مجنزرات وآليات عسكرية ثقيلة وطائرات حربية إضافة إلى مئات الجنود المدججين بأعتى الأسلحة والتي هدف من خلالها لتدمير بنية المقاومة في شمال الضفة الغربية.
وما إن انقشع غبار المعركة حتى بدأ قادة جيش الاحتلال بمحاولة يائسة لرسم وصناعة انتصار وهمي، فوزير الحرب يوآف غالانت قال: إن العملية حققت أهدافها بالقضاء على أغلب البنية التحتية للمقاومة في جنين، فيما صرح رئيس وزراء العدو نتنياهو بأن العمليات العسكرية ستتواصل في الضفة وفي أي مكان يتعرض به الصهاينة للخطر.
ساعات قليلة على تلك التصريحات المزعومة حتى كانت الأراضي المحتلة على موعد مع سلسلة من العمليات المباركة ثأراً لجنين ومخيمها وشهدائها وجرحاها ومعتقليها، وبيوتها المدمرة وشوارعها التي طالتها يد الخراب والتدمير، وكتيبتها وسراياها التي قادت المعركة وأبلت بلاءً حسناً يسجل بمداد من دم.
وكانت البداية من الجنوب حيث خليل الرحمن، وبطلها عبد الوهاب خلايلة الذي شق طريقه من بلدة السموع نحو تل أبيب المحتلة، ونفذ عملية دهس بطولية في قلب بقرتهم المقدسة فأصاب 7 مستوطنين 3 منهم بحال الخطر قبل أن يرتقي شهيداً.
وتلا هذه العملية عملية أخرى بطلها المجاهد أحمد ياسين غيظان من بلدة قبيا بمدينة رام الله، والذي خرج بسيارته وأشهر مسدسه نحو مستوطنة "كدوميم" ومن نقطة صفر أطلق رصاصه صوب حارس أمن المستوطنة ليصيبه في رأسه بشكل مباشر، وقام بدهس مستوطن في المكان ثم ارتقى شهيداً.
سلسلة العمليات التي بدأت في الأراضي المحتلة ثأرًا لجنين بددت وهم الاحتلال بتحقيق الأمن الذي كان يرجوه من وراء عمليته العسكرية، والذي ظن واهماً أنها ستشكل رادعًا للساحات الأخرى لكنَّ الواقع أثبت العكس وأن تصاعد عدوان الاحتلال وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني سيرتد نارًا ولهبًا ولن يحقق لهم الأمن والأمان.
