شمس نيوز/صنعاء
تعيش المحافظات الجنوبية حصارا محكما فرضه المتمردون الحوثيون الذين يحاولون بسط سيطرتهم على الجنوب عبر الاعتداءات العسكرية على المناطق السكانية لكن الوضع تجاوز هذا الحد إلى حد تجويع هذه المحافظات المستعصية عليهم.
فالحوثيون الذين يسيطرون على البنوك المركزية في أغلب المحافظات اليمنية، احتجزوا رواتب الموظفين في محافظات عدن ولحج وأبين والضالع على مدار شهرين مما أدى إلى منع السكان من شراء احتياجاتهم من الأسواق لتي أضحت نادرا ما تفتح أبوابها نظرا للمعارك المستعرة بين المتمردين واللجان الشعبية في الجنوب.
وذكرت مصادر محلية أن غالبية سكان الجنوب يعتمدون على رواتبهم فقط، فلا مصدر آخر للدخل وهو ما جعلهم في عوز مطلق للاحتياجات الأساسية.
ومن جهة أخرى، قامت الميليشيات الحوثية بقطع الطرق الرئيسية للإغاثة الإنسانية لمدن الجنوب وخاصة عدن، مما أدخل هذه المدن في كارثة إنسانية.
وقال وزير الحقوق الإنسان عز الدين الأصبحي في مؤتمر صحفي للجنة العليا للإغاثة، الاثنين، إن من بين كل 10 أشخاص في الجنوب هناك سبعة أشخاص حياتهم مهددة بالجوع أو المرض أوالعطش.
وأوضح أن المتمردين قاموا باختطاف عمال إغاثة كانوا يحاولون إيصال مساعدات لعدن، إضافة إلى منع غيرهم من الدخول إلى المدينة التي تم إعلانها رسميا " منكوبة" بسبب ما تشهده من حصار شامل.
وليكتمل هذا الحصار، قصفت القوات الموالية للحوثيين خزانات المياه الرئيسية في عدن والحديدة وتعز قبل أسابيع، مما دفع السكان للاعتماد على مياه غير صالحة للشرب من آبار قديمة.
وتعاني مستشفيات نقصا حادا في الأدوية والمستلزمات الطبية نتيجة منع قوافل الإغاثة، وهو ما يعيقها عن دورها في إسعاف الحالات الصحية المتدهورة نتيجة نقص الغذاء، إضافة إلى تعرض المستشفيات ذاتها إلى القصف المباشر.
أوضاع مأساوية في عدن
وفي سياق متصل، أكد الشيخ جمال محفوظ بلفقيه عضو اللجنة العليا للإغاثة بعدن بأن ما تسلمته اللجنة حتى اللحظة من معونات إنسانية ضئيلة جدا وتقدر بـ (50) طن من المواد الغذائية في ظل العدد المهول من الأسر المحتاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، مضيفاً "نحن بانتظار المساعدات القادمة من جيبوتي التي لا نعلم أسباب تأخر وصولها إلى عدن".
وقال بلفقيه إن ثلثي سكان عدن يعيشون اليوم في ظل انقطاع كامل للخدمات المعيشية كالكهرباء والماء والتموينات الغذائية وغيرها من مستلزمات الحياة اليومية وسط حصار خانق على المديريات ونزوح الآلاف الأسر إلى خارج مناطقها الملتهبة.
ومن جانبه قال المنسق الإعلامي للإغاثة في عدن بسام القاضي إن المدينة تعيش وضعا إنسانيا في غاية الصعوبة، مردفا: " نحن بحاجة إلى تدخل دولي عاجل لإنقاذ المدينة من كارثة إنسانية وشيكة حيث يزداد الوضع سوء في المناطق الملتهبة والمحاصرة القلوعة كريتر خور مكسر التواهي هذه المناطق تفتقد إلى أبسط مقومات الحياة اليومية والكهرباء والماء والاتصالات مقطوعة فيها لأكثر من 10 ايام وميليشيات الحوثيين وعلي عبد الله صالح تمنع وصول المساعدات الإنسانية".
وأضاف : "بسبب تعنت الميليشيات ومنعها فرق الإغاثة الإنسانية من الوصول إلى المناطق الملتهبة فإن الوضع الإنساني بات مرعبا ومخيفا حيث أن أكثر من مائة ألف أسرة بعدن بحاجة إلى مساعدات إنسانية في ظل نزوح أكثر من 10 آلاف أسرة إلى خارج مناطقها وانعدام شبه كامل لأساسيات الحياة اليومية وسط نقص كامل للمواد الغذائية والتموينية".
وأشار إلى أن الحوثيين يمارسون أبشع الانتهاكات من قصف للأحياء السكنية وانتهاك لحرمات البيوت وقطع الطرقات وقصف ابراج الكهرباء وخزانات المياه واختطاف المسعفين وقطع الطرقات".
سكاي نيوز عربية