إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بروحهم وريحانهم، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.
كانت بلدة قباطية قضاء جنين على موعد مع فارسها محمود نجيب نزال بتاريخ 10 مارس عام 1986م، لعائلة مجاهدة ربته على حب الجهاد والمقاومة وقد تلقى تعليمه في مدارس البلدة، ثم التحق بجامعة القدس المفتوحة لكنه لم يستطع إكمال تعليمه الجامعي بسبب مطاردة الاحتلال.
انتمى فارسنا لحركة الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري سرايا القدس إبان انتفاضة الأقصى عام 2000م، وشارك في العديد من العمليات البطولية وإطلاق النار تجاه جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين، كما كان على علاقة وثيقة بالشهيد القائد زياد ملايشة أحد أبرز قادة سرايا القدس بالضفة واستشهد في عملية اغتيال في بلدة كفر راعي والذي رثاه أثناء وداعه بكلمات فقال له: "هنيئاً لك الشهادة وإنا على دربك ماضون لن نخون ولن نفرّط ولن نتخلى عن نهج الشقاقي".
شهيداً على طريق القدس
ليلة 8 يوليو 2007م، قامت وحدات صهيونية خاصة في بلدة قباطية بنصب كمين للشهيد محمود ومعه مجموعة من المجاهدين على مدخل بلدة قباطية، حيث أطلقت وابلاً من الرصاص على السيارة التي يستقلها، ما أدى لاستشهاده.
ويوم تشييع جثمان الشهيد القائد محمود نزال بدا يوماً مشهوداً في قباطية حيث شارك في تشييع جثمانه آلاف المواطنين حتى إن أزقة وشوارع قباطية غصّت بجموع المشيّعين ممن عرفوا الشهيد أو سمعوا عن بطولاته فأحبّوه وأصرّوا على تكريمه في لحظات الوداع الأخيرة.