غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر تحليل: السعودية ستفرض "مكة2" على فتح وحماس

شمس نيوز / عبدالله عبيد

يبدو أن تحركات الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر في منطقة الشرق الأوسط تحمل العديد من المآرب، ومنها مناقشة ملف المصالحة الفلسطينية بين حركتي "فتح وحماس" بعد أن وصلت الخلافات بينهما إلى الذروة، بحسب ما كشفه مصدر فلسطيني مطلع، أوضح أن مساعي كارتر للوساطة بين الحركتين تجري بمساندة من المملكة العربية السعودية.

السعودية أبدت استعداداتها في هذا المجال، خصوصاً بعد أن برزت كلاعب مهم على الساحة العربية عقب تسلم الملك سليمان بن عبد العزيز مقاليد حكم المملكة، لتناقش مع كارتر موضوع اتفاق مكة 2، على غرار اتفاق مكة الأول قبيل فترة وجيزة من سيطرة حماس على الحكم بغزة وطرد السلطة الفلسطينية من القطاع.

وكان مصدر فلسطيني ، كشف أن كارتر التقى مؤخرا مسؤولين سعوديين بارزين، وطلب منهم التدخل لتحقيق المصالحة الفلسطينية، وهو ما قوبل بالترحاب من قبل الرياض، مبيّناً أن القيادة السعودية أبدت استعدادها للوساطة بين الحركتين، والتوصل لاتفاق (مكة 2).

وتم التوصل إلى "اتفاق مكة"، بين حركتي فتح وحماس، برعاية العاهل السعودي الراحل، عبد الله بن عبد العزيز، في 8 فبراير/شباط 2007، وأسفر عن تشكيل حكومة وحدة وطنية، لكنه سرعان ما انهار بعد عدة شهور إثر عودة الاشتباكات المسلحة التي انتهت بسيطرة حركة حماس على القطاع.

وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، قد ذكرت على موقعها الإلكتروني أن كارتر، ورئيس الوزراء النرويجي الأسبق غرو برونتلاند، سيصلان معا الخميس القادم، لغزة، في زيارة تستغرق 3 أيام.

وكشفت أن الحكومة الإسرائيلية سترفض استقباله، نظرا لمواقفه المساندة للفلسطينيين، وإقامته علاقات مع قادة حركة حماس.

لا يوجد جديد

محاولات الرئيس الأمريكي الأسبق بمساندة سعودية للوساطة بين فتح وحماس، نفتها حركة فتح على الفور، حيث قال عضو اللجنة المركزية فيها، د. جمال محيسن: إننا في حركة فتح وقعنا اتفاق القاهرة منذ البداية، وزرنا العديد من الدول العربية لإنهاء الانقسام وبالتالي الأمر يعتمد على نوايا حماس في إنهاء الانقسام، أم أنها تملك مشروعا آخر تسعى لتمريره؟".

وأضاف محيسن في تصريح صحفي له: لا يوجد جديد على صعيد اتصالات المصالحة  ", مستبعدا تحقيق اختراق في ملف المصالحة لأن حماس – حسب قوله- تخرج بتصريحات ومواقف يومية على لسان قادتها بغزة تبعد حالة التفاؤل بإمكانية إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة.

أما حركة حماس فقد أوضحت أنه ليس هناك جديد ليتم الحوار فيه، مبينة أن المصالحة تم التوقيع عليها مرات عديدة.

وأكد القيادي في حماس حسام بدران لـ"شمس نيوز"، أن حركة فتح هي من يعيق تطبيق ما تم التوافق عليه.

وقال بدران: لم يتم تطبيق سوى تأسيس حكومة الوفاق الوطني،والسلطة لم تعطها الصلاحية الحقيقية لتأخذ دورها في كل الملفات التي تم التوافق عليها"، مشدداً على أن الأمر لا يتعلق بالمزيد من الحوارات والنقاشات، بل يتعلق بالتطبيق الحقيقي والجاد والمصداقية في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه.

ولا تزال المصالحة الفلسطينية متعثرة، رغم مرور عام كامل، على التوصل لاتفاق "الشاطئ"، الذي وُقع في 23 إبريل/نيسان 2014، في منزل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في مخيم الشاطئ، غرب مدينة غزة.

متغيرات جديدة

المحلل السياسي، هاني حبيب من جهته بيّن أن حراك الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر، يأتي في ظل جملة من المتغيرات العربية ودور السعودية الجديد في المنطقة، لافتاً إلى أن دورها أثر بشكل كبير على ضوء تسلم الملك سلمان بن عبد العزيز للحكم.

وقال حبيب لـ"شمس نيوز": من ضمن هذه المتغيرات جملة من التصالحات مع الإخوان المسلمين، ويأتي في إطارها إزالة عقبة المصالحة الفلسطينية بالتأثير على حركة حماس من قبل الملك السعودي".

وأشار إلى أن حالة الاستقطاب تشتد أكثر بين حركتي فتح وحماس على موضوع حكومة الوفاق الوطني، لتقوم بدورها في قطاع غزة، وحديث حركة حماس عن بدائل وسيناريوهات، موضحاً أن المصالحة بحاجة إلى المزيد من الوقت.

وأضاف المحلل حبيب: أعتقد أن الأمر بحاجة لمزيد من الوقت حتى نعرف فيما إذا كان هناك إمكانية بالفعل لإزالة العقبات أمام تمكين حكومة الحمدالله والبدء بتنفيذ الملفات الرئيسية خاصة فيما يتعلق بملف الموظفين والإعمار ومعبر رفح".

وتسود حالة من الخلافات والتراشق الإعلامي بين حركتي حماس وفتح وحكومة التوافق في هذه الفترة، خصوصاً بعد مغادرة الوفد الوزاري الذي قدم غزة من الضفة الغربية الأسبوعي الماضي بعد يوم واحد فقط، والذي كان من المقرر أن يداوم أسبوعاً كاملا.