قائمة الموقع

الأمناء العامين.. أمناء على القضية وامناء على الشعب

2023-07-12T12:25:00+03:00
خالد صادق

 خالد صادق

أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة أن الاعتقالات التي تقوم بها أجهزة أمن السلطة ضد كوادر وأعضاء حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية المحتلة تعرض لقاء الأمناء العامين القادم للفشل, وهو الامر الذي حذرنا منه مرارا وتكرارا, وقلنا ان أي لقاء بين الفصائل الفلسطينية والسلطة يحتاج الى ارض خصبة لإنجاحه, وخطوات حسن نية تقدمها السلطة للفصائل اذا كانت معنية بإنجاح اللقاء, فلا يعقل ان يجري لقاء الأمناء العامين في ظل اعتقالات تشنها عناصر امن السلطة ضد قيادات وكوادر تابعة لحماس والجهاد الإسلامي, فقد شنت أجهزة أمن السلطة حملة اعتقالات واسعة ضد أبناء وكوادر وقادة حركة «الجهاد الإسلامي» لا سيما في مدينة نابلس وطولكرم وجنين شمال الضفة المحتلة، علمًا بأن حملة الاعتقالات تأتي عقب عدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي على جنين والذي استمر 48 ساعة, الامر الذي كان له انعكاس على الشارع الفلسطيني الذي شعر ان السلطة تمارس دوراً يملي عليها من الإدارة الامريكية والاحتلال الصهيوني, وربما تصريحات رئيس الإدارة الامريكية التي قال فيها  أن حكومة بنيامين نتنياهو هي «الأكثر تطرفا في إسرائيل منذ جولدا مائير» وتابع «في حكومة نتنياهو وزراء هم الأكثر تطرفاً الذين رأيتهم في حياتي، مشيراً إلى أن وزيري المالية، والأمن القومي بتسلائيل سموتريتش، وإيتمار بن غفير هما جزء من مشكلة الضفة الغربية», وأضاف: «أعتقد أننا نتحدث معهم بانتظام، ونحاول تهدئة الوضع، ونأمل أن يواصل نتنياهو التحرك نحو الاعتدال والتغيير». هذا التصريح اسال لعاب السلطة التي اعتبرته انتصاراً كبيراً يمكن البناء عليه، وهى تعتبر انها يجب ان تبني سياستها المستقبلية بناء على هذا التصريح, وتعمل على اقناع الفصائل الفلسطينية بموقفها الثابت من مسار التسوية الذي لا بديل عنه, رغم ان أمريكا اكدت ان هذا التصريح لبايدن لا يعني تحول في العلاقة الاستراتيجية بين الإدارة الامريكية و»إسرائيل» وان العلاقة بينهما ثابتة لا تتغير, ولن تتوانى الإدارة الامريكية عن دعم «إسرائيل» في كل المجالات بلا قيد او شرط, لأن المصالح المشتركة بينهما تلزمها بذلك, ولا مجال للتشكيك في هذا الأمر.

الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي القائد زياد النخالة رحب بحوار القاهرة, وابدى موقفا مسبقا بالمشاركة في هذا الحوار, لأن ترتيب البيت الداخلي عامل مهم من عوامل رص الصفوف الداخلية لمواجهة حالة التغول الصهيوني على شعبنا الفلسطيني, والاعداد للمعارك التي ينوي الاحتلال اشعالها في الضفة والقدس وقطاع غزة, ودعم صمود شعبنا من خلال وحدة الموقف الفلسطيني التي تنعكس إيجابيا على الحاضنة الشعبية, وتوحد الوسائل والطرق, وصولا الى تحقيق الأهداف التي يناضل شعبنا الفلسطيني لأجلها,

لذلك فالأمناء العامون لفصائل المقاومة الفلسطينية هم أمناء على القضية الفلسطينية مكلفين من الشعب بحمل عبء هذه الأمانة التي لا تقوى الجبال على حملها, لأنها تحتاج الى رجال أقوياء اشداء على الكفار رحماء بينهم, فصعوبة حمل هذه الأمانة تأتي من العثرات التي توضع في طريقهم من القريب والبعيد حتى يسقطوا ولا تقوم لهم قائمة, لذلك هم أمناء على حمل هذه الأمانة, وامناء مفوضين من الشعب للدفاع عنها والوصول بها الى بر الأمان, وفي ظل كل هذا التقاعس الرسمي الفلسطيني, والتواطؤ الرسمي العربي,

والانحياز والدعم الأمريكي والدولي المطلق «لإسرائيل» يصبح حمل الأمانة اكثر ثقلا, ويحمل مسؤولية كبيرة وأخطاراً كثيرة تقع على عاتق الأمناء العامين المكلفين من الشعب الفلسطيني بحمل الأمانة, لذلك يجب ان يكون هناك معايير لاي حوار مع السلطة, لان الحوار يقوم على قواعد لمشروعين لا يمكن ان يلتقيا, مشروع يستند الى مسار التسوية الذي لا بديل عنه, ويقوم على قرارات ما تسمى بالرباعية الدولية, والذي ينتهي في احسن الأحوال للتخلي عن 78% من مساحة فلسطين التاريخية لصالح الاحتلال, ويقسم القدس ويسقط خيار حق العودة للاجئين الفلسطينيين, ومشروع اخر يستند الى ثوابت الشعب الفلسطيني وتضحياته, يقوم على أساس الجهاد والمقاومة ضد الاحتلال الصهيوني, لتحرير كامل فلسطين من نهرها لبحرها, ونيل الحرية والاستقلال, وادامة الاشتباك مع الاحتلال حتى يتحقق النصر ويندحر عن ارضنا, فهل هناك نقاط التقاء بين المشروعين, هذا ان صح ان نطلق اسم مشروع على مسار التسوية فهو «استسلام».

هناك تعقيدات كبيرة تسبق حوار القاهرة, ففي اعقاب كل معركة تخوضها فصائل المقاومة الفلسطينية وتحقق فيها انجاز لصالح شعبنا الفلسطيني, تحاول السلطة ان تعتلي صهوة «الانتصار» الذي يمثل مأزقا كبيرا لمشروع التسوية, لتعيد مرة أخرى كل الفصائل المقاومة والشعب الفلسطيني الى مشروعها المتقوقع في مربع التسوية والسلام, ويدور الحوار, ويأخذ اشكالا عدة, وتندفع السلطة بالتصريحات التي من شأنها ان تفشل أي حوار بين الفصائل, فتستمر سياسة الاعتقالات التي طالب امين عام حركة الجهاد الإسلامي القائد زياد النخالة بوقفها فورا, لأنها كفيلة بأفشال أي حوار بين الفصائل الفلسطينية والسلطة, والمطلوب من السلطة الخروج من مربع الخيار الأوحد, وان تتعدد خياراتها في مواجهة الاحتلال الصهيوني, وان تؤمن السلطة ان مسار التسوية انتهى الى غير رجعة, وان نتنياهو عبر عن ذلك من خلال تصريحاته المعلنة, باجتثاث فكرة حل الدولتين, وهو الحلم الذي تحلم به السلطة ليل نهار, وان كانت السلطة لا زالت تراهن على الموقف الأمريكي القائم على حل الدولتين, فعليها ان تعلم جيدا ان الإدارة الامريكية لا تستطيع ان تفرض سياستها على «إسرائيل» لان ما يسمى بوزير الامن الداخلي الصهيوني  ايتمار بن غفير قالها لبايدن صراحة ان «إسرائيل» ليست نجمة في العلم الأمريكي يا جو.

اخبار ذات صلة