غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

شهادتان ودمعتان

والدة مجدي عرعراوي تهنئ فلذة كبدها بقبلة على شاهد قبره: "انجحت يَّما يا حبيبي"

مجدي عرعراوي
شمس نيوز - مطر الزق

تتعكز على أكتاف النسوة من حولها، تسير يُمنة ويسرة ببطءٍ شديد، والدموع الممزوجة بالحزن والفرح تنساب من بين وجنتيها، لحظات من الآلام والمعاناة رُسمت على وجه والدة مجدي عرعراوي من مدينة جنين شمال الضفة المحتلة، عندما ذهبت إلى حيث يرقد فلذة كبدها.

أصرَّت والدة مجدي للذهاب إلى مقبرة الشهداء؛ فقد جلست على الرمال بين الزهور والورود التي تحيط بجسد نجلها مجدي لتخبره بالنجاح والتفوق: "ألف مبارك يا بني نجحت في التوجيهي وحصلت على معدل 90.4% الفرع الصناعي".

آهات ودموع والدة مجدي دفعت النسوة من حولها للبكاء، في تلك اللحظة تسللت يد إحدى النسوة على كتف والدة مجدي محاولة تهدئة أعصابها :"رفعت راسي يا بني انت نجحت في الدنيا والأخرة وحصلت على الشهادتين".

أزاحت بيدها بعضًا من الدموع التي انهارت على وجنتيها لتنحني برأسها صوب الرمال المرتفعة قليلة عن وجه الأرض؛ لتقبل شاهد القبر كأنه رأس نجلها الشهيد، وتترك لسانها يردد بعضًا من الكلمات الممزوجة بالبكاء الشديد: "أنت روحي وانت حياتي".

تُشير إحدى النسوة بأناملها إلى والدة مجدي علها تهدأ قليلًا، فيما تجلب أخرى صورة مجدي لتقوم والدته بتقبيله في وداع مؤثر جدًا، وعلى بُعد أمتار قليلة تسمع صوت الرصاصات التي انطلقت ابتهاجًا بنجاح نجلها الشهيد بالتفوق في الثانوية العامة التوجيهي.

واستشهد مجدي عرعراوي خلال العدوان الاسرائيلي على جنين عندما حاول اسعاف صديقه "علي الغول" الذي أصيب برصاص قناص "إسرائيلي" بـ3 رصاصات قاتلة اخترقت إحداها صدره وأخرى رقبته وثالثة فخذه، وسقط مجدي إلى جانب زميله، تحت إحدى المركبات، وتشكلت تحتهما بركة من الدماء.