غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

بلا مساحيق .. ظاهرة التوجيهي مسألة تفاعلية 

أسعد جودة
بقلم/ أسعد جودة

قناعاتى منذ عقود أن الثانوية العامة (التوجيهي ) ضجة مفتعلة، رغم أنها تعد من أكثر وأهم الأحداث متابعة وتفاعلا عند النخبة والعامة على السواء وأضحت أعياد بل ومن أهم المناسبات ومواسم أفراح.

الحمد لله وقد طلعت النتيجة والحديث الآن فى مناخ هادئ بعد تقديم التبريكات للناجحين وحظ أوفر للمكمليين، سواء حضوريا أو تفاعليا على شبكات التواصل الاجتماعي، ولا ننسى سدور أصابع الحلويات الممتعة التي من المفترض أن تدخل قطاع غزة نسبة وتناسب فى حجم استهلاكها بتصنيف فى موسوعة غينيس للأرقام القياسية.  

التعليم سلسلة متصلة وفى سياق تراكمى، لذا يصبح من الحكمة والضرورة أن تتداعى جهود كفاءات مخلصة من كافة التخصصات وتعمل ما بوسعها لتقديم قراءة جديدة لهذه الظاهرة وتخرجها من كونها عادة موروثة إلى حلول عملية مستدامة تساهم مساهمة فعالة فى بناء جيل مواكب لعصره قادر على المنافسة ويعان على اختيار تخصصه بناء على قدراته وإمكاناته وهوايته، وفتح المجال لتمكينه من إمتلاك كل أدوات التقنية واللغات الأجنبية.

الواقع يستدعى اجتهاد من خارج الصندوق والشعار الذى يفترض تبنيه "خريج الجامعة لدينا قادر أن يعمل فى أى مكان فى العالم".

تحت هذا الشعار والمضمون لا بد من ثورة شاملة تراجع كل النظم التقليدية الموروثة والمستوطنة والمعششة فى عقولنا.

 الأجيال الصاعدة تمتلك من الإمكانيات والقدرات فى التعامل مع الوسائط والتقنية بيسر وسلاسة وبالتالى توظيفها لهضم العلم وكسب المهارات والتقنيات واللغات الأجنبية وخصوصا اللغة الانجليزية التى يجيدها نصف سكان العالم تحدثا وكتابة أقصد وسيط دولى.

 التحدى اليوم أمامنا كتجمعات بشرية فى ظل تصنيفنا كعالم ثالث وهذا المصطلح أيضا مطلوب من الدول العربية والإسلامية أن تناضل وتكافح وتوظف مواردها وتسخر طاقاتها لبناء أنظمة تعين على استثمار العقول بدل هجرتها وتتيح هوامش من الديمقراطية وفتح المجالات للحريات المنضبطة واجراء مراجعات شاملة لمناهج وجودة التعليم وطرق التدريس والمهارات لتخرج من هذا التصنيف الغير محترم ولا بد من الاشارة لمضمونة فى العقل الغربى Uncivilized World العقل غير المتحضر، ولا يجوز لأمه أخرجت للناس كافة لتكون خير أمة بقرار من رب العالمين أن تصل لهذا الهوان؟!

 العالم اليوم يوصف بأنه أشبه بالقرية الكونية الصغيرة 

Small Village

 ولا حدود فى عالم النت والتجارة الالكترونية وسوق العمل مفتوح للكفاءة بعيدا عن الجنس واللون .

أتذكر واستدرك أيضا ما رواه الكبار أن خريج الماترك فى فلسطين أظن يعادل التوجيهي كان يتم التعاقد معه للتدريس فى دول الخليج وغيرها ؟!

لا أستبق التوصيات تقديرى أقسام كثيرة فى الجامعات يجب أن تتوقف ويستحدث أقسام جديدة تتناسب وروح العصر وسوق العمل .

الخريجين لدينا وهم كثر يحتاجوا تأهيل لكسب مهارات وأدوات كان يفترض أن يتحصلوا عليها أيام الجامعة ، وقد تصل كلفته أكثر من تكاليف الجامعة نفسها نتيجة غياب الرؤية الاستراتيجية وتحول الجامعات الى شركات ربحية .

كليات التقنية بالمعنى الحقيقي غائبة ومغيبة .

والحديث يطول ...

قضية مطروحة للنقاش بعيدا عن التجريح أو الإساءة لأن الهدف هو الإرتقاء والتطوير وليس لعن التاريخ والماضى ..

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".