قائمة الموقع

طلاب حصلوا على الشهادة.. وابطال نالوا الشهادة

2023-07-23T12:01:00+03:00
خالد صادق
بقلم/ خالد صادق

تزامن اعلان نتائج الثانوية العامة، واحتفال الفلسطينيين بالنتائج, وحالة السرور والبهجة التي كانت تعم ارجاء الوطن احتفالا بالناجحين, مع استشهاد عدد من الفلسطينيين على يد الاحتلال النازي الصهيوني, فقد استشهد المواطن بدر مصري 19 عاما وأصيب ثلاثة اخرين بجراح خلال اقتحام الجيش النازي الصهيوني وقطعان المستوطنين الأشرار لقبر يوسف بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية, وكانت جماهير نابلس تودع الشهيد المصري وقت اعلان النتائج, بينما أصيب مستوطن صهيوني بجراح خطيرة نتيجة عملية طعن نفذها فلسطيني مقاوم في القدس المحتلة, كما استشهد مواطنان فلسطينيان برصاص الاحتلال النازي الصهيوني احدهما بأطلاق نار على مركبته في بدة سبسطية غرب نابلس, وهو الشهيد البطل فوزي هاني مخالفة 18 عاما والذي اعدمته قوات الاحتلال بإطلاق النار عليه داخل مركبته بشكل مباشر, فيما استشهد الفتى محمد فؤاد البايض 17 عاما بنيران قوات الاحتلال الصهيوني في مواجهات اندلعت بعد صلاة الجمعة في قرية ام صفا شمال غرب رام الله, والاحتلال يصر دائما على قتل أي مظاهر للفرحة والبهجة تعم الشعب الفلسطيني, فهو يغيظه هذا الامر ويدفعه لارتكاب جرائم بشعة يسقط فيها الضحايا الأبرياء, بهدف قتل فرحة الفلسطينيين, وتنغيص حياتهم, وتحويل افراحهم الى مآتم, فهو احتلال نازي مجرم, ترعاه كل قوى الشر في العالم, وتمنحه شرعية سفك الدماء وازهاق أرواح الأبرياء, وقتل كل اشكال الفرح والسرور التي تعم الشعب الفلسطيني, احتلال يرتكب مجازره ضد الفلسطينيين بالتزامن مع اعيادهم, ويصر على تنغيص حياتهم بشكل ممنهج, حتى يجبرهم على الهجرة وترك البلاد, كي يطيب العيش لقطعان المستوطنين الأشرار وتنشأ "إسرائيل" الكبرى بحدودها التوراتية من الفرات الى النيل, فهو احتلال احلالي نازي عنصري يقوم على الخلاص من الاخر, والعيش على انقاض الغير.

طلاب الثانوية العامة حصلوا على الشهادة ودرجات التقدير, وطلاب المجد والخلود حصلوا على الشهادة أيضا ودرجات في الجنة, والاحتلال دائما القاسم المشترك في تعكير فرحة الفلسطينيين بالشهادة الثانوية, وفي قتل الفلسطينيين الذين ينالون الشهادة في سبيل الله عز وجل, وهم يدافعون عن دينهم وشعبهم وارضهم وينشدون حريتهم واستقلالهم لينتزعوها انتزاعا من بين انياب الاحتلال, وفي كلا الحالتين نحن نقاوم الاحتلال بالتحصيل العلمي والشهادة الجامعية, وبالكفاح المسلح والمقاومة الفلسطينية, وبتنا كفلسطينيين على قناعة بان حالة الاشتباك مع الاحتلال متعددة ومتنوعة وتأخذ اشكالا عدة, وكل فعل عنصري صهيوني دموي يهدف لقتل فرحتنا واحتفالاتنا سنواجهه بكل شموخ وكبرياء, وإصرار على المضي في طريق النصر والتحرير مهما كلف ذلك من تضحيات, ستة من طلاب الثانوية العامة تحصلوا على اعلى الدرجات في نتائج الثانوية هذا العام, لكنهم ارتقوا الى الدرجات العلى, وكانوا في ضيافة الله عز وجل شهداء ميامين, وخمسة عشر طالبا من طلاب الثانوية العامة تلقوا نتائجهم وهم في اقبية التحقيق او داخل زنازين الاحتلال, لقد صنعوا نور العلم لأنفسهم وهم داخل الزنازين المظلمة, زنازين القهر التي تحرمهم من الاحتفال بنجاحهم وتفوقهم مع أهلهم وحبيهم, لكن فرحة القلب تصل الى القلب, فرحة الطالب الأسير داخل سجون الاحتلال وصلت الى اهله, ورسمت ابتسامة جميلة على شفتيه, ابتسامة تقهر الاحتلال وتقتله, لأنها لم تستطع ان تسلب منه فرحته, وانها ابتسامة له عليها اجر من الله عز وجل, الذي قال في محكم التنزيل " لا يطؤون موطئا يغيظ الكفار, ولا ينالون من عدو نيلا, الا كتب لهم به عمل صالح" ففرحة الأسير داخل زنزانته تقهر السجان وتقتله, وفرحة اسرته في البيت أيضا تقهر السجان وتقتله, لان هدف الاحتلال من سجن الفلسطينيين, قتل فرحتهم, وسلب كل مظاهر الحياة منه والعيش وسط الظلام.

في يوم الفرحة والبهجة الذي عم الأراضي الفلسطينية بنجاح طلبة الثانوية العامة, تعالت أصوات المفرقعات النارية وحالة الصخب والبهجة في الشارع الفلسطيني, وخرجت في نفس الوقت مواكب تشييع الشهداء وسط طلقات الرصاص وهتافات الجماهير الفلسطينية وهى تشيع الشهداء, وطالب الثانوية العامة الذي تحصل لتوه على الشهادة, خرج ليشارك من نال الشهادة في تشييعه لمثواه الأخير, فالشعب الفلسطيني كله مشاريع شهادة, وهدف مباح للاحتلال وقطعان مستوطنيه, والا بالله عليكم كيف تفسرون قتل الاحتلال الصهيوني المجرم للشهيد بدر المصري الذي كان يتصدى لقطعان المستوطنين الصهاينة وجنود الاحتلال لقبر يوسف بالحجارة, وكيف تفسرون اعدام الاحتلال للشهيد هاني مخالفة داخل سيارته, وتركه ينزف حتى استشهاده رحمه الله, ومنع سيارات الإسعاف الفلسطينية من الوصول اليه ونقله للمشفى, كأبسط قاعدة من قواعد الإنسانية التي يفتقدها الاحتلال الصهيوني تماما, كيف يمكن تبرير قتل الفتي محمد البايض الذي لم يبلغ السابعة عشر عاما وهو يخرج في مظاهرة سلمية ليدافع عن ارضه ويمنع ضمها الى مستوطنات الاحتلال الصهيوني, انه اجرام غير مسبوق ولا يمكن وصفه او تبريره, لكننا نقف امام مجتمع دولي ظالم, يبرر لإسرائيل كل جرائمها, ويدفعها دفعا لارتكاب المزيد من الجرائم بحق المدنيين الفلسطينيين, مجتمع يفقد ابسط قواعد الإنسانية, وهو يرى الفلسطينيين يحتفلون بنتائج أبنائهم, بينما الاحتلال يمعن في القتل, ويرتكب الجرائم البشعة بحقهم, ويغض الطرف عن جرائمهم, ويمنع ادانة الاحتلال ومحاسبته على تلك الجرائم, انها شريعة الغاب التي يأكل فيها القوي الضعيف.

اخبار ذات صلة