شمس نيوز/حسن الجدي
أجبرت الظروف الاقتصادية والحياتية الصعبة، الشاب محمود عبد (20 عاما) من سكان مخيم البريج وسط قطاع غزة، والطالب في قسم الصحافة والإعلام بكلية الأقصى، إلى العمل في الأشغال الشاقة لتحصيل مصاريف دراسته، وسد رمق عائلته الفقيرة.
ويعمل عبد بعد فترة الدوام الجامعي في ورشة لسمكرة السيارات ليكمل دراسته الجامعية.
ويوضح الشاب محمود لـ"شمس نيوز" أنه لا يملك أي مصدر رزق آخر، ووالدة عاطل عن العمل منذ سنوات بسبب الحصار والوضع الاقتصادي الصعب الذي يمر به أهالي قطاع غزة.
ويعتبر محمود عبد نموذجا لآلاف الشبان الجامعيين الذين يستغلون وقت فراغهم في العمل حتى بأكثر المهن مشقة، لتحصيل نذر يسير من المال يساعدهم في إكمال مشوارهم التعليمي.
وزادت نسبة البطالة في قطاع غزة بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ 8 سنوات، والذي تخلله ثلاثة حروب طاحنة دمرت كثيرا من المرافق الاقتصادية ونتج عنها طوابير من العاطلين عن العمل.
وبحسب مركز الإحصاء الفلسطيني ومعايير منظمة العمل الدولية، بلغ معدل البطالة لعام 2014 في فلسطين 27% (338 ألف عاطل عن العمل) ، 24% للذكور و38% للإناث، أما في الضفة الغربية فقد بلغ عدد العاطلين عن العمل 143 ألف عاطل عن العمل حوالي 18% من المشاركين في القوى العاملة 15 سنة فأكثر، 15% للذكور و27% للإناث، في حين بلغ العدد 195 ألف عاطل عن العمل في قطاع غزة حوالي 44% من المشاركين في القوى العاملة 15 سنة فأكثر، 40% للذكور و57% للإناث.
لكن هذه الأرقام لا تحاكي ما هو موجود على أرض الواقع في قطاع غزة، حيث تفاقمت أزمة البطالة بعد الحرب الأخيرة الشرسة الضروس التي تعرض لها القطاع ووصلت معدلاتها إلى مستويات غير مسبوقة وكارثية، حيث أدت تداعيات الحرب الأخيرة وما تبعها من استمرار للحصار و تعثر عملية إعادة الإعمار إلى تزايد عدد الفقراء و المحرومين من حقهم في الحياة الكريمة وتجاوزت معدلات البطالة في قطاع غزة 55%، وتجاوز عدد العاطلين عن العمل ربع مليون شخص، و ارتفعت معدلات الفقر و الفقر المدقع لتتجاوز 65%، وتجاوز عدد الأشخاص الذين يتلقون مساعدات إغاثية من الاونروا و المؤسسات الإغاثية الدولية و العربية أكثر من مليون شخص بنسبة تصل إلى 60% من سكان قطاع غزة،وهي النسبة التي بلغها انعدام الأمن الغذائي لدى الأسر في قطاع غزة.