قائمة الموقع

جذوة المقاومة لن تطفئها الملاحقة الصهيونية

2023-07-25T12:40:00+03:00
خالد صادق
بقلم: خالد صادق

عدوان جديد شنه الجيش النازي الصهيوني على مخيم نور شمس بمحافظة طولكرم, وتزامن مع اجتياح مماثل لمخيم عسكر بمحافظة نابلس ومخيم عقبة جبر بمحافظة اريحا, ويبدو ان «إسرائيل» لا تزال غير راضية عن أداء أجهزة امن السلطة الفلسطينية, التي دفعتها بعد معركة جنين لمواجهة مباشرة مع المقاومة الفلسطينية, وارادت «إسرائيل» ان تعيد زمام الأمور لها, فقررت تنفيذ عمليات اقتحام لمخيم نور شمس ومخيم عسكر ومخيم عقبة جبر, لتبحث عن صورة انتصار يمكن تسويقها على الإسرائيليين الذين يخرجون الى الشوارع بتظاهرات منددة بالتعديلات القضائية وأداء حكومة نتنياهو السياسي, والاخفاقات العسكرية المتتالية بدءا من مخيم جنين مرورا بنابلس وطولكرم واريحا, بالإضافة الى تنامي الفعل الفلسطيني المقاوم في الضفة, وقدرة الفلسطينيين على الضرب في عمق تل ابيب, واختراق نظرية الامن الصهيونية, الاحتلال لم يتحدث عن اهداف اجتياحاته لمخيمات الضفة, لكنه قال انه استطاع ان يضبط عشر عبوات ناسفة في طولكرم, وان هناك عبوات كانت مزروعة على جانبي الطريق في مخيم نور شمس انفجرت اثناء عملية التوغل دون ان يتحدث عن خسائره, واللافت هنا ان الجيش الذي قالوا عنه انه لا يقهر, بات يدرك انه لا يستطيع تحقيق انجاز في عمليات التوغل التي يقوم بها, لذلك هو يقوم بتدمير البنية التحتية في المناطق التي يتوغل اليها, كنوع من اليأس والإحباط الذي يعتري جيشه النازي وعدم قدرته على الإنجاز, ومحاولة تصدير صورة الدمار والخراب التي يحدثها في المناطق التي يصل اليها, لأنها ترضي غرور الإسرائيليين, وتدفعهم للاعتقاد ان هذا الدمار والخراب له تأثير مباشر على المقاومة, وقد يضعف اداؤها, كما ان هذا الفعل المشين يأتي ضمن سياسة العقاب الجماعي التي ترتكبها الحكومة النازية الصهيونية بحق الفلسطينيين, فالمقاومة والشعب دائما في مواجهة مع الاحتلال.

 

بالتأكيد فان جذوة المقاومة لن تطفئها الملاحقة الصهيونية, فالمقاومة باتت خيارا للشعب الفلسطيني لا بديل عنه, وهى تكتسب زخما شعبيا اكبر يوما بعد يوم, وتزداد قوة في الأداء القتالي, وتتمدد جغرافيا, ويتكاثر اعداد المقاومين شيئا فشيئاً, حتى في ظل كل هذا التغول الصهيوني على شعبنا ومقاومته, فما يمكن الرهان عليه دائما هي الحاضنة الشعبية التي تثبت كل يوم مدى ادراكها لحماية المقاومة من الاستئصال والملاحقة, وتلاقي الفعل النضالي المقاوم مع ايمان الشعب الفلسطيني كله, بان المقاومة هي فقط القادرة على تحقيق إنجازات لصالح الفلسطينيين, لذلك لا غرابة ان نرى أهلنا في مخيم نور شمس يخرجون جنبا الى جنب مع المقاومين للدفاع عن المخيم, وصد العدوان الصهيوني, والهدف دائما افشال استراتيجية جيش الاحتلال النازي الذي يسعى لإنهاء الفعل المقاوم في الضفة الغربية المحتلة, خوفا من تكرار نموذج غزة, خاصة بعد ان استطاعت المقاومة تصنيع العبوات الناسفة بأقل الإمكانيات المتاحة, واستخدامها في التصدي لعمليات الاجتياح الصهيونية للمدن والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة, وتدمير واعطاب اليات للاحتلال حسب اعتراف الجيش الصهيوني, رغم بدائية المعدات العسكرية المستخدمة, كما حدث خلال اجتياح الاحتلال لمخيم جنين, حيث اعترف الاحتلال بمقتل جندي صهيوني واعطاب عدد من الاليات العسكرية, فجذوة المقاومة لا زالت متقدة ولم يستطع الاحتلال اطفاءها, والفعل المقاوم ينمو ويكبر ويتسع وتتعدد اوجهه, هذا يحدث والمقاومة تتعرض لكل هذا التغول والملاحقة سواء من قبل الاحتلال الصهيوني, او من قبل أجهزة امن السلطة التي تشارك الاحتلال في عمليات الملاحقة للمقاومة الفلسطينية, وتصر على ان تحبط أي فعل مقاوم في ظل كل ما تتعرض له من انتكاسات سياسية على يد الصهيونية الدينية وحكومة نتنياهو, وقد سلكت مسلكا آخر معاكساً لمسلك الشعب.

 

عمليات الاجتياح الصهيونية لمدن ومخيمات وبلدات الضفة الغربية المحتلة لن تتوقف, واينما تكون خلية عسكرية او كتيبة من كتائب سرايا القدس, سيلاحقها الاحتلال, فلا حدود جغرافية ستمنع الاحتلال من ملاحقة المقاومة في أي مكان, لأنه يعلم ان البديل اندثاره وزواله تماما, وهو يصارع من اجل البقاء, رغم انه يعلم تماما انه غير قابل للبقاء, وانه منبوذ ومعزول في المنطقة , ولن يتقبله احد ولن يتعايش معه احد, فهو غدة سرطانية مزروعة في جسد الامة ويجب استئصالها من جذورها, الاحتلال يعاني لكنه يجد من يمد له يد العون لانتشاله من المستنقع الذي يغرق فيه, هناك دعوة تركية للقاء بين رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية  محمود عباس, ولا ندري ما مبرر هذه الدعوة التي تندرج في اطار مد يد العون لإسرائيل لإنقاذها من المغامرات الخاسرة التي خاضتها, ولم تحقق فيها أي انجاز لصالحها, وهناك دعوة وجهها رئيس الإدارة الامريكية جو بايدن لزيارة أمريكا والهدف منها اقناعنا ان أمريكا لا تتوتر علاقتها مطلقا «بإسرائيل» وان الانتقادات لحكومة نتنياهو لا تعني فض الشراكة بينهما, وهناك تناغم رسمي مغربي صهيوني بعد تصريحات «إسرائيل» بان الصحراء الغربية المتنازع عليها هي جزء من الأراضي المغربية, وهذا الموقف جاء نكاية في الجزائر لرفضها التطبيع مع «إسرائيل», «إسرائيل» تبحث عمن ينقذها, لكن كل من يمد يد العون لها يقع في شرك الاحتلال, ويدفع ثمن انحيازه لإسرائيل, ونحن على يقين ان جذوة المقاومة لن توقفها الملاحقة الصهيونية, مهما حاول البعض, فالشعب الفلسطيني حدد مساره الذي لا يتركه الا بتحقيق النصر والتحرير.

اخبار ذات صلة