يستعد المستوطنون مساء اليوم الأربعاء؛ لتنظيم "مسيرة الأعلام" في ذكرى ما يُسمَّى "خراب الهيكل" المزعوم، وسط تحذيرات مقدسية من خطورة تنظيم المسيرة على المسجد الأقصى.
رافق استعدادات المستوطنين، دعوات مقدسية لضرورة الدفاع عن المسجد الأقصى، من خلال الاعتكاف والرباط في باحاته لحمايته من المستوطنين المتطرفين.
وكانت جماعات "الهيكل" المزعوم وعدد من منظمات اليمين الاستيطانية أعلنت عن تنظيم "مسيرة أعلام" تهويدية تستهدف أبواب المسجد الأقصى، (الجديد والساهرة والعمود والأسباط) لتنتهي بالدخول إلى البلدة القديمة من باب المغاربة ثم إلى ساحة البراق.
محاولة لفرض مرحلة جديدة
الناشط المقدسي ناصر حمامرة أكد أن مسيرة الأعلام الإسرائيلي بذكرى ما يُسمى "خراب الهيكل" في باحات المسجد الأقصى تشكل خطورة كبيرة، إذ تخطت مسيرات المستوطنين خلال الأعوام الماضية عمليات التهويد والتقسيم الزماني والمكاني.
وقال الناشط حمامرة لـ"شمس نيوز": "إن اقتحام المستوطنين للأقصى لم يعد كالسابق؛ إنما باتت عمليات الاقتحام يُخطط لها من قبل جماعات يهودية متطرفة؛ لتتحول إلى مسيرة يجوبها الآلاف في محاولة لفرض الأمر الواقع بالتقسيم الزماني والمكاني".
وأضاف: "إن الجماعات اليهودية المتطرفة دخلت مرحلة جديدة من عمليات التخطيط لاقتحام الأقصى؛ فهي تؤسس لمسألة أبعد من التجربة التي فرضت بالمسجد الإبراهيمي في الخليل من تقسيم زماني ومكاني".
ولم يستبعد الناشط المقدسي أن تكون عمليات الاقتحام والمسيرات المتطرفة المتزايدة في باحات الأقصى، محاولة سياسية لإنقاذ حكومة نتنياهو من أزمتها الداخلية بعد المظاهرات العنيفة التي عمت الأراضي المحتلة احتجاجًا للمصادقة على مشروع ما يُسمى بـ"إصلاح القضاء".
وفيما يتعلق بدفاع المقدسيين عن باحات الأقصى قال الناشط حمامرة: "إن القدس والبلدة القديمة تحديدًا تحولت إلى ثكنة عسكرية لمنع المقدسيين من الاعتكاف بالأقصى والتصدي لمسيرات المستوطنين"، لافتًا إلى أن الطرق المؤدية إلى الأقصى لا تخلوا مطلقًا من جنود الاحتلال والكلاب البوليسية والخيول والمستعربين.
وأشار إلى أن المقدسيون يدافعون وفق الامكانيات المتوفرة من إيمان وإرادة وعزيمة وتواجد في المسجد الأقصى المبارك، مؤكدًا أن وجود المقدسي على أرضه وفي باحات الأقصى هو إفشال لمخططات الاحتلال الإسرائيلي وأهدافه التي يسعى لتحقيقها.
وبيَّن الناشط حمامرة، أن الإجراءات الإسرائيلية المحمية بفوهة البنادق هي المسيطرة في الميدان وتلعب دورًا كبيرًا في استقطاب أعداد مخيفة من المستوطنين، قائلًا: رغم تلك الاجراءات المحمية بالبنادق واعتقال وابعاد المقدسيين؛ إلا أن الاعتكاف في الأقصى حد من مشاركة مئات الآلاف من المستوطنين في المسيرات المعلنة".
تصدير للأزمات
بينما قال الباحث المقدسي فخري أبو دياب: "إن حكومة الاحتلال تسعى دومًا لتنظيم فعاليات ذات بعد سياسي وديني، لافتًا إلى أن خطورة "مسيرة الأعلام" تكمن بأنها باتت مسيرة مركزية تجوب مدينة القدس المحتلة.
وحذَّر أبو دياب في تصريحات صحفية من خطورة أهداف المستوطنين عبر إرسال رسائل تضليلية لكل يهود العالم بأن "القدس مدينة يهودية" مزعومة.
وأكد على ضرورة إفشال أهداف المستوطنين الرامية إلى شطب التاريخ الإسلامي عن مدينة القدس.
وفي الوقت ذاته فقد أكد خطيب المسجد الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس الشيخ عكرمة صبري أنّ دعوات المستوطنين بقيادة وزراء متطرفين في حكومة بنيامين نتنياهو أعضاء في "الكنيست" إلى تنظيم "مسيرات أعلام استيطانية" واقتحام الأقصى في ذكرى ما يُسمى "خراب الهيكل"، جريمة قديمة جديدة يريد العدو منها تخفيف الضغط عن الأزمات الحقيقية والمتصاعدة في الشارع "الإسرائيلي".
وأوضح الشيخ صبري في تصريح صحفية أنّ قادة الاحتلال يستغلون "أعيادهم" المزعومة، لتنفيذ اقتحامات واسعة للأقصى؛ لكّن الهدف الحقيقي هو تصدير أزماتهم الداخلية، مع إشارته إلى أن قادة منظمي مسيرة الأعلام الإسرائيلية، يوجهون رسالة إلى المستوطنين في كل مكان بأن قوتهم لم ولن تتأثر مع الأزمة الداخلية.
نذير بانتفاضة عارمة
وفي السياق ذاته فقد أكدت حركـة الجهـاد الإسلامـي فـي فلسطيـن، اليوم الأربعاء أن استهداف المسجد الأقصى ينـذر بانتفاضة مستعرة فـي وجه العدوان.
وقالت الجهاد في بيان لها وصل "شمس نيوز" نسخة عنه: "إن مخططات الاحتلال ومستوطنيه واستهداف المسجد الأقصى المبارك وتدنيسه بما يسمى (الاحتفال بذكرى خراب الهيكل)، ينذر بخطر كبير تتحمل حكومة العدو المسؤولية الكاملة عن تداعياته".
وأكدت أن شعبنا الصامد المرابط طيلة عقود من الاحتلال لن تخمد ثورته الباسلة أمام هذا العدوان الغاشم، الذي سيزيد من لهيب الانتفاضة المستعر، وتمسكه بحقه في أرضه والدفاع عن مقدساته بكل ما يملك.
وأهابت الجهاد بجماهير شعبنا لشد الرحال نحو المسجد الأقصى وحمايته من محاولات التدنيس والتهويد، وندعو شعوب أمتنا لأخذ دورها الحقيقي تجاه استهداف المسجد الأقصى الذي يمثل رمزاً عقدياً لا يقبل التنازل عنه.
يذكر أن مسيرة المستوطنين ستنطلق وفقًا لإعلان منظمات الهيكل المزعوم مساء اليوم الأربعاء في تمام الساعة (9:45 ليلاً) لتجوب شوارع البلدة القديمة بمشاركة وزراء وأعضاء الكنيست المتطرفين، علمًا أن المسيرة ستمر من أبواب الأقصى، وهي (الجديد - الساهرة- العمود – الأسباط)، لتنتهي بالدخول إلى البلدة القديمة من باب المغاربة ثم إلى ساحة البراق.