أقامت مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى والجرحى اليوم الأربعاء في قاعة دنيا بفندق الجزير على شاطئ مدينة غزة، حفلًا تكريميًا لأبناء شهداء وأسرى حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة الناجحين في الثانوية العامة للعام 2023م، بحضور عدد من الشخصيات الوطنية وقادة من حركة الجهاد الإسلامي.

وقال د. جميل عليان مسئول ملف الشهداء والأسرى والجرحى في حركة الجهاد الإسلامي والمدير العام لمؤسسة مهجة القدس: "نلتقي اليوم في هذه المناسبة المباركة لنرسم خارطة للفرح والبهجة ونبارك لكم جميعًا ولعائلاتكم وفي مقدمتها آباءكم الشهداء الذين قضوا على طريق العزة والكرامة فواصلتم طريقهم ومنحتم فلسطين والشهداء بنجاحكم وهجًا جديدًا ورفعتم ذكر آبائكم من جديد".

وأضاف عليان: "إن الوعي هو الذي يحقق الحرية والاستقلال وهو الذي ينجح في زرع بذور الثورة ضد العدو في كل مكان، وبالوعي نصل إلى مصالحة حقيقية بين كل مكونات وشرائح شعبنا، وهو الذي يمكنك من دق كل جدران الظلم التي تحاول خنق حقوقنا، وإن هذا التكريم هو أقل واجب يمكن أن نقدمه لأبنائنا وبناتنا، وإن عنوان هذا الفوج فوج الشهيد الشيخ خضر عدنان المجاهد الذي عرفته كل أزقة الوطن".

وأكد عليان على أن الجهاد بالقلم والبندقية توأمان لا ينفصلان وسنواصل المعركة، وأنه لا استقلال أو تحرير بدون وعى وعلم ولا قيمة للعلم بدون أن يقود إلى ثورة ضد الظلم، مشيرًا لدور الأم التي تركت بصماتها على مسار التاريخ والإنسانية، مدينًا اعتقال المجاهدين وملاحقتهم من قبل الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية.

من جهتها قالت أ. رندا موسى زوجة الشهيد الشيخ القائد خضر عدنان: "إنه لشرف عظيم لي أن أتكلم اليوم في حضرة ذوي الشهداء والأسرى الأكرم منا جميعًا في حفل التكريم الثامن الذي تقيمه حركة الجهاد الإسلامي برعاية مؤسسة مهجة القدس، باسم زوجي الشهيد خضر رحمه الله الذي كان حريصًا كل الحرص أن يكون من أوائل المهنئين لذوي الشهداء والأسرى بنجاحهم وتفوقهم بالثانوية العامة أقول لكم في البداية ألف مبارك نجاحكم وأسأل لله عزوجل أن يعوضكم خيري الدنيا والأخرة عما فقدتم من الأهل والأحبة سواء كان هذا الفقد بالأسر أو الشهادة".

وأضافت موسى: "إخواني وأخواتي إنكم مقبلون على مرحلة تتأثرون بها وتأثرون وفرصة ترسخون بها حبكم وانتماءكم لهذا الوطن وهي أجمل مرحلة في العمر، كانت هذه المرحلة نقطة تحول بمسيرتي التعليمية عندما أعطتني الحافز والقوة والسير في مسير الدعوة وإكمال دراستي في مجال الدعوة، وكنت حريصة كل الحرص ألا أضيع دقيقة من وقتي، ورزقني الله عزوجل بزوج صالح كنت أتنقل معه في كل الميادين وتعلمت منه الشيء الكثير فأسأل الله عزوجل أن يوفقكم وأن يسدد خطاكم في هذه المرحلة وأن تكونوا خير خلف لخير سلف إن شاء الله".

وفي رسالة وجهتها لزوجات الشهداء والأسرى: "إلى الزوجة الصابرة والأم الرؤوم التي لم تكل ولم تمل في كل المواقف دعمًا لأبنائها، هي التي جعلتكم اليوم تقفون فخورين بنجاحكم وتفوقكم في الثانوية العامة فأسأل الله عزوجل أن يجزى أمهاتنا عنا كل الخير، وأشارت إلى دور مؤسسة مهجة القدس فيما تقدمه لعوائل الشهداء والأسرى، موجهة رسالة كان دائمًا الشيخ خضر يرددها أنا أفتخر أن في حركة الجهاد الإسلامي مؤسسة كمؤسسة مهجة القدس".

فيما عبر الطالب المتفوق حسني الخطيب نجل الشهيد المجاهد في سرايا القدس عمر عرفات محمد شفيق الخطيب، عن سعادته بالتفوق والنجاح الذي حققه إلى جانب كافة أبناء الطلبة.

وقال الخطيب في كلمة نيابة عن الطلبة أبناء الشهداء: "نشكر الإخوة في حركة الجهاد الإسلامي الذين كانوا على العهد وكانوا الأوفياء لوصية الشهداء، فلم يتركونا في منتصف الطريق بل حفظوا الوصية وكانوا نعم السند ونعم الأهل، فهم أهل الوفاء، حفظهم الله ورعاهم، ولا ننسى أمهاتنا اللواتي سهرن الليالي تلو الليالي بكل دعواتهن لنا؛ لتحقيق ما نصبوا إليه، فشكرًا جزيلًا لهن، ولأرواح آبائنا الشهداء أزكى التحية والسلام".

وأضاف الخطيب: "آبائنا الشهداء يعجز اللسان عن النّطق والتعبير عن مدى ألمنا ووجعنا على فراقكم وبُعدكم، لكنكم ستبقوا حاضرين بيننا وسندعو لكَم ما حيينا بأن يتقبلّكم الله في جناته، ونجاحنا اليوم يؤكد على حفظنا لوصاياكم وعهدنا معكم، واليوم في هذا الحفل الذي حمل اسم الشهيد الشيخ خضر عدنان الذي أوصى أحرار العالم في وصيته: "لا تيأسوا، فمهما فعل المحتلون، وتطاولوا في احتلالهم وظلمهم، وغيهم، فنصر الله قريب، ووعده لعباده بالنصر والتمكين أقرب" هذا هو عزاؤنا أن نصر الله قريب".

وتخلل الحفل عدة فقرات إنشادية، وتم اختتامه بتوزيع دروع تكريم بالإضافة إلى هدية نقدية على الناجحين من ذوي الشهداء والأسرى.

يذكر أن هذا الحفل هو الثامن على التوالي الذي تقيمه مؤسسة مهجة القدس لتكريم أبناء شهداء وأسرى حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة الناجحين في الثانوية وسمي هذا العام بفوج الشهيد الشيخ خضر عدنان، تكريماً لصموده وصلابته في مواجهة الاحتلال التي انتهت بارتقائه شهيداً.