أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، القائد زياد النخالة، أن الحركة حسمت خيارها بعدم الذهاب إلى لقاء "الأمناء العامين" المزمع عقده نهاية الشهر الجاري في القاهرة، حتى الإفراج عن المعتقلين السياسيين من سجون السلطة الفلسطينية.
وشدد القائد النخالة، في تصريحات تلفزيونية لقناة الغد، تابعتها "شمس نيوز"، على أن السلطة الفلسطينية مستمرة في الاعتقالات السياسية، وأن هذه الاعتقالات تخدم العدو الإسرائيلي.
وقال: "إن رسالة السلطة من الاعتقالات السياسية مفهومة ومفادها أنها لا تريد موقفاَ فلسطينياً مشرفاً يواجه الاحتلال، وتحاول القول للعدو إنها هي من تتحكم في الضفة".
وأضاف: "أفهم أن هناك خطوات مرتبة لإخراج موقف سياسي واحد من قبل السلطة، والرأي العام الفلسطيني يرفض سياسة الاعتقال وسياسات السلطة".
وأكد القائد النخالة أن اجتماع "الأمناء العامين" لا جدوى منه، ولم يتم التحضير أو وضع أجندة عمل له، متوقعاً فشله كونه لا يحمل عوامل إيجابية، كما توقع عدم ذهاب بعض الفصائل إلى هذا اللقاء.
ونبَّه إلى أن هذا الاجتماع يتمركز حول لقاءات ثنائية بين بعض الأطراف في القاهرة، وفي نهايته يلقي رئيس السلطة محمود عباس كلمة، دون تحقيق أي جديد.
وأشار إلى أن هناك جهوداً كبيرة تبذل من أجل التوصل إلى حلول تقوم بها شخصيات فصائلية مختلفة وبعض الإخوة في حركة فتح، لافتاً إلى أن "ربما هناك وجود لمبادرات وحل وسط لإخراج عدد من السجناء قبل لقاء الأمناء العاميين".
وقال القائد النخالة:"تواصل معي رئيس المخابرات الفلسطينية ماجد فرج ولا أشعر أن لديه جديداً، حيث جاء الاتصال نتيجة تواصل مع الأشقاء المصريين لإيجاد صيغة للحل.
وتابع: "قلتُ لماجد فرج إننا نريد الإفراج عن المعتقلين كافة ومنهم معتقلو الجهاد الإسلامي"، مجدداً تأكيده على أن الحركة موقفها واضح ولا تُفشِل أي لقاء، وهي مع الوحدة الفلسطينية.
وأكد أمين عام الجهاد الإسلامي أن هناك 3 تيارات، هي: تيار السلطة الذي يؤمن بالمفاوضات فقط، وتياراً آخرَ ضد اتفاق أوسلو بالمطلق ويؤمن ان لا حل مع العدو، والتيار الثالث هو تيار براغماتي يكون مفهوماً أحياناً وغير مفهوم أحياناً أخرى.
وحول تصاعد العمل المقاوم في الضفة، لفت القائد النخالة إلى أن المشهد الفلسطيني المقاوم في الضفة يعكس إرادة وقوة الشعب الفلسطيني والمقاومة، وعلى وجه التحديد حركة الجهاد الإسلامي، مشيراً إلى أن هناك انطباعاً إيجابياً لدى الشعب الفلسطيني بعد تصدي المقاومة في الضفة لجيش الاحتلال وعدوانه.
وشدد على أن الشعب الفلسطيني لديه قناعة بأنه لا جدوى من المفاوضات والتعاون مع الاحتلال ويؤمن بالمقاومة، "ولم تعد تنطلي عليه البروباغاندا حول المشروع السياسي في ظل وجود الاحتلال".
وقال: "لا أبالغ بقوة المقاومة في الميدان، لكن أستطيع أن أرى مشهد إرادة الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال".
وبيَّن أن السلطة تمارس نفس السلوك الذي تمارسه قوات الاحتلال، ولم نرَ شيئاً من مشروعها، وبرنامجها هو إنهاء إرادة الشعب الفلسطيني.
وحول زيارة رئيس السلطة إلى جنين، أوضح القائد النخالة: "جرى التنسيق مع كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس والمقاومة في جنين قبيل زيارة الرئيس عباس، ونحن مقتنعون أن الخلاف الفلسطيني يخدم الاحتلال".
ونفي أن يكون أبو مازن بحاجة لإذن من حركة الجهاد الإسلامي لزيارة جنين، مؤكداً أن الحركة كانت معنية بإنجاح زيارته.
وجدد القائد النخالة تأكيد على وحدة المقاومة في الضفة، مشيراً إلى أن "وحدة الميدان في الضفة أكثر من الغرفة المشتركة، وهي تتجاوز الخلاف السياسية كلها.
ونبّه إلى أن سرايا القدس تتقاسم السلاح والطعام مع الفصائل، و"عندما طرحنا وحدة الساحات الهدف الأساسي كان وحدة الساحة الفلسطيني، ورسالة وحدة الساحات أن الشعب الفلسطيني موحد في كل أماكن تواجده".
وأوضح أن حكومة الاحتلال أغلبها متطرفون يؤمنون بالأرض الكاملة للاحتلال، وأن الخطاب الصهيوني اليوم وضع الفلسطينيين أمام ثلاث خيارات: إما التعايش، أو الرحيل، أو القتل.
وعن حزب الله، قال القائد النخالة إن "الجميع يعمل على أن تعمل المقاومة الفلسطينية مع اللبنانية، وكافة قوى المقاومة في المنطقة للعمل سوياً، ولدي تقدير أنه إذا كانت هناك تطورات في فلسطين فإن حزب الله سيكون جزءاً من المعركة".
وشدد على أن هناك متابعة لما يجري في جنين، وأن الحركة لمست استعداداً من حماس وحزب الله للدخول في المعركة حال استدعى ذلك.
وأضاف: "حزب الله في أكثر من معركة مع الاحتلال كان جزءاً، ولو بشكل فني وتقني ومعلوماتي، وأن المراقب لحزب الله يجد أنه أحياناً يكون فلسطينياً أكثر من الفلسطينيين".
وأكد أن التعاون واللقاء مع حزب الله مفتوح منذ سنوات طويلة، وهو ليس فقط مع الجهاد الإسلامي وحدها، مشيراً إلى أن الفلسطيني لن يكون بعيداً عن القتال إلى جانب حزب الله في حال تعرض لبنان لحرب من الاحتلال.
وبيَّن أن الاحتلال خلال معركتي وحدة الساحات وثأر الأحرار روَّج أنه يخوض المعركة ضد الجهاد الإسلامي، مؤكداً أن حركة الجهاد خاضت هذه المعركتين وحيدة بالكامل بإمكانياتها ومقاتليها ودفعت ثمناً غالياً بفقدان بعض قادتها وجنودها وأبناء الشعب الفلسطيني، لصد العدوان.
