تُوفي المواطن شادي أبو قوطة (48 عاماً)، من مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، اليوم الخميس، إثر انهيار حائط عليه أثناء قيام جرافات بلدية المحافظة بإزالة "تعديات" غربي المحافظة.
وأكد شهود عيان أن طاقماً من بلدية خانيونس مصحوباً بجرافة وأفراداً من الشرطة، توجهوا لمنزل قوطة في شارع العقاد بمعسكر خان يونس لإزالة ما وصفوه بـ"التعديات"، على الرغم من انتزاع الفقيد قبل أيام قراراً من المحكمة بوقف أعمال البلدية في بيته.
موقف عائلي صارم
وحمَّلت عائلة أبو قوطة في محافظة خان يونس، بلديةَ خان يونس المسؤولية الكاملة عن وفاة ابنها (شادي)، جراء قيام جرافات البلدية بهدم جدار عليه، بالرغم من قرار المحكمة.
وأكد الدكتور عز الدين أبو قوطة، وهو شقيق الفقيد شادي، أن لدى شقيقه قراراً من المحكمة صدر منتصف الشهر الجاري 15/7 يقضي بوقف طواقم البلدية إزالة "التعديات" حتى موعد البت في القضية خلال جلسة أخرى.
وأشار إلى أن شقيقه حاول التفاهم مع طواقم البلدية والشرطة، لإخراج حاجياته الموجودة في منزله لتنفيذ أمر الهدم، ولكنهم لم يمهلوه وقتاُ لذلك، فسقطت الجدار عليه.
ونعت عشيرة السطرية وعائلة أبو قوطة، ابنها "المغدور شادي عطية عبد الحميد أبو قوطة، الذي قتل غدراً على يد بلدية خانيونس وشرطتها، وذلك بهدم الجدار الخارجي لمنزله عليه، حيث قام سائق الجرافة وبمرافقة عنصرين من شرطة البلدية بالبدء في عملية الهدم؛ وأثناء ذلك تم دفع ابننا المغدور من الشرطة وإسقاطه على الأرض وإكمال الهدم عليه".
وأكدت العشيرة أنها "لن تدفن جثمان القتيل المرحوم شادي حتى الانتهاء من إجراءات التحقيق في الحادث والقصاص".
وأشارت العشيرة إلى أنها تفاجأت بقيام الجهات الأمنية باستدعاء واعتقال عدد من أبناء العشيرة "دون أدنى حق وبدون مبرر، بدلاً من مواساتنا في مصابنا الجلل وتحمل مسؤولية الحدث".
ودعت جميع الجهات المعنية إلى تحمل مسؤولياتها حفاظاً على السلم الأهلي والمجتمعي.
استقالة رئيس البلدية
بدوره، أعلن رئيس بلدية خان يونس علاء البطة، استقالته واستقالة المجلس البلدي لبلدية خانيونس، بعد وفاة المواطن شادي أبو قوطة (48عاماً) جراء حملة إزالة "تعديات" غربي المدينة.
وقال البطة في تصريح صحفي: "تحملاً للمسؤولية أمام هذا الحادث الأليم، أعلن استقالتي واستقالة المجلس البلدي لبلدية خانيونس".
إدانات فصائلية وحكومية
من جهتها، أعربت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، عن إدانتها واستنكارها لهذا الحدث الذي أودى بحياة المواطن / شادي أبو قوطة، مطالبةً بمحاسبة كافة المتسببين بهذا الحادث المأساوي الأليم.
وأكدت الحركة، في بيان صحفي، أن هذا الحادث الأليم والمؤسف يُعَبِّر عن عدم المسؤولية والاستهتار الفظ خلال قيام موظفي البلدية بتنفيذ الاجراءات في محافظة خانيونس .
وشددت الحركة، على أن المحاسبة والعقاب هنا أشد رادع وأهم ضمان لعدم تكرار مثل هذه الحوادث التي تمس أرواح الناس وممتلكاتهم وأرزاقهم.
ودعت البلديات ومختلف الدوائر والأجهزة الحكومية إلى مراعاة ظروف المواطنين وأحوالهم، وإلى الرفق بالناس أثناء تأدية مهام عملهم، وعدم مضاعفة معاناة المواطنين الناجمة عن الحصار والعدوان الإسرائيلي
وتقدمت ببالغ مشاعر الحزن والألم وخالص التعازي لعموم عائلة أبو قوطة ولذوي الفقيد المرحوم شادي عطية عبد الحميد أبو قوطة الذي توفي إثر الحادث الأليم.
من ناحيتها، حمَّلت حركة حماس بلدية خانيونس كامل المسئولية عما حدث، مشيرةً إلى أنه لا يوجد أي مبرر لهذا السلوك غير المسئول.
وأكدت حماس أن وزارة الحكم المحلي، وبلدية خانيونس يجب أن تتحمل مسئوليتها الكاملة والتامة تجاه ما حدث، وعلى كل مسئول عن هذا الحادث المستنكر المبادرة إلي تحمل مسئوليته فوراً.
وطالبت الحركة بتشكيل لجنة تحقيق حكومية فوراً، موضحةً أنها ستواصل متابعة كل التفاصيل مع الجهات الرسمية إحقاقاً للحق، "ولن نسمح مطلقاً بهذه التجاوزات مهما كانت المخالفات القانونية هنا وهناك."
بدورها، أعلنت لجنة العمل الحكومي بغزة تشكيل لجنة تحقيق في الحادث من الجهات ذات العلاقة، على أن تختتم أعمالها وترفع توصياتها خلال 72 ساعة.
وبيَّنت لجنة العمل الحكومي أنها أوعزت لوزارة الحكم المحلي بتشكيل لجنة لتسيير أعمال البلدية لحين انتهاء التحقيق.
استنكار شعبي واسع
وشهدت منصات التواصل الاجتماعي، حالةً من الحزن والاستياء الشديد، حيث شارك مئات المواطنين بتغريدات ترفض الاعتداء على أرواح المواطنين مهما كانت الأسباب.
وعلَّق الإعلامي ومراسل قناة الميادين الفضائية في غزة، أكرم دلول، فكتب: "حياة المسلم أهم من هدم الكعبة مش إزالة شوية تعديات!، كفى إستهتاراً بحياة الناس".
بدوره، الإعلامي ومراسل قناة فلسطين اليوم الفضائية في غزة، أشرف السراج، كتب مُلمِّحاً حول الحادثة، قائلاً: "المُواطِنُونَ والأَرْصِفَةُ يَعْرِفُونَ جَيِّداً أنَّ الذي يُداسُ لَيْسَ بالضَّرُورَةِ أَنْ يَكُونَ شَارِعاً".
وأضاف: "كل شيء في غزة غالي، إلا أرواح الناس".
أما الإعلامي في قناة القدس اليوم، عماد دلول، علَّق على الحادثة: "نعيش في مستنقع من الظلم ونحاط بثلة من الفاسدين الذين يبررون أفعالهم وظلمهم بآيات من القرآن"
أما مؤمن الناطور، فرأى وجوب "إخضاع جميع أعضاء المجلس البلدي للتحقيق الكامل في قضية التعديات وإزالتها وقياس جدوى القيام بهذه الإجراءات في هذا التوقيت"، مُنبِّهاً إلى "ضرورة عقد انتخابات المجالس البلدية بدون أي تدخل من أي طرف".
بدوره، وصف الإعلامي والمذيع الفلسطيني، أحمد سعيد، هدم سور على رأس صاحبه في خانيونس ما أدى لوفاته، بالجريمة"، "مطالباً بتشكيل لجنة مستقلة لا علاقة للحكومة بها لمحاسبة رئيس البلدية ومجلسها" -على حد تعبيره-.
واتفق أستاذ الإعلام في جامعة دمشق، الدكتور عوض أبو دقة، مع ما طرحه الإعلامي سعيد، إذ طالب "كل جهات الاختصاص الحكومية التي تسببت في وفاة المواطن شادي أبو قوطة بأن تتحمل كامل المسؤولية عن هذا الحادث، وتتقدم باستقالتها وتحديداً (رئيس البلدية، رئيس سلطة الأراضي الحكومية، مسؤول شرطة محافظة خان يونس).
أما الإعلامي، إبراهيم إبراهيم، فاكتفى بالقول: " بلد واقعة"
من جهته، كتب الإعلامي في قناة الكوفية جمعة أبو شومر، متهمكاً: "الجدار قتل صاحبه، الجدار هو المجرم، والجدار مات مع الضحية.. رفعت الجلسة".
وإليكم أبرز التغريدات التي وردت في هذا الصدد.