قائمة الموقع

مخرجات لقاء العلمين.. تمخض الأسد فولد قهرا

2023-08-01T12:55:00+03:00
خالد صادق
بقلم:  خالد صادق

رفضت حركتا حماس والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين البيان الختامي لحوار العلمين, والذي صاغه رئيس السلطة وفق رؤيته الخاصة والتي لا يراها الا هو ومجموعة من المتنفذين ممن يحومون حوله, فتحول البيان الختامي للحوار الى بيان رئاسي لا يعبر عن موقف كل المجتمع, انما يعبر عن موقف السلطة, وتلك الفصائل «المجهرية» التي لا ترى بالعين المجردة, والتي تمارس السياسة للارتزاق والكسب والوجاهة, وكأن القضية الفلسطينية تحتاج الى أمثال هؤلاء, القضية المثقلة بأعتي احتلال موجود على وجه الأرض, احتلال ترعاه وتدعمه وتغذيه كل قوى الشر حول العالم, وعلى رأسهم الإدارة الامريكية التي تعتبر «إسرائيل» جزءاً من ولاياتها الامريكية, واما كل هذا التغول على القضية الفلسطينية, نحتاج نحن الفلسطينيين الى فعل حقيقي, ومقاومة ثورية قادرة على تخطي العقبات, واناس مخلصين يعلمون جيدا انهم مشاريع شهادة, ويحملون ارواحهم على اكفهم, ويتقدمون صفوف الجماهير دفاعا عن قضيتهم وارضهم ومقدساتهم, لا نريد فصائل تهز الرؤوس, وتنصر الباطل على الحق, وتنشد السلامة من الجميع على حساب الشعب وقضيته وحقوقه, انتهى اجتماع العلمين كما كان متوقعا بصفر كبير, ولم يستِفد منه الا رئيس السلطة محمود عباس, الذي أراد ان يثبت شيئين:

 

الأول انه لا زال يفرض سلطته وسطوته على المدن والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، بعد ان اتهمته «إسرائيل» بالضعف، وفقدان السيطرة على المدن والمخيمات والبلدات الفلسطينية وتحديدا في شمال الضفة نابلس وجنين وطولكرم، فكانت زيارته «المخادعة» لجنين بعد ان استأذن مقاومتها، وتعهد بالإفراج عن المعتقلين السياسيين لدى أجهزته الأمنية، فدخل المخيم وسط حراسات امنية مشددة وكثيفة، والتقط الصورة، وصدرها للإدارة الامريكية والمجتمع الدولي والاحتلال، انه لا زال يتحكم بالساحة الفلسطينية ويسيطر عليها.

 

الثاني انه لا زال هو الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني, ولا احد ينازعه في هذا الامر، وانه من يتخذ القرار ويحدد السياسات, ويدير الدفة وفق قناعاته ونهجه التسووي الذي يسلكه ويجبر الجميع على تبنيه, وتحديده للسياسات العامة التي ينتهجها وذلك بالتأكيد على قرارات الشرعية الدولية, واعتماد المقاومة السلمية كخيار استراتيجي لا بديل عنه, واحترام قرارات ومسلكيات المنظمة التي اعتمدت مسار السلام والتسوية ووقعت على اتفاقيات لا يمكن ان تتحلل منها, والتأكيد على ان منظمة التحرير الفلسطينية التي هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني, وهذا تحصل عليه محمود عباس باجتماعه بالفصائل الفلسطينية في لقاء العلمين, والتقط الصورة «المرجوة» التي تجمعه بقادة الفصائل, رئيس حركة حماس إسماعيل هنية على يمينه, وبجواره ممثل الجبهة الشعبية جميل مزهر, وعلى يساره نائب امين عام الجبهة الديمقراطية فهد سليمان, وبقية الفصائل المشاركة في الحوار تلتف حوله, وتمنحه الشرعية التي يتشكك بها الجميع الا الفصائل الفلسطينية. 

 

تمخض الأسد فولد قهرا, نتائج الاجتماع مخيبه للآمال, كنا نعلمها جيدا, فقد حقق فيه رئيس السلطة محمود عباس مبتغاه, وسيخرج منه بجوله في المنطقة وحول العالم ليتباهى بنتائج هذا الحوار, ويبدو ان محمود عباس كان يقصد تجنب حضور الجهاد الإسلامي لهذا اللقاء, من خلال رفض اطلاق سراح المعتقلين السياسيين للحركة, لأنه كان يدرك ان الجهاد قد تعكر صفو الصورة, وتخرج من المشهد وتشكك في نتائج الاجتماع, لأنه كان يعلم يقينا ان الجهاد الإسلامي لن يكون جزءا من سياسة السلطة التي يقرها ويروج لها محمود عباس, لكن الجهاد الإسلامي أيضا خاض اللعبة السياسية التي نسجها محمود عباس بوعي كبير, حيث ان قرار عدم المشاركة انتقص من صورة الاجماع الوطني التي كان ينشدها رئيس السلطة, كما ان غياب الجهاد عن الاجتماع دفع فصائل أخرى منخرطة في منظمة التحرير الى عدم المشاركة في الحوار, وهذا مكسب للجهاد الإسلامي التي باتت تشكل جبهة مناهضة لسياسة الاستسلام حتى داخل المنظمة نفسها التي يرأسها محمود عباس, وهذا يمثل اختراقاً للجهاد الإسلامي لسياسة المنظمة التي أراد ان يقررها رئيسها محمود عباس, وباتت حركة الجهاد الاسلامي ترسخ لمبدأ المقاومة كخيار استراتيجي لا بديل عنه, في مواجهة خيار السلطة الاستسلامي الانهزامي المعهود, كما ان الجهاد الإسلامي كسب احترام الحاضنة الشعبية حيث رفض المشاركة في هذه المسرحية الهزلية,  مع تفهمنا الكامل لرغبة المشاركين في حوار العلمين ومبرراتهم لهذه المشاركة, وبالمجمل نستطيع  القول ان الحوار في العلمين انتهى بصفر كبير, وان نتائجه لم تلب طموحات وامال شعبنا الفلسطيني, حتى موضوع المعتقلين السياسيين لدى أجهزة امن السلطة لم يتم مناقشته, ورفض رئيس السلطة ان يفتح هذا الملف, وهو موقف ينم عن طبيعة «المرجو عباسيا» من هذا الاجتماع, وقد تحصل عليه بالفعل, ومارس سياسة التسويف والمماطلة كالمعتاد, من خلال تشكيل لجنة لمتابعة مخرجات الاجتماع التي لم نعرف بعد ما هي, وفي العموم نستطيع القول ان الفصائل الفلسطينية دائما ما تقدم طوق النجاة لرئيس السلطة على حساب حقوقها وحقوق الشعب الفلسطيني, واصبح أي حوار بين الفصائل والسلطة ينتهي دائما لصالح الرئيس محمود عباس, واللقاءات تأخذ الطابع البروتوكولي البحت, لأنه ليس لدى محمود عباس ما يقدمه لهم, فهو يرفض مبدأ الشراكة والحوار معها, فهل تعيد الفصائل الفلسطينية تقييمها للقاءات الحوار, ام ستبقى مشاركة فيها بلا قيد او شرط؟!. 

وأخيرا هاني شخصية على الفيسبوك لا اعرفها كتب « على صورة المجتمعين في العلمين» كل مرة نبتسم امام الآهات» اجيبوه يرحمكم الله.

اخبار ذات صلة