إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بدمائهم الطاهرة، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس. 
 
كان مخيم بلاطة بمحافظة نابلس على موعد مع فارسه رائد علي أبو العدس بتاريخ 24 يناير 1979م، وسط عائلة كريمة من عوائل فلسطين التي عانت مرارة وقسوة التهجير القسري، حيث تعود أصولها إلى مدينة يافا المحتلة، وتلقــى فارسنا رائــد تعليمــه، ثــم التحــق بمعهــد وكالــة الغــوث ليتخــرج منــه بدبلــوم في مهنــة صناعــة الألمونيــوم. 
 
بدأ فارسنا مشواره الجهادي مبكرًا ومنذ صغر سنه، شارك في فعاليات "انتفاضة الحجارة" ورشق قوات الاحتلال بالحجارة والزجاجات الحارقة، ومع انطلاقة انتفاضة الأقصى المباركة عام 2000م، التحق بصفوف سرايا القدس وأصبح أحد أبرز مجاهديها، وقد تعرض للاعتقال وأمضى 4 سنوات في سجون الاحتلال. 
 
مع بدء عملية السور الواقي عام 2002م، شارك فارسنا في التصدي للعملية وصد التوغل الذي تعرض له مخيم بلاطة خلال تلك الفترة، وعلى إثر ذلك أصبح من المطلوبين لقوات الاحتلال وتعرض منزله لأكثر من مرة للمداهمة في محاولة لاعتقاله واغتياله لكن الاحتلال كان فشل في الوصول إليه. 
 
شهيداً على طريق القدس 
 
بتاريخ 2 أغسطس عام 2007م، حــاصرت قــوة صهيونيــة خاصــة أحد المنازل في البلدة القديمة، حيث كان يتواجد القائد رائد أبو العدس واندلعت اشتباكات حيث رفض تسليم نفسه للقوات المتوغلة وبعد معركة بطولية تمكن جنود الاحتلال من اغتياله بعد إطلاق صليات من الرصاص صوب جسده الطاهر ليرتقي شهيدًا مقبلاً غير مدبر، حيث خرجت جماهير مدينة نابلس في موكب وداع القائد مجددة عهدها للمقاومة.