حذَّر الخبير في الاستيطان ومدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية في القدس خليل تفكجي، من أن الاحتلال الإسرائيلي يسير في مخطط خطير يهدف لتطبيق القبضة الدينية في الأماكن المقدسة لأسباب سياسية، باستخدام النواحي الدينية.

وقال تفكجي لـ"شمس نيوز": إن "قضية جلب الاحتلال للبقرات الحُمر، والسعي لبناء الهيكل المزعوم مكان قبل الصخرة، يهدف للتأكيد على أن القدس عاصمة لدولة واحدة وهير غير قابلة للتقسيم وهي القلب والرأس للشعب اليهودي".

وأضاف "يستخدم الاحتلال كل ما يتعلق بقضية التوراة ووجود اليهود والأسطورة اليهودية، للوصول لهدفه الاستراتيجي وهو إقامة الهيكل مكان قبة الصخرة".

وأشار تفكجي إلى أن الاحتلال أرسل بهذا المخطط رسائل عدة، الأولى للأردن والتي تملك الوصاية على الأماكن المقدسة، والرسالة الثانية استهدفت العاهل المغربي محمد السادس رئيس لجنة القدس.

وأما الرسالة الثالثة، كما يشير، استهدفت السلطة الفلسطينية، ليقول إنه لا يوجد دولة فلسطينية عاصمتها القدس وفي مركزها أماكن مقدسة.

وذكر تفكجي أن الاحتلال الإسرائيلي لا يلتفت للقوانين الدولية، إذ يريد أن يرى من خلال رسائله ردات الفعل، موضحاً أن ردود الفعل كانت باهتة ودون المطلوب، ما يعني أن الدول الإسلامية والعربية غير معنية في هذه القضية، الأمر الذي يشجع الاحتلال على الإقدام خطوة للأمام بمشروع إقامة مخططاتهم وهيكلهم المزعوم.

وحول التقسيم الزماني والمكاني، بيَّن الخبير في الاستيطان أن التقسيم الزماني انتهى منه الاحتلال منذ زمن، ويهدف اليوم لإنهاء التقسيم المكاني بإزالة قبة الصخرة ووضع الهيكل مكانها، حيث نشهد سيطرة على الأماكن الدينة الإسلامية وليس تقسيما.

ولفت إلى أن الظروف غير مواتية لهبة شعبية، لأن الاحتلال طبع مع الكثير من الدول العربية والإسلامية، والتي لم نشهد فيها أي مظاهرة احتجاج ورفض لما يحدث إزاء الأقصى. 

وأفادت وسائل إعلام عبرية، في تقارير لها قبل أيام عدة، بأن مدير عام وزارة شؤون القدس في حكومة الاحتلال أشرف مباشرة على جلب 5 أبقار حمراء قبل أسابيع، حيث تم استيرادها من أميركا ونقلت "لإسرائيل" عبر طائرة، وذلك تمهيدا لحرقها على جبل الزيتون المقابل للمسجد الأقصى إيذاناً ببدء طقوس إقامة "الهيكل الثالث" المزعوم.

ورصدت حكومة الاحتلال ميزانيات لجمعيات استيطانية التي تنشط في تمويل مشروع "البقرة الحمراء" الذي يهدف إلى بناء "الهيكل" المزعوم مكان مسجد قبة الصخرة في باحات الحرم القدسي الشريف، علما أن الميزانيات الأولية المرصودة تقدر بعشرات ملايين الشواكل.

يأتي مشروع "البقرة الحمراء" بحسب المعلومات التي كشفتها جمعية "عير عميم" في تحقيقها، بتنظيم وإشراف من "معهد بناء الهيكل"، الذي يستثمر الجهود والأموال الكثيرة للعثور على "البقرة الحمراء" والتي من خلالها سيتم تنفيذ بعض الطقوس الضرورية لبناء وإقامة "الهيكل" المزعوم، ويأتي ذلك بالتعاون الوثيق مع منظمة "بناء إسرائيل" بهذا الغرض قبل عامين.