من جديد أعاد جهاز الأمن التابع لسرايا القدس، اختراق المنظومة الأمنية للاحتلال، مسجلًا نجاحات كبيرة في تضليل عناصر الشاباك، الذين يعملون ليل نهار على استهداف المقاومة، معلنين فشل استراتيجية المَنْع وما تُسمِّيه "إسرائيل" (المعركة بين الحروب).
الجهد الأمني لجهاز أمن سرايا القدس، الذي كشفه وثائقي "بيت العنكبوت (2)" بُنِيَ على أساس الخِدعة والفطنة للخديعة المُضادَّة، عبر التجنيد والاختراق والاستفادة منه في تمرير معلومات مغلوطة إلى العدو وإرباك معلوماته.
وعرض الإعلام الحربي لسرايا القدس، الليلة الماضية، فيلمًا وثائقيًا بعنوان "بيت العنكبوت (2)"، حمل اسم "وهم من غبار" أظهرت خلاله تمكن جهاز الأمن من اختراق المنظومة الأمنية للاحتلال، والتعرف على عدد من طرق التشغيل التي يتبعها ضباط الشاباك والموساد في محاولات الإيقاع بالشباب الفلسطيني.
القدرة على التحكم بالمعلومات
الكاتب والمحلل السياسي ياسر الخواجا، أشار إلى أن وثائقي "بيت العنكبوت (2)"، وما ظهر به يدلل بشكل كبير على القدرة العالية التي يتمتع بها جهاز أمن سرايا القدس في كيفية إدارة عملية الاختراق للمنظومة الأمنية الإسرائيلية بما فيها منظومة التجنيد ومنظومة إدارة عمل العملاء داخل جهاز الشاباك، بالإضافة إلى تسجيل نجاحات كثيرة وكبيرة فى تضليل عناصره.
وقال الخواجا: "إن ما قام به طاقم سرايا القدس الأمني من المناورة، والاستدراج لضباط المخابرات الإسرائيلية، وتوجيه المجندين باستخدام أساليب وتعليمات مضللة، دفعت ضباط الشاباك للتعاطي معها، والكشف عن معلومات أمنية حساسة وجلب معلومات أمنية حساسة، أظهر قدرة عالية لسرايا القدس في إدارة معركة صراع العقول والأدمغة".
وأشار إلى أن الوثائقي أظهر القدرة على الضبط والسيطرة، والتحكم في عملية إدارة معركة ملف التجنيد، وفق خطط أمنية متطورة، ومدروسة تفوقت فيها على العقلية الأمنية الإسرائيلية.
وأضاف الخواجا "هذا ساعد بشكل كبير على تحقيق اختراق أمني كبير، إضافة إلى ما تم كشفه من الأساليب والطرق المتنوعة والجديدة، التي لم يكن معمولاً بها في السابق عند جهاز الشاباك، وهذا يعد انتصاراً إضافياً لأمن سرايا القدس".
وذكر أن قدرة الطاقم الأمني لسرايا القدس على اختراق ثلاث مجموعات لضباط التجنيد، يدلل على نجاح مبهر ومميز على المستوى الأمني، أمام ضباط الشاباك المتمرسين والمدربين على أعلى مستوى وخصوصاً في ملف التجنيد وإدارته.
وتابع "وثائقي بيت العنكبوت (٢) يعطينا مؤشراً عالياً لمدى تطور العمل الأمني المتقدم للسرايا، ويبيِّن كيف أن عملية صراع الأدمغة باتت من أهم الأسلحة لدى سرايا القدس في مسيرتها المقاومة، وتحقق بذلك الجهد الأمني قفزات وإنجازات أمنية كبيرة، إضافة إلى أنها تسير وفق عملية تصاعدية متميزة فى هذا الجانب".
وأكمل خواجا "هناك جهد استخباراتي عال، وأساليب أمنية معقدة انتهجتها السرايا تدلل على امتلاك القدرة على الخداع، وتبني الحيلة المضادة في مواجهة ضباط الشاباك عبر عملية الاختراق للمجندين، من خلال تزويدهم بمعلومات مزيفة تضلل المسارات الأمنية لديهم، وتدفعهم لاستنتاجات خاطئة، وهذا الأمر يعد فطنة عالية في إدارة المعركة الأمنية عند السرايا، والتي من خلالها استطاعت كشف نقاط قوة العدو ونقاط ضعفه".
عملية تراكمية
يشير الخواجا إلى أن العمل الأمني والاستخباراتي لدى السرايا أصبح عملية تراكمية يمكن البناء عليها، مكملًا "هذا يؤهلها ليكون لها باع واسع وتجربة غنية على أساس معرفي واعي يجعل منها دائمة اليقظة الأمنية ودائمة الاستعداد، ويكون لديها استشعار وإنذار أمني مسبق تجنبها عمليات التضليل أو المباغتة.
وأردف "هذه المادة الأمنية التي قدمتها سرايا القدس بمثابة حرب نفسية تأتي في سياق الحرب المفتوحة للصراع مع العدو، تشعره من خلالها بحالة انكشاف للأساليب والخطط الأمنية التي تستهدف قادة ومقدرات المقاومة".
وزاد الخواجا بالقول "من خلال ما شاهدناه هناك استهداف واضح ومركز لعناصر سرايا القدس على الصعيد الأمني من خلال استهداف الضابط المحوري، لستة مجاهدين يعملون في صفوفها".
وفق ما يرى فإن هذا يدلل على حالة الوعى الأمني واستكمال المهمة من خلال العناصر وبإشراف من جهاز أمن السرايا، والتعامل مع هذا الحدث بكل جدية ووعى، شكل من سرايا القدس ندا امنيا لهذا العدو، وحقق انجازا مهما على صعيد الاختراق وجمع المعلومات ومعرفة كل جديد من الأساليب المتبعة لضباط الشاباك في عملية إدارة العملاء، وجمع المعلومات عن المقاومين.
غيض من فيض
من ناحيته الكاتب والمختص الأمني خليل القصاص أشار إلى أن ما تم عرضه في وثائقي "بيت العنكبوت" من ضربات أمنية مُعقدة ومُركزة ومُحكمة هو حصيلة سنوات من العمل المتواصل في الخفاء ضد أجهزة الأمن الصهيونية، وهو غَيض من فيض مما سَمحت بنشره قيادة سرايا القدس.
وقال القصاص: "ما كشفه وثائقي سرايا القدس يكشف التطور الكبير الذي وصلت إليه العقلية الأمنية للمقاومة وهشاشة وفشل المنظومة الأمنية الصهيونية".
وأضاف "الجهد الامني الذي كشفه وثائقي "بيت العنكبوت" بُنِيَ على أساس المُكر والحيلة والخِدعة والفطنة للخديعة المُضادَّة، عبر التجنيد والاختراق والاستفادة منه في تمرير معلومات مغلوطة إلى العدو وإرباك معلوماته".
وتابع القصاص "الصِراع الاستخباري هو صِراع الأذكياء الذين يعملون بشكلٍ دقيقٍ على إيهام العقول ودفعها إلى الخطأ في التقييم والاستنتاج، وكشف نقاط ضعف العدو وأسراره، وكذلك بكشف مُخطَّطات العدو وإفشالها".