خاضت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين معركة "وحدة الساحات" للتعبير عن وحدة فلسطين أرضاً وقضيةً ومقاومةً، وبهدف إحباط مشاريع "إسرائيل" الهادفة إلى التغوّل على ساحة دون أخرى، وكامتداد متين لمعركة "سيف القدس" التي خاضتها المقاومة الفلسطينية في أيار/مايو 2021 التي أوقفت "إسرائيل" عن تنظيم مسيرة الأعلام في باحات المسجد الأقصى، واستطاعت رسم قواعد اشتباك وفرض معادلة ردع كُسرت فيها صورة "إسرائيل" وهيبتها أمام العالم.
الخبير في الشأن العسكري والأمني عبدالله العقاد، يرى أن معركة وحدة الساحات جاءت امتداداً لمعركة سيف القدس، وكرست معادلة واضحة أن الوطن ساحة واحدة في مواجهة الاحتلال سواء في الضفة والقدس والداخل المحتل وغزة التي تقدمت في الفعل الثوري.
وقال العقاد لـ"شمس نيوز": إن " قطاع غزة أصبح قلعة للمقاومة والاستلهام الثوري للشعب الفلسطيني، بفعل مجاهديها الأبطال، الذين جعلوا الاحتلال يترقب رد المقاومة عقب سلسلة من العدوان".
وأضاف "الاحتلال بقي مترقباً رد المقاومة لأكثر من 4 أيام، إذ نجحت المقاومة في مشاغلته بعد من الاعتقالات، والتي تثبت كل يوم انها تستطيع كسر الاحتلال وفك طوقه، وهذا ما نجح به المقاومين في الضفة".
وبين أن الاحتلال بادر بغدره في استهداف قادة عظام من سرايا القدس، الأمر الذي كان يستوجب أن يكون هناك رد من المقاومة ولولا رد المقاومة القاسي الذي آلم الاحتلال، وقدرتها على أن تجابه هذا الغدر بما يجب.
وأشار إلى أن المقاومة في غزة ثبتت في أكثر من مرة أنها قادرة على الانتصار وقادرة على افشال مخططات الاحتلال، مشددا على أن فصيل واحد من المقاومة استطاع أن يواجه الاحتلال لوحده، إذ تعد هذه الاستراتيجية الجديدة في مواجهة الاحتلال.
وتابع: "استطاع المقاومون أن يشاغلوا الاحتلال بمستويات عدة؛ ليثبتوا للاحتلال أن المقاومة تستطيع أن تدير المعارك واستطاعت أن تشاغل الاحتلال بأسلوب جديد، إذ أرسلت رسائل نارية للاحتلال ولجبهته الداخلية والتي تعتبر الجبهة الرخوة والأضعف لدى الاحتلال".
وأوضح أن المطلوب من المقاومة إبقاء الاحتلال في حالة مشاغلة مستمرة، وألا تجعله ينعم بالراحة والأمان، وهذا ما يثبت جدية الثورة واستمرارها.
ورجح أنه إذا انكفئ الثوار عن الثورة ستكثر المشاغلة داخل الثورة، وفي استمرار الثورة والمشاغلة توحد جبهة المقاومة وتزداد حاضنتها، وهذا ما تجمع عليه قوى المقاومة، إذ استطاعت أن تخلق وحدة ميدانية قوية كسبيكة لا يمكن اختراقهم، سائلا الله الرحمة للشهداء والنصر للثوار والمجاهدين.
وخاضت سرايا القدس في 5 أغسطس 2022، معركة "وحدة الساحات"، ردًا على اغتيال قائد المنطقة الشمالية فيها تيسير الجعبري "أبو محمود"، وعدد من المجاهدين.
وأطلقت سرايا القدس خلال الخمسون ساعة من المعركة نحو 1000 صاروخ وقذيفة، ومع عصر الأحد (7/8) أطلق مجاهديها رشقة من 100 صاروخ دفعة واحدة باتجاه الأراضي المحتلة استهدفت بلدات بينها بئر السبع و"بلمحيم" وسديروت.
وذكرت السرايا، حينها، أنها قصفت كلّ مستوطنات "غلاف غزة" البالغ عددها 58 بشكل متزامن ما أدى الى انقطاع التيار الكهرباء عن 10 مستوطنات جراء سقوط صاروخ على الخط المشغل.
وأسفرت العدوان عن ارتقاء 49 شهيدًا بينهم 19 طفلاً و4 سيدات، فيما أصيب ما يزيد عن 360 مواطنًا بجروح متفاوتة منها خطرة وحالات بتر، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.