غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

تعزيزها أمرٌ في غاية الأهمية

"وحدة الساحات".. استراتيجية فلسطينية أفشلت مخططات العدو وأبرزت قوة المقاومة

صواريخ سرايا القدس4.jfif
شمس نيوز - مطر الزق

حققت معركة "وحدة الساحات" التي خاضتها "سرايا القدس" الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي انجازًا استراتيجيًا ميدانيًا مهمًا في مواجهة العدو الإسرائيلي، مفشلة استراتيجيته القائمة على تفكيك الساحات الفلسطينية لإضعاف الفعل المقاوم.

وأثبتت "وحدة الساحات" وفقًا لخبير عسكري لبناني وآخر سياسي أردني، مصداقية وصوابية فكر ونهج الجهاد الإسلامي، الذي جعلها في طليعة فصائل العمل المقاوم في فلسطين خلال السنوات الماضية، والعدو الفلسطيني الأول للاحتلال الإسرائيلي.

 

ميَّزت حركة الجهاد الإسلامي

وتعد معركة وحدة الساحات وفقًا للعميد المتقاعد والخبير العسكري اللبناني أمين حطيط واحدة من أهم الانجازات الاستراتيجية الميدانية التي تحققت في الصراع مع العدو الإسرائيلي، إذ أكدت على فعالية وحدة العمل المقاوم في جميع الساحات لمواجهة العدو.

وأوضح العميد حطيط لـ"شمس نيوز" أن نظرية "وحدة ساحات المواجهة" ميزت حركة الجهاد الإسلامي في الصراع مع العدو، ولقتنه هزيمة ذات بعد استراتيجي مهم جدًا، من خلال إبطال مفعول استراتيجية العدو الإسرائيلي التي حاول عبرها تفكيك الساحات الفلسطينية والتعامل مع كل ساحة لوحدها"، لافتًا إلى أن العدو لا يستطيع العمل في جميع الساحات مرة واحدة.

 

لا تبحث عن مكاسب أو منافع

وفيما يتعلق باستهداف حركة الجهاد الإسلامي خلال معركتي "وحدة الساحات وثأر الأحرار" أكد العميد حطيط، أن العدو يدرك تمامًا طبيعة الحركة ومنهجها وفكرها المقاوم، واستراتيجية خيارها لعملية التحرير وابتعادها عن المساومات السياسية والاقتصادية، قائلًا: "إن الجهاد الإسلامي لا تبحث عن منافع أو مكاسب أو سلطة أو الانخراط في مشروع أوسلوا فهي حركة تقتنع بأن المقاومة وحدها هي التي تحرر كامل تراب فلسطين".

ويعتقد العميد حطيط أن الجهاد الإسلامي بما تمثله من فكر وعقيدة واستراتيجية مقاومة هي العدو الفلسطيني الأول للاحتلال الإسرائيلي، فهي الحركة التي تعمل وتؤلم الاحتلال وتحقق الأهداف المرجوة، مستندًا على تصاعد قدرات "الجهاد الإسلامي" الذي يزعج ويرهق العدو.

وفيما يتعلق بشعار وحدة الساحات بعد عام كامل من المعركة، أشار إلى أن مصطلح وحدة الساحات بالمعنى الكامل لم يتحقق بحذافيره؛ إنما قطع شوطًا مهمًا أمام محور المقاومة من حيث التنسيق والتعاون والأعداد والتجهيز بين قوى المقاومة ما يوحي بإمكانية تطويرها لتتحقق في المرحلة القادمة.

"الجهاد" صادقة ومتمسكة بفكرها

من جهته يرى الكاتب والمحلل السياسي الأردني حمادة فراعنة أن معركة وحدة الساحات التي خاضتها "سرايا القدس" منفردة ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، أثبتت مصداقية قيادة الحركة بتمسكهما بالنهج والفكر المقاوم ضد العدو.

وذكر الكاتب فراعنة في حديثه لـ"شمس نيوز" أن معركة "وحدة الساحات" تُسجل ضمن معارك الشرف التي خاضتها "الجهاد الإسلامي" منذ تأسيسها، مبينًا أن المعركة أكدت تسمك الحركة ببوصلتها الجهادية والكفاحية ضد المشروع الإسرائيلي الاستعماري.

وقال: "إن مصداقية الجهاد الإسلامي في تعاملها مع متطلبات العمل الكفاحي والجهادي لمواجهة العدو؛ يجعلها ضمن قوائم الاستهداف المباشر للعدو؛ للتخلص من فكرتها ونهجها الصادق".

وأوضح أن رفض "الجهاد الإسلامي لنهج التنسيق الأمني في رام الله، وفكرة التهدئة في غزة، دفع بالحركة؛ لتتصدر طليعة العمل المقاوم والجهادي في مواجهة مستعمرة العدو الإسرائيلي بكل الساحات الفلسطينية".

وأشار إلى أن العدو الإسرائيلي يحاول قدر المستطاع الاستفراد بحركة الجهاد الإسلامي للتخلص من فكرها ونهجها، كما فعل سابقًا من مخطط الاستفراد بحركتي فتح وحماس، قائلًا: "أعتقد أنه من الصعب التخلص من الجهاد الإسلامي لعدم وجود ما تبكي عليه الحركة".

وفيما يتعلق بـ"شعار معركة وحدة الساحات" يعتقد الكاتب الأردني أن الشعار لم يحقق تطلعات حركة الجهاد في مشروعها القائم على فكرة وحدة جميع الساحات الفلسطينية، مستدلًا بمعركة "ثأر الأحرار" التي اندلعت بعد نحو (9 شهور) من وحدة الساحات التي خاضتها الجهاد منفردة ضد العدو".

ولفت الكاتب فراعنة إلى أن ما دعت إليه الجهاد الإسلامي بتوحيد العمل الكفاحي والجهادي بكل الساحات في أي معركة مع العدو أمرًا مهمًا جدًا، "يجب على جميع الفصائل والأحزاب الالتزام به والعمل على تطويره لما له من آثار إيجابية على القضية الفلسطينية في مواجهة العدو".

وخاضت سرايا القدس في 5 أغسطس 2022، معركة "وحدة الساحات"، ردًا على اغتيال قائد المنطقة الشمالية فيها تيسير الجعبري "أبو محمود"، وعدد من المجاهدين.

وأطلقت سرايا القدس خلال الخمسون ساعة من المعركة نحو 1000 صاروخ وقذيفة، ومع عصر الأحد (7/8) أطلق مجاهديها رشقة من 100 صاروخ دفعة واحدة باتجاه الأراضي المحتلة استهدفت بلدات بينها بئر السبع و"بلمحيم" وسديروت.

وذكرت السرايا، حينها، أنها قصفت كلّ مستوطنات "غلاف غزة" البالغ عددها 58 بشكل متزامن ما أدى الى انقطاع التيار الكهرباء عن 10 مستوطنات جراء سقوط صاروخ على الخط المشغل.

وأسفرت العدوان عن ارتقاء 49 شهيدًا بينهم 19 طفلاً و4 سيدات، فيما أصيب ما يزيد عن 360 مواطنًا بجروح متفاوتة منها خطرة وحالات بتر، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.