إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بدمائهم الطاهرة، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.
كانت بلدة السيلة الحارثية على موعد مع فارسها راشــد ســامي عمــري بتاريخ 28 أبريــل 1983م، لعائلة كريمة من عوائل فلسطين التي ربته على حب الجهاد والمقاومة، وقد تلقى تعليمه في مدارس البلدة حتى أنهى الدراسة الثانوية، لينتقل بعدها لسوق العمل للمساعدة في إعالة أسرته المكونة من 13 فردًا.
انتمــى فارسنا راشــد إلى حركة الجهاد الإسلامي مع انطلاقة انتفاضة الأقصى عــام 2000م، حيث بدأ بالمشاركة في المواجهات مع قوات الاحتلال مع إخوانه، ثم انتقل للعمل في صفوف الجناح العسكري سرايا القدس وأصبح من مجاهديها في جنين.
شارك في العديد من المهمات الجهادية التي كانت توكل إليه، والتي من أبرزها عمليات التصدي لاقتحامات لاقتحامات قوات الاحتلال المتكررة وإطلاق النار على الحواجز واستهداف قطعان المستوطنين على الطرق الالتفافية.
شهيداً على طريق القدس
بتاريخ 6 أغســطس عام 2006م، تســللت وحــدة صهيونيــة خاصــة بالــزي المــدني إلى منــزل شــهيدنا المجاهــد راشــد، مدعمة بأكثــر مــن 25 آليــة عسكرية تنتــشر في مختلــف المحــاور والطــرق، وبــدأوا يهــددون بهــدم المنــزل، وعلــى مــدار خمــس ســاعات رفــض شــهيدنا راشــد أن يســلم نفســه، ثم بدأوا بإطلاق النار، حتى تمكنوا منه وإعدامه بدم بارد، واعتقــال جثمانــه الطاهــر ونقلــه مــع دوريــات الجيــش ولاحقــاً ســلمته لعائلتــه الصابــرة.