إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بدمائهم الطاهرة، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.  
  
كان مخيم بلاطة بمدينة نابلس على موعد مع فارسه مراد سليمان مرشود بتاريخ 23 فبرايــر عام 1981م، لأسرة مجاهــدة من عوائل فلسطين التي ربته على حب الجهاد والمقاومة و قدمت الكثير مــن التضحيات، حيث أمضى اثنان من أشقائه سنوات في سجون الاحتلال كما أن شقيقه الاستشهادي علاء مرشود، وتلقى فارسنا تعليمه في مدارس مخيم بلاطة، ثم اضطر نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة الانتقال لسوق العمل للمساعدة في إعالة أسرته.  
  
انتمى فارسنا مراد إلى حركة الجهاد الإسلامي مطلع انتفاضة الأقصى عام 2000م ، وبرز دوره من خلال المشاركة في المواجهات مع قوات الاحتلال، ثم انتقل للعمل ضمن صفوف الجناح العسكري سرايا القدس، وأصبح أحد مجاهديها في مخيم بلاطة.  
  
شارك في العديد من العمليات الجهادية، وبرع في صناعة وزرع العبوات الناسفة على طريق الآليات الصهيونية، فكان مسؤولاً عن تفجير دبابتين لجيش الاحتلال خلال الاقتحامات التي تعرض لها المخيم، وعلى إثر ذلك تم وضعه على قائمة المطلوبين لدى جيش الاحتلال.  
  
شارك فارسنا في تجهيز الاستشهاديين، حيث كان له دورٌ بارز في تجهيز الاستشهادي مهند أبو زور منفذ عملية "شافي شمعون" قرب نابلس، وشقيقه الاستشهادي علاء مرشود، والاستشهاديين إبراهيم الناجي ومحمد عطالله اللذين نفذا عملية مزدوجة في تل أبيب، والاستشهادي محمد الأصفر منفذ عملية الخضيرة.  

 شهيداً على طريق القدس  

بعد بروز دوره العسكري ومسؤوليته عن العديد من العمليات الاستشهادية في قلب الكيان، قرر الاحتلال اغتيال شهيدنا المجاهد مراد ففي تاريخ 6 أغسطس/ آب عام 2022، وبعد تحديد المكان المتواجد به  قامت طائرات الاحتلال بقصفه في أحد جبال جنين ما أدى لارتقائه شهيدًا على طريق القدس ليلتحق بركب شقيقه ومن سبقه من الشهداء مقبلاً غير مدبر.