قائمة الموقع

عام الفيل.. لماذا أراد أبرهة الحبشي هدم الكعبة المشرفة؟

2023-08-07T16:41:00+03:00
قصة أبرهة وهدم الكعبة

قصة عام الفيل، وهو العام الذي ولد به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وحدثت فيه أحداثٌ جليلةٌ ومهمَّة، وقد وُلِد النبي محمد بن عبد الله في مكة في شهر ربيع الأول من عام الفيل، أي قبل ثلاث وخمسين سنة من الهجرة (هجرته من مكة إلى المدينة)، ما يوافق سنة 570 أو 571 ميلادياً، وقد ولد يتيم الأب، وفقد أمه في سنّ مبكرة فتربى في كنف جده عبد المطلب، وبحسب كتاب "في منزل الوحي" للكاتب محمد حسين هيكل، فإن ابن عباس قال أنه ولد يوم الفيل، والمشهور أنه ولد سنة 570 ميلادية، وإذا يكون عام الفيل كذلك سنة 570 ميلادية، لكن آخرين يقولون إنه ولد قبل الفيل بخمس عشرة سنة، ويذهب هؤلاء إلى أنه ولد بعد الفيل بأيام، أو بأشهر، أو بسنين يقدرها قوم بثلاثين سنة ويقدرها قوم بسبعين.


 

ما قصة عام الفيل؟

قصة عام الفيل تبدأ من اليمن عندما كان فيها ملكٌ ظالمٌ يُدعى أبا نواس الحميري بَطَشَ في أهل اليمن، وكان يجبرهم على الدُّخول في الدِّين اليهوديّ فيرفضون إلّا أن يكونوا مسيحيين، فيقتلهم ويحرقهم، قال الله تعالى: {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}، فاستطاع أحد الرِّجال الهرب من هذه المجزرة، ولجأ إلى قيصر الروم ليرفع عنهم هذا الظلم، لكنَّ بلاد الرُّوم بعيدةٌ عن اليمن، فبعث بالرَّجل مع رسالةٍ منه إلى ملك الحبشة يطلعه بالأمر، فبعث ملك الحبشة بجيش عظيم قائده رجلٌ يدعى أرياط، وبين الجند رجلٌ يقال له أبرهة، فقاتلوا أبا نواس الحميري وقتلوه واستقرت الأمور لهم، ولكن ما لبث أبرهة أن قتل أرياط، وتملك هو على عرش اليمن.


 

ما سبب تسمية عام الفيل بهذا الاسم؟

وقد سمي عام الفيل نسبة إلى الحادثة التي وقعت فيه، عندما حاول أبرهة الحبشي (أو كما يعرف كذلك بأبرهة الأشرم)، حاكم اليمن من قبل مملكة أكسوم الحبشية تدمير الكعبة ليجبر العرب وقريش على الذهاب إلى كنيسة القليس التي بناها وزينها في اليمن.

وحسب الرواية التاريخية، فإن أبرهة قاد حملة عسكرية فاشلة لم يستطع خلالها أن يخضع منطقة مكة بما تمثله من رمزية دينية وقبلية لسيطرته. ووجه تسمية العام بعام الفيل، يعود إلى أنّ الحملة العسكرية التي سُيّرت في غزو مكة، بهدف هدم الكعبة، باستخدام فيها الفيلة.


 

محاولة أبرهة هدم الكعبة في عام الفيل

كانت اليمن تابعة للنجاشي ملك الحبشة. وقام والي اليمن (أبرهة) ببناء كنيسة عظيمة، وأراد أن يغيّر وجهة حجّ العرب. فيجعلهم يحجّون إلى هذه الكنيسة بدلاً من بيت الله الحرام وذلك قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم فقد كانت العرب تحج إلى بيت الله الحرام على ملة إبراهيم عليه السلام. فكتب أبرهة إلى النجاشي: إني قد بنيت لك أيها الملك كنيسة لم يبن مثلها لملك كان قبلك، ولست بمنته حتى أصرف إليها حج العرب. إلا أن العرب أبوا ذلك. وقيل إن رجلاً من العرب ذهب وأحدث في الكنيسة تحقيراً لها. وإن "بنو كنانة" قتلوا رسول أبرهة الذي جاء يطلب منهم الحج للكنيسة. فعزم أبرهة على هدم الكعبة. وجهّز جيشا جراراً، ووضع في مقدمته فيلاً مشهوراً عندهم، فعزمت العرب على قتال أبرهة. وكان أول من خرج للقائه، رجل من أشراف اليمن دعا قومه فأجابوه، والتحموا بجيش أبرهة، لكنه هُزِم وسيق أسيراً إلى أبرهة. ثم وصل أبرهة ورجاله إلى الطائف، فقال قوم من الطائف لأبرهة إن الكعبة موجودة في مكة –حتى لا يهدم لهم بيت اللات الذي بنوه في الطائف-، وأرسلوا مع الجيش رجلاً منهم ليدلّهم على الكعبة.

أرسل أبرهة كتيبة من جنده، ساقت له أموال قريش وغيرها من القبائل، وكان من بين هذه الأموال مائتي بعير لعبد المطلب بن هاشم، كبير قريش وسيّدها. ثم انطلق عبد المطلب إلى أبرهة. ثم قال لترجمانه: قل له: ما حاجتك؟ فقال: حاجتي أن يرد علي الملك مائتي بعير أصابها لي. فلما قال ذلك، قال أبرهة لترجمانه: قل له: أتكلمني في مئتي بعير أصبتها لك وتترك بيتاً هو دينك ودين آبائك قد جئت لهدمه ولا تكلمني فيه؟ قال له عبد المطلب: إني أنا رب الإبل، وإن للبيت رب سيحميه. فاستكبر أبرهة وقال: ما كان ليمتنع مني. قال: أنت وذاك!.. فردّ أبرهة على عبد المطلب إبله.

ثم عاد عبد المطلب إلى قريش وأخبرهم بما حدث، وأمرهم بالخروج من مكة والبقاء في الجبال المحيطة بها. ثم توجه هو ورجال من قريش إلى للكعبة وأمسكوا حلقة بابها، وقاموا يدعون الله ويستنصرونه،  ثم ذهب هو ومن معه إلى الجبل. ثم أمر أبرهة جيشه والفيل في مقدمته بدخول مكة، إلا أن الفيل برك ولم يتحرك. فضربوه ووخزوه، لكنه لم يقم من مكانه، فوجّهوه ناحية اليمن، فقام يهرول. ثم وجّهوه ناحية الشام، فتوجّه. ثم وجّهوه جهة الشرق، فتحرّك. فوجّهوه إلى مكة فَبَرَك.


 

هلاك جيش أبرهة

ثم كان ما أراده الله من إهلاك الجيش وقائده، فأرسل عليهم جماعات من الطير، مع كل طائر منها ثلاثة أحجار: حجر في منقاره, وحجران في رجليه, لا تصيب منهم أحدا إلا هلك. فتركتهم كأوراق الشجر الجافة الممزقة. وأصيب أبرهة في جسده، وخرجوا به يتساقط لحمه قطعا صغيرة.


 

نزول سورة الفيل

سورة الفيل هي سورة مكية، من المفصل، آياتها 5، وترتيبها في المصحف 105، في الجزء الثلاثين، بدأت بأسلوب استفهام "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ "، نزلت بعد سورة الكافرون. وهي السورة التاسعة عشر حسب النزول.

يؤمن المسلمون نقلاً عن المفسرين الذين نقلوا عن ابن إسحاق، أنها نزلت على النبي محمد لتذكير قبيلة قريش بما فعله الله بأصحاب الفيل الذين حاولوا هدم الكعبة وهم أبرهة الحبشي وجيشه وفيها تذكير بقدرة الله على العتاة ولم تكن قريش بند لأبرهة وجيشه وهم يعادون رسول الله محمد.


 

اخبار ذات صلة