إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بدمائهم الطاهرة، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس. 
 
كانت مدينة نابلس بتاريخ 21 نوفمبر عام 1986م على موعد مع فارسها سليم عمر كوسا لعائلة مجاهدة من عوائل فلسطين التي ربته على حب الجهاد والمقاومة وقد تلقى تعليمه في مدارس المدينة حيث كان من المتفوقين في دراسته. 
 
انتمى فارسنا سليم إلى صفوف حركة الجهاد الإسلامي منذ صغر سنه، حيث شارك في أعراس الشهداء وتزيين الجدران بصورهم والمشاركة في الفعاليات الجماهيرية التي كانت تنظمها الحركة. 
 
كما شارك في المواجهات مع قوات الاحتلال التي كانت تقتحم مدينة نابلس ورشقها بالحجارة، ورغم صغره إلا أنه تأثر بفكر الحركة وبارتقاء الشهداء فكانت أمنيته أن ينال الشهادة ليلحق بركب الشهداء الذين سبقوه. 
 
شهيدًا على طريق القدس 
 
بتاريخ 10 أغسطس / آب عام 2004م، اقتحمت قوات الاحتلال مدينة نابلس حيث اندلعت مواجهات عنيفة مع الشبان وكان فارسنا من المشاركين في هذه المواجهات حيث أصابه قناص صهيوني حاقد برصاصه في الصدر ليرتقي شهيدًا مقبلاً غير مدبر ومحققًا حلمه بالشهادة.