قائمة الموقع

بالصور "سيرك غزة" عروض بهلوانية تتحدى الحصار وتعكس إصرار الغزيين وأملهم

2023-08-12T16:57:00+03:00
سيرك غزة
شمس نيوز - وليد المصري

بخفة كبيرة ومرونة عالية، مُتخطين الحواجز والموانع، مُرتدين ملابس مضحكة؛ ومُشَكِّلين حركات بهلوانية جميلة، في أجواء تسودها الفكاهة وتعالي صيحات الضحك والمرح يقفز في الهواء عدد من الشبان الذين عشقوا ألعاب الخفة واللياقة، ليطلقوا أول مدرسة سيرك في قطاع غزة.

أحمد أبو عصر (13 عاماً)، واحد من اللاعبين في المدرسة الأولى من نوعها في قطاع غزة، الذي انضم لها منذ صغره، وأجاد إتقان الكثير من الحركات التي تحتاج إلى توازن كبير ومهارة عالية.

مراسل "شمس نيوز" التقى أبو عصر وهو يجهز نفسه لاستكمال التدرب على رياضة "الغومبلير"، في صالة صغيرة خُصِّصت لهذا الغرض في حي الشجاعية بمدينة غزة، وبدأ الحديث معه عن الرياضة والهدف منها.

يقول أبو عصر: "إن البداية كانت منذ أن شاهد البهلوان والسيرك في شاشات التلفاز، ونالت إعجابه الشديد، وبدأ يُقلِّد بعض حركاتهم، الأمر الذي دفعه للالتحاق في مدرسة (سيرك غزة)".

وأضاف أبو عصر: إن "الإجازة الصيفية شكَّلت عاملاً مهماً في تنمية مهاراتي، إذ إنني أستغلها للتدرب على حركات جديدة في المدرسة، واكتساب مهارات جديدة ميَّزتني عن أقراني".

وأشار إلى أنه في البداية، كان يظن أن الحركات التي يُؤديها البهلوان في التلفاز مجرد خيال في عالم الرسوم المتحركة، إلا أنه بعد انضمامه للمدرسة، وتلقي التدريبات الخاصة استطاع إتقان الكثير من هذه الحركات التي كان يشاهدها، مؤكداً أنها "تحتاج إلى تركيز عالٍ جداً، والحفاظ على التوازن، إضافةً إلى المهارات الجيدة".

ويأمل أبو عصر أن يصبح لاعباً محترفاً في فنون السيرك؛ ليدخل البهجة والفرحة على قلوب الناس والأطفال الذين حرمهم الحصار الإسرائيلي من الاستمتاع كباقي أطفال العالم، كما يطمح أن يصل إلى العالمية ويُنافس في المسابقات الدولية، ويحقق الميداليات والفوز.

مدرسة "سيرك غزة"

ويُلقي الحصار وإغلاق المعابر والمنع الإسرائيلي، بظلاله على رياضة السيرك في قطاع غزة، إذ يعرقل دخول الأدوات والمعدات اللازمة لهذه الرياضة إلى القطاع، وكذلك يمنع الوفود الأجنبية ويحرم أهالي القطاع من السفر لخوض دورات تدريبية، ما أثَّر سلباً على تطور هذه الرياضة ومستقبلها في غزة.

يقول أحمد مشتهى، مسؤول ومؤسس مدرسة سيرك غزة: "إن فكرة إنشاء سيرك في غزة بدأت منذ العام 2011م، حين حضر وفد بلجيكي من مؤسسة الجبل إلى قطاع غزة، وبدأوا في تدريبنا على المهارات البهلوانية على مدار 4 أعوام".

وأضاف مشتهى، لـ"شمس نيوز": "حالت إجراءات الاحتلال الإسرائيلي من استكمال التدريبات"، مبينًا أنه في العام 2015م منع الوفد البلجيكي من دخول غزة، ما أدى إلى إلغاء المشروع.

واستدرك "لم تمنعنا إجراءات الاحتلال من الاستمرار في تحقيق حلمنا، بل أكملناه بجهودنا الشخصية والفردية من خلال تطوير الأساسيات التي تدربنا عليها".

جهود مشتهى بدأت باستئجاره لحاصل، في حي الشجاعية، وجهزه قدر المستطاع بالمعدات البدائية اللازمة، كالفرشات الاسفنجية، والترابيز - حبلان يكونان معلقان بالسقف ويربطان بواسطة قطعة حديد من الجانبان -، وألعاب الخفة مثل: الغومبلير والكرات والجونجلير وغيرها.

وتمتاز أنشطة السيرك بتنوعها الرائع، حيث اللعب بالكرات دون أن تسقط، وتضفي عروض "إيريال سيلك" لمسة من الإثارة حيث يتأرجح الفنانون على حبل في الهواء بحركات بهلوانية، بالإضافة إلى لعبة "إيريال هوب"، التي يؤدي الفنانون فيها حركات مدهشة في دائرة معلقة، بالإضافة إلى الحركات التي تنفذ على الأرجوحة المُعلقة بالترابيس، وعروض "أكروبات" وحركات الجمباز، إلى جانب الأهرامات البشرية، التي تضيف البهجة للجماهير، كما يشير مشتهى.

وتضم المدرسة حالياً 15 طالباً يتعلمون فيها فنون السيرك، ويتدربون على المهارات الاحترافية، والتوازن بدقة، وفق المعدات الموجودة، رغم قلة الموارد، ليستعرضوا هذه الحركات أمام الجمهور، وينشروا أجواء الفرح والسعادة على وجوههم.

ويطمح مشتهى إلى تطوير مدرسته، ورعايتها حكومياً ومن المؤسسات الدولية، لتشكيل فريق محترف قادر على المنافسة عالمياً وتمثيل فلسطين في المحافل الدولية.

ويقوم أعضاء مدرسة "سيرك غزة" بإحياء عشرات المناسبات سنوياً لمختلف المؤسسات والجمعيات التي تهتم بالأطفال، وإدخال البهجة والسرور إليهم.

اخبار ذات صلة