يقف محمد وأصدقائه أمام الصراف الآلي منذ وقت طويل بانتظار حصوله على مخصص الشؤون الاجتماعية، وكله أمل بأن يسدد ديونه المتراكمة عليه، وأن يشتري لأبنائه طلبة المدارس الزي المدرسي الجديد، كغيره من الأسر المتعففة في قطاع غزة.
وأثناء حديث محمد وأصدقائه عن أجواء الطقس التي تغيرت فجأة مد يده إلى الصراف لسحب مخصصه؛ إلا أنه أصيب بصدمة قوية، إذ توقف عن الحديث وبات وجهه مصفرًا وأصيب بدوار شديد حتى تمكن أصدقائه من الإمساك به.
سأل أحدهم من بعيد، "ماذا يجري؟ أسرعوا يا شباب بدنا نمشي الدور"، لم يدرك المنادي بأن الكارثة قد حلت على محمد وعلى نحو 17 ألف أسرة من مستفيدي الشؤون الاجتماعية، وهنا أجابه أحد أصدقاء محمد: "كان محمد يتلقى 1800 شيكل الآن حصل على 370 شيكل أصيب بصدمة قوية، حاولوا تفحصوا يا شباب".
تلعثم المستفيدين من مخصصات الشؤون الاجتماعية، حتى بات أحدهم يتفحص هاتفه النقال ليتأكد إن وصلته "رسالة أم لا"، ليتفاجأ هو الآخر برسالة تفيد بحصوله على 350 شيكل بدلًا من 1800 شيكل.
حالة من الصدمة والسخط والغضب انتابت مستفيدي مخصصات الشؤون الاجتماعية في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة بعدما اقتطعت الوزارة مبلغ كبيرًا من مخصصات نحو 17 ألف أسرة مستفيدة من الشؤون الاجتماعية إذ يقدر المال المقتطع وفق مختصين بنحو "23 مليون شيكل".
وزادت حالة السخط أوساط مستفيدي الشؤون الاجتماعية في ظل انتظار هذه الدفعة التي تتزامن مع موسم المدارس الذي يتطلب مصاريف كبيرة لشراء ما يلزم الطلبة من ملابس وكراسات وحقائب جديدة.
وأظهر المواطنون والناشطون حالة من الغضب على حساباتهم في منصات التواصل الاجتماعي التي تحولت مباشرة إلى لوحات سوداء مليئة بالأدعية والسخط على المتسبب خلف الكارثة التي حلت بهم.
حاولت وكالة "شمس نيوز" كثيرًا التواصل مع الجهات المختصة في وزارة الشؤون الاجتماعية إلا أنها لم تحصل على توضيح لهذه الكارثة التي أصابت منتفعي الشؤون، وباتت هواتفهم مغلقة وأخرى تُعطي إشارة الرنين دون استجابة.
تفاصيل أولية
ووفقًا لتوقعات الصحفي أحمد سعيد فإن الحكومة الفلسطينية صرفت (50 %) من حصتها بشيكات الشؤون، بمعنى آخر من يملك شيك قديم من الاتحاد الأوروبي سيحصل على دفعة كاملة من (750شيكل حتى 1800شيكل).
ويعتقد الصحفي سعيد بأن المستفيد الجديد الذي يملك شيك من الحكومة -اللون البنفسجي- سيحصل على (365 شيكل فقط) نص دفعة يعني.
ورجح سعيد بأن عدد المتضررين من هذه الكارثة يصل إلى 20 ألف أسرة من قطاع غزة سيتقاضون على 365 شيكل فقط.
وفي الوقت ذاته أعلن المتحدث باسم اللجنة العليا لفقراء ومنتفعي الشؤون الاجتماعية صبحي المغربي، استقطاع السلطة لـمخصصات 18 ألف شخص من قدامى منتفعي الشؤون المدنية.
وقال المغربي في تصريحات صحفية: "إنّ السلطة اختارت 18 ألف أسرة، ومنحتهم 350 شيقل فقط من أصل 1800 شيقل، هي حصة المساهمة التي تقدمها السلطة، فيما سلبت مخصصات الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي".
وأشار إلى أن الأسر المستقطع منها هي من المنتفعين القدامى بالشؤون الاجتماعية.
وأوضح المغربي أنّ الاتحاد الأوروبي يساهم بـ82% من قيمة المنحة، والبنك الدولي بـ1%، والسلطة تساهم بـ17% من المنحة.
وبيّن أن مجمل المبلغ الذي استقطعته السلطة نتيجة هذا الاجراء 23 مليون شيقل.
وذكر أن هذا الاجراء يمثل انتكاسة وسلب للأموال من الفقراء، معلنا عن وقفة احتجاجية ستنظم يوم غد الثلاثاء الساعة العاشرة والنصف صباحا في الجندي المجهول.
مصدر من وزارة التنمية الاجتماعية يوضح السبب
فيما أوضح مصدر في وزارة التنمية الاجتماعية بأن الوزارة صرفت دفعة قيمتها (370 شيكل) لـ 18 ألف أسرة تتقاضى مخصصاتها من الحكومة وليس الاتحاد الأوروبي.
وأوضح المصدر بأن خفض قيمة الدفعة يعود بسبب الأزمة المالية التي تعاني منها الحكومة في رام الله، ولا موعد محدد لاستكمال باقي الدفعة على حد قوله.
ولفت إلى أن الأسر التي تتلقى مخصصاتها من الاتحاد الأوروبي صرفت كاملة، أما الأسماء التي لم يصرف لها هو بسبب عدم تحديث أو استكمال بياناتها.