غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

نماذج العفو والتسامح في غزة.. قصصٌ مشرفة رغم الفقر والعدوان والحصار

العفو
شمس نيوز - مطر الزق

ظهرت في الآونة الأخيرة عشرات النماذج المشرفة في قطاع غزة، بهدف زيادة الوحدة والتكافل والألفة بين أبناء المجتمع، رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها أهالي القطاع؛ إلا أن هناك فئة من الناس تميزوا بصناعة الأمل والفرحة ورسم البسمة على وجوه الفقراء.

لا يمر يومًا؛ إلا وتنتشر قصصٌ عن العفو والتسامح عبر وسائل منصات التواصل الاجتماعي بين أبناء المجتمع في قطاع غزة، إذ كثرت النماذج المشرفة بالتنازل عن الديون المتراكمة على الأشخاص غير القادرين عن السداد، وأشكال أخرى من التسامح والعفو.

وسجلت حسابات الإعلاميين عبر منصات التواصل العشرات من قصص العفو والتي من بينها إعلان صاحب محل – سوبرماركت – العفو عن (10 آلاف شيكل) من غير المقتدرين، وفي نموذج آخر فقد عفا صاحب محل – سوبرماركت – عن الديون المتراكمة عن جميع منتفعي الشؤون الاجتماعية.

ولم يقف الأمر عند ذلك، إذ عفا رجل عن صديق له توفى (عام 2000م) كان قد استدان منه أربعة حجارة من الذهب تصل قيمتها الآن وفقًا لما هو منشور نحو (ربع مليون دولار) وعليها سند دين منظم، وفي شكل أخر من أنواع التسامح، سامحت سيدة زوجها بالحلي الخاصة بها، إضافة إلى عشرات القصص المشرفة من العفو والتسامح.

فبالعفو تنبثقُ مواطن المحبة وتنبلجُ مروج الألفة والصداقة، إن الله خلق عباده وبث فيهم الرحمة وهي صفة من صفاته لتسير الحياة، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الراحمون يرحمُهم الرحمن، ارحموا من في الأرضِ يرحمْكم من في السماءِ، الرحمُ شِجنةٌ من الرحمنِ فمن وصلها وصله اللهُ ومن قطعها قطعه اللهُ"، فالرحمة بخلق الله لا تأتي إلا بالعفو عند المقدرة على كل من طلب التوبة والرحمة والتسامح.

ويبدوا أن المتسامحون تمسكوا بثواب الحديث الشريف عن أبي هُريرة رضي الله عنه، أَنَّ النبي محمد ﷺ قَالَ: "مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ للَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ" رواه مسلم، أملًا بان يُحسن الله أحوالهم من حيث لا يحتسبون.

وعبر الشيخ الداعية سامي أبو عجوة، عن فخره واعتزازه بهذه النماذج المشرفة من أبناء مجتمعنا الغزي الذي يعاني من الفقر المدقع والقهر والحصار والظلم، قائلًا: "لا أجد كلمات في اللغة العربية تفي حق هؤلاء الناس سوى الاقتباس من القرآن الكريم إذ يقول الله تعالى (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّه)، فالأجر والثواب لهؤلاء الناس يكون من الله تعالى مباشرة فهنيئا لهم هذه المنزلة المقربة من الله تعالى".

وقال أبو عجوة لـ"شمس نيوز": "إن التسامح والعفو عند المقدرة من أساس الدين الإسلامي فمن فرج عن مسلم كربة من كرب الدينا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، فالنبي صلى الله عليه وسلم سامح وعفا عن أهل قريش يوم أحد حينما شج وجهه الشريف فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم وهو يمسح الدم عن وجهه: (اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون)، كما عفا النبي محمد عن أهل قريش يوم فتح مكة فقال (اذْهَبُوا فَأَنْتُمْ الطُّلَقَاءُ).

وأضاف: "نماذج التسامح والعفو بين المجتمع الغزي هي نماذج مشرفة يفتخر بها المسلم لا سيما وأن هذه النماذج تخرج من مجتمع يعاني من ويلات العدوان والحصار والانقسام، فهي تساهم في توطيد العلاقات الاجتماعية وبث روح التعاون والمحبة بين المجتمع الفلسطيني وتعزز الألفة واللحمة والوحدة بين أبناء شعبنا.