بعزيمة وجد ومثابرة، يتدرب مجموعة من الأطفال الهاوين لرياضة الجودو، في إحدى الصالات الرياضية المخصصة لها، مرتدين الزي الرسمي لهذه الرياضة والمعروف باسم "الكي"، والمتكون من الجاكيت أو ما يسمى بـ"الجي"، والسروال "الهاكاما".
يتدرب الأطفال على الرياضة اليابانية، مستخدمين مبدأ استثمار القدرات العقلية والذهنية والبدنية للإنسان وإدخال عليهِ روح التعاون، لحصد أعلى النقاط التي تسجل خلال الجولات داخل الحلبة.
الشقيقتان سالي ونجوان حلس، (14 عاماً، 15 عاماً) على التوالي، تبذلان جهوداً كبيرة في التدريب برشاقة وانسجام ودقة عالية لإتقان مهارات الرياضة، ضمن فعاليات بطولة أندية القطاع للجودو لفئة البراعم والأشبال من كلا الجنسين، التي ينفذها الاتحاد الفلسطيني للجودو في قطاع غزة؛ تمهيداً للمشاركة في بطولات فلسطينية وخارجية.
أظهرت الشقيقتان حلس مهاراتهما العالية في التوازن، والتحكم، وإتقان الحركات الخاصة بالجودو، وحصلتا على الحزام الأخضر في هذه الرياضة، الأمر الذي يعني أنهما اجتازتا مستوى المبتدئين، وفهمتا أسس اللعبة، وامتلكتا مهارات متقدمة وقدرة على تنفيذ تقنيات أكثر تعقيداً وتحكماً.
تقول سالي حلس، وهي تطلق العنان لأنفاسها بعد جولة تدريبية مكثفة: "رياضة الجودو من الرياضات الجميلة التي أحببت أن أتعلمها، فهي تجمع بين القوة البدنية والذكاء والتوازن".
وتضيف حلس لـ"شمس نيوز": "لا يبخل المدربون في تنمية مهاراتنا وصقلها، وتشجيعنا وتحفيزنا (..) نتدرب بشكل مستمر لإتقان هذه مهارات هذه الرياضة، ونحاول عدة مرات لإتقانها بشكل صحيح وقوي؛ لتحقيق الفوز في مبارياتنا التي نخوضها".
تقف بجانبها نجوان التي ارتسمت ابتسامة فخر على وجهها، وبعد أن أزاحت العرق بيديها، أشارت إلى أن "الجودو ليس مجرد لعبة أو منافسة، إنها احترام وتعاون وذوق".
وأفادت بأنها تلقَ التشجيع الدائم من أهلها، الأمر الذي يمنحها طاقة إيجابية لخوض غمار هذه اللعبة وتطوير النفس والمهارات فيها، مُعَبِّرة عن شكرها للاتحاد الفلسطيني للجودو على اهتمامه بهذه الرياضة، وتذليل العقبات لضمان استمرارها في قطاع غزة.
وتأمل الشقيقتان حلس في تمثيل فلسطين من خلال المشاركة بالمنافسات والبطولات العربية والفلسطينية والدولية؛ والظفر بالميداليات والأحزمة العليا الخاصة بهذه الرياضة.
"الجودو" تشهد انتعاشاً
بداية الأمر شهدت الرياضة صعوبة بتقبل المواطنين في قطاع غزة لها، كما يوضح نائب رئيس الاتحاد الفلسطيني للجودو، وائل الطحان، مرجعًا ذلك إلى أنها لم تكن مشهورة مثل باقي الرياضات كالكاراتيه وغيرها، إلا أنها منذ 5 أعوام بدأت تشهد إقبالاً مريحاً، وانتعاشة في قطاع غزة.
يقول الطحان لـ"شمس نيوز": "وصل عدد اللاعبين برياضة الجودو في قطاع غزة لحوالي 250 لاعباً ولاعبة، ونتطلع للمزيد والازدهار من خلال الخطط التي أقرَّها الاتحاد العام للجودو".
وذكر أنه من ضمن هذه الخطط، هو تفعيل "جودو المدرسة"، وتخصيص جزء من حصة الرياضة لتعليم الجودو والاهتمام بها، في إطار التعاون المشترك مع وزارة التربية والتعليم.
وبشأن بطولة أندية القطاع للجودو لفئة البراعم والأشبال من كلا الجنسين، أضاف الطحان أنه يشارك فيها ما يقارب 82 لاعبا ولاعبة، ويتم اختبارهم للتصفيات النهائية على قدم وساق.
وبيَّن أنه منذ العام 2020 أُجريت 8 بطولات مركزية لرياضة الجودو في قطاع غزة، مضيفاً: "شاركنا في عدة بطولات خارجية، مثل: بطولة التضامن الإسلامي، بعض والبطولات في تركيا، والجزائر، ولبنان، والأردن".