قائمة الموقع

"بأس جنين" مهرجان تجديد البيعة مع الشهداء الابرار

2023-08-20T10:10:00+03:00
خالد صادق
بقلم/ خالد صادق

وسط حشد جماهيري كبير، وبحضور لافت لفصائل المقاومة الفلسطينية نظمت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين مهرجان "بأس جنين" لتأبين ثلة من الشهداء الابرار، شهداء كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين. وشهداء فصائل المقاومة الفلسطينية, جاء المهرجان ليحمل رسائل كثيرة لأطراف عدة, المهرجان نظم على أرض ملعب نادي مخيم جنين بمناسبة مرور 40 يوماً على ارتقائهم شهداء, وقد وجهت سرايا القدس- كتيبة جنين التحية إلى أبناء شعبنا الذين احتضنوا المقاومة خلال معاركها البطولية التي خاضتها مع الاحتلال والتي كان آخرها على محور البيادر أول أمس وإيقاع قوة خاصة من جيش الاحتلال في حقل للنيران وإصابة أحد الضباط، وإلى قيادة المقاومة وعلى رأسهم القائد زياد النخالة والقائد أكرم العجوري الذين سخروا جهودهم لإشعال الضفة من خلال تأسيس الكتائب الممتدة على ساحتها, لتثبت حركة الجهاد الإسلامي انها حاملة لواء المقاومة في الضفة المحتلة, والمفجرة لمعارك المواجهة مع الاحتلال الصهيوني, وان نهجها المقاوم هو خيار الشعب الفلسطيني, وهو الذي يعبر عن إرادة الشعب وايمانه المطلق بحقه في ممارسة الكفاح المسلح, للدفاع عن نفسه امام الة الاجرام العدوانية الصهيونية, واحباط مخططات الاحتلال في تهويد الضفة واستباحتها, وصولا الى النصر والتحرير المنشود والذي لا يأتي الا عبر فوهة البندقية, المتحدث باسم الكتيبة استذكر المعارك التي خاضتها كتيبة جنين والمقاومة خلال الأيام الماضية من معركة بأس الأحرار إلى بأس جنين والتي حطمت فيها الكتيبة وفصائل المقاومة عنجهية الاحتلال ووجهت له الضربات النوعية التي لم يعهدها، محذرة العدو من ارتكاب أي حماقات بحق أبناء شعبنا مؤكدة أن السلاح سيبقى مشرعًا ما دام الاحتلال جاثم على أرضنا, وهذه الرسالة الأبرز التي وجهتها الكتيبة للاحتلال الموهوم.

الرسالة الثانية جاءت على لسان المتحدث باسم الكتيبة لتؤكد على تمسك الكتيبة بوحدة الصف بين المقاومين دفاعا عن أبناء شعبنا، محذراً كل شخص يحاول المساس بسلاح المقاومة وكل من يغير وجهته أو بوصلته، مؤكداً بأن سلاحنا على امتداد كتائبنا المنتشرة سيبقى موجهاً نحو صدر العدو الصهيوني, ولعلها رسالة موجهة لأجهزة امن السلطة التي لم تتوقف عن ملاحقة المقاومين الفلسطينيين ومحاولة اعتقالهم والزج بهم في سجون الاحتلال, وهى رسالة تدعو الى التوحد لمواجهة خطر الاحتلال واحباط مخططاته ومؤامراته, اكد عليها المتحدث باسم الكتيبة عندما قال, " كنا ولا زلنا السيف المسلط على العدو" واراد بذلك التأكيد على ان الكتيبة لا تبحث عن عدو اخر لمواجهته, ولا تسعى لحرف البوصلة, وتأمل ان يتوحد الجميع لمواجهة الاحتلال الصهيوني, واستطرد قائلا" وما زالت كتيبة جنين صاحبة الكلمة العليا في كل جولة ومعها أحرار المقاومة على استعداد للموت في سبيل التحرير"، ما يعني ان المعركة لها وجه واحد فقط هو مواجهة الاحتلال بكل قوة مهما عظمت التضحيات وزاد البذل والعطاء وتفاقمت المعارك" ثم كانت البيعة للشهداء, بيعة الوفاء لدمهم الطاهر عندما قال " نجدد عهد الوفاء للشهداء والأسرى والجرحى حتى تحرير فلسطين", كلمات مختصرة وقليلة لكنها منهج حياة لسرايا القدس وكتيبة جنين, فلا وقت للكلام, الوقت كله للفعل والأداء في الميدان, والقدرة على تطوير الذات وامتلاك السلاح, وتطوير القدرات القتالية, وجعل جنين مقبرة للغزاة, واختتم مهرجان تأبين الشهداء في مخيم جنين، بتكريم عوائل الشهداء الذين ارتقوا خلال معركة بأس جنين في إشارة للتأكيد على السير على عهدهم والوفاء لهم, كيف لا وهم من صنعوا تلك اللحظات التاريخية بدمائهم الزكية, اللحظات التي بات فيها الاحتلال يخشى من الدخول الى جنين, ويعمل الف حساب لمقاومتها الباسلة التي اذاقته الويلات, وكبدته الخسائر الكبيرة.

في جنين لا ترفع الرايات البيضاء, ولا خيار امامها الا خيار الجهاد والمقاومة, وهى نموذج حي لكل مدن الضفة الباسلة, صدرت ثورتها جغرافيا الى مناطق عدة بفضل أدائها القتالي المتميز الذي اربك الاحتلال, جنين تعيد تجربة غزة التي دحرت الاحتلال, وتطهرت من ادرانه, جنين تخطو خطواتها الواثقة نحو النصر على الاحتلال الصهيوني وقطعان مستوطنيه, جنين خرجت بجماهيرها الغفيرة في مهرجان تأبين شهداء معركة "بأس جنين" لتثبت للجميع ان المقاومة وحاضنتها الشعبية لهما خيار واحد, وطريق واحد, وإرادة واحدة, وان كل تلك التضحيات لم تستطع فك واضعاف حالة التلاحم الشعبية مع المقاومة الفلسطينية, تلك الحالة التي سطرها قادة ابطال بدمائهم الزكية الشهيد القائد الشيخ خضر عدنان, والشهيد القائد طارق عز الدين, والشهيد القائد جميل العموري, والاف الشهداء الاطهار, لقد جبلت دماؤهم بتراب جنين وانبتت تلك الثورة المسلحة التي تمثل كابوسا مزعجا للاحتلال لا يعلم كيف يمكن ان يتخلص منه, لان المقاومة تكبر وتتعاظم يوما بعد يوم, ويزداد تأثيرها القوي بين الفلسطينيين حتى أصبحت تمثل بالنسبة لهم حالة الخلاص من براثن الاحتلال الصهيوني, واصبح الخيار "مقاومة", حتى وان كان التنسيق والتعاون الأمني قائما, ومسار التسوية خيارا لدى المتنفذين الموهومين, لكن ايمان الشعب ويقينه ان المقاومة هي الحل للخلاص من الاحتلال, فمشاركة الأذرع العسكرية في المهرجان التأبيني جسّد معنى الوحدة الوطنية والتكاتف في الميدان ما سيزيد من الحاضنة الشعبية من جميع أطياف الشعب الفلسطيني، لأن الفلسطينيين يحتاجون للتعاضد والتكاتف في هذا الوقت العصيب الذي تشهده الأراضي الفلسطينية, ويتطلب ان يكون الجميع على قدر المسؤولية وفاءا للشهداء وسيرا على نهجهم الاصيل.

اخبار ذات صلة